الدكتور الصايلي وكلمة وفاء ..

> «الأيام» د. عبده يحيى الدباني:

> كان الدكتور صالح محمد الصايلي رحمه الله تعالى وطيب ثراه، اديباً وباحثاً وناقداً واستاذاً جامعيا فضلا عن كونه صحفياً متميزاً أطل على قرائه من خلال صحيفة «الأيام» بالذات، وقد عمل محرراً لهذه الصفحة الثقافية، وفي دراسته الجامعية الأولى (مرحلة البكلاريوس) في كلية التربية أسس هو وزوجته الست لواحظ طرموم، المجلة الحائطية الشهيرة (روضة الادب) التي استمرت زمناً بعد تخرجهما، إلا أنها توقفت فيما بعد بتوقف الجمعية الأدبية في كلية التربية عدن نظراً للمماحكة الحزبية حولها وكأنها هي التي ستقوم بتشكيل الحكومة في البلاد.

كان الدكتور الصايلي شعلة متوهجة من النشاط والحيوية والحب والكتابة والحديث والعمل النقابي والوقوف إلى جانب الزملاء سواء في الوطن أم في بغداد حيث نال الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي. لقد كانت رسالته للماجستير في المعالم اليمانية في الشعر الجاهلي، أما أطروحته للدكتوراه فكانت في: الاتجاهات الفنية في رواية الشعر الجاهلي. وإلى الآن ما يزال هذان الإنجازان الكبيران غير منشورين في كتابين أسوة برسائل وأطاريح كثيرة نشرت في جامعة عدن وفي وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب، بيد أن المسؤولية المباشرة تبقى على جامعة عدن.إن الحديث عن زميلنا الحبيب صالح الصايلي حديث ذو شجون وفنون، ولسنا هنا بصدد سرد الذكريات أو الحديث عن سيرته القصيرة الحافلة العطرة، ولكننا سنحاول الإشارة الخاطفة إلى موضوع أطروحته للدكتوراه التي شكلت إضافة حقيقية إلى المكتبة العربية في مجال رواية الشعر الجاهلي بشهادة أساتذة أجلاء مثل الدكتور محمود عبدالله الجادر أستاذ الأدب الجاهلي في كلية الآداب جامعة بغداد.

لقد افترض البحث أن الشعر الجاهلي لم يصل إلينا كما أبدعته حضارته الزائلة وإنما وصل إلينا كما روته الحضارة الجديدة، أي الحضارة العباسية، فكانت الرواية هنا مرادفة للاختيار، بمعنى أن الحضارة العباسية طوعت الشعر الجاهلي لمقتضياتها المختلفة ولم تكن روايتها له محايدة أو موضوعية، ومن هنا يرى الباحث أن دراسة الشعر الجاهلي ناقصة إذا لم توضع روايته وملابساتها بعين الاعتبار تبعاً لظروفها وشروطها، انطلاقاً من كون الرواية فعل اختيار له أسبابه ونتائجه حسب ما أملتها الحضارة العباسية.

وأخيراً نوجه الدعوة إلى الجهات ذات العلاقة وفي مقدمتها جامعة عدن بتبني طباعة أعمال الفقيد البحثية والإبداعية. رحم الله تعالى فقيدنا د.صالح الصايلي، وجمعنا وإياه في مستقر رحمته، إنه سميع مجيب.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى