الحياة في نيويورك جحيم للشاب أسامة

> نيويورك «الأيام» كريس ريتر :

> بعد سنوات من السخرية في المدرسة حيث اطلق عليه اسم "ابن لادن" و"الارهابي" حاول اسامة النجار الانتحار في يوليو تموز الماضي وهو في الخامسة عشرة من عمره.

واليوم فانه مثال حي للمصاعب التي تواجه بعض العرب في نيويورك عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001.

وتقول سعاد ابو حسنة والدة اسامة "دمروا كل شيء جميل بما فعلوه معه" في اشارة لما تعرض اليه ابنها من انتهاكات عنصرية وهو يدرس في مدرسة توتنفيل الثانوية في ستاتن ايلاند.

وغير اسامه اسمه رسميا إلى سامي في ديسمبر كانون الاول الماضي هربا من وصمة العار التي ترتبط باسمه وهو نفس اسم زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

وقالت سعاد التي هاجرت من الاردن مع زوجها واطفالها الاربع في ديسمبر عام 1999 "اردت ان اجعل حياته أسهل". وخدم ابنها الاكبر في البحرية الامريكية في حرب العراق.

ويقول زعماء الطائفة الإسلامية ان حالة اسامة تعبر عن تزايد عدم الثقة وخواف الإمريكيين من الاسلام منذ هجمات سبتمبر. ويقدر عدد المسلمين في مدينة نيويورك بحوالي 600 الف وتفيد دراسة جامعة كولومبيا بانهم ضمن اسرع الطوائف نموا في المدينة.

ويقول ارسلان افتخار المدير القانوني لمجلس العلاقات الامريكية الإسلامية "اصبحت هناك ثقافة الخوف من الاسلام في المجتمع الامريكي. من المؤسف ان الاطفال غير محصنين".

وشملت الجهود التي بذلتها نيويورك لتضييق الفجوة بين الامريكيين والعالم العربي انشاء مدرسة تدرس باللغتين العربية والانجليزية. ولكنها واجهت معارضة ايضا.

وبدا الخوف من الإسلام والثقافة العربية واضحا في الانقسام الذي صاحب تأسيس اكاديمية خليل خبران الدولية وهي مدرسة للدراسات العربية تمولها الحكومة من المقرر افتتاحها في بروكلين في الخريف القادم.

وادانت اليشيا كولون الكاتبة في صحيفة نيويورك صن افتتاح المدرسة ووصفتها بانها مدرسة دينية وطالبت بمنع اقامتها.

ولكن الجدل بشان مدرسة خليل جبران لا يقارن بالمعاناة التي مر بها اسامة النجار.

وتقول والدته ان شعور اسامة بالاكتئاب تزايد نتيجة سخرية المدرسين عقب التحاقه بمدرسة توتنفيل في خريف عام 2004. وبدا الطالب المتفوق في سنوات دراسته السابقة يرسب ويدخل في معارك وهرب من منزله أكثر من مرة.

وقال اسامة وهو مراهق نحيل له عينان خضروان ثاقبتان وهو يمتص اصبع الابهام بعصبية "لم اكن اريد الذهاب للمدرسة بعد ذلك." وقال ان زملاءه في الفصل كانوا اكثر تسامحا من المدرسين.

وتابعت والدته ان المدرسة فشلت في وقف الانتهاكات رغم مطالبات متكررة. ورفض ناظر المدرسة التعليق.

وتقول دينا بول باركس المتحدثة باسم ادارة التعليم في نيويورك "لا نتسامح مع عمليات التحرش والارهاب لاي سبب". ورفضت المتحدثة مناقشة تفاصيل القضية بسبب الدعوى التي رفعتها اسرة اسامة.

وتتهم الدعوى المرفوعة امام محكمة في نيويورك المدينة والمدرسة بالتحرش العنصري والديني التي ذكرت انها كانت سببا في محاولة الصبي الانتحار.

وخوفا على مصلحة ابنها اخرجته سعاد من المدرسة في مارس آذار 2006 والزمته المنزل لكن المشاكل لم تزل وفي الثالث من يوليو حاول الانتحار بجرعة زائدة من عقار لعلاج التوتر وفي وقت لاحق من نفس اليوم حاول شنق نفسه.

ويقول اسامه الذي يتحدث العربية لكنه لا يكتبها او يقرأها " اصابني السأم. لم اكن افكر بشكل سليم. لم املك اي شيء اخر يزيل الالم."

ورغم سوء المعاملة فانه شديد الفخر بحضارته العربية ويصر على ان تدعوه اسرته باسم اسامة.

ويأتي افتتاح مدرسة خليل جبران التي تقبل نحو 60 طالبا بعد فوات الاوان بالنسبة لاسامة.

وهو يشارك حاليا في برنامج خاص للاطفال الذين يعانون من رهبة المدرسة واصبح الان يتقبل المدرسة بل ويستمتع بالدراسة.

وتقول سعاد "لا اتمنى ان تمر اي اسرة اخرى بنفس تجربتنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى