طريق طور الباحة - المقاطرة ..عبث الآليات بالأرض الزراعية أكثر من شقها للطريق

> «الأيام» علي الجبولي:

>
محصول زراعي خربته جرافات الطريق
محصول زراعي خربته جرافات الطريق
خلافات، شكاوى، ومخاوف عديدة ولدها شق طريق طور الباحة - المقاطرة، حتى ليعتقد من يطلع عليها بأنه إن لم تتدارك بالمعالجة العقلانية اليوم فإنها ستظل تكبر وتتسع.

مواطنون يشكون أن أيادي خفية تقف وراء العبث بالطريق وتغيير مسارها ما يحلو لها التغيير.. مزارعون تذمروا من الأضرار الفادحة التي ألحقتها آليات الشق بأراضيهم الزراعية وتحويل مجاري مياه الأمطار والسيول من أرض مواطن إلى أرض آخر، وما جره هذا العمل من خلافات ونزاعات بين المزارعين. هناك من يعتقد بأن القائمين على التنفيذ فضلوا الشعاب والوديان والأراضي الزراعية وتحاشوا شق التلال والمرتفعات رغم سهولتها، وهو ما تسبب بابتلاع أراض زراعية خصبة وعبث بمساقيها، وربما عزز شكوكهم كثرة التعرجات والمنعطفات البارزة في الطريق، فيما يتخذ آخرون من العلامات والأسهم التي وضعها أكثر من فريق تخطيط على تلال مرتفعات الجهة الغربية من الوادي دليلا على أن الطريق يشق بعيدا عن مساره.

هذه المخاوف والمشاهد والشكاوى أثارت خلافات عديدة بين ملاك الأرض الزراعية وشركة التنفيذ ومازالت تهدد بالمزيد.. خلال زيارة «الأيام» للطريق نقلت مباشرة أبرز ملامح الصورة من أرض الواقع.

خراب الأرض اكبر من شق الطريق
خراب الأرض اكبر من شق الطريق
يكاد يجمع المواطنون، رغم الأضرار الفادحة في الأرض الزراعية، أن الطريق نعمة للمنطقة اذا تم إنجازها، رغم أن بطء العمل والمؤشرات لا تبشر بإنجاز قريب، فأعمال شق وتسوية الطريق التي بدأت قبل خمسة أشهر لم تنجز أكثر من 6 كم مع أنها لا تتعدى تسوية بدائية لا يزيد عرض أغلبها عن 3 أمتار، بل وبعض المواضع تم القفز عليها ولم تشق أبدا وبتصرف غريب اكتفت فيه الآليات بالعبث بالأراضي الزراعية فقط، خربتها وخلطت مساقيها، جرفت بعض المساقي والدفاعات، أزالت المعالم والحدود، اجتثت الأشجار ثم تركتها مخربة، وانتقلت إلى مواضع أخرى .. مشهد مؤلم ذكرني بمشهد طريق مماثل عبرته قبل عشر سنين .. طريق حيفان - طور الباحة الذي بدأ شقه قبل أكثر من 15 عاما خربت فيه الآليات الأرض، جرفت الخضروات والمحاصيل الزراعية، اقتلعت أشجار الموز والمانجو والليمون والجوافة والنخيل والأشجار المعمرة على امتداد قرى البيضاء والمفاليس والعوجا والمولع بوادي المفاليس، ثم غادرت إلى غير رجعة، وحتى اليوم لم يستكمل الطريق بل وما تزال أمامه سنون طوال، هذه التجربة الماثلة مثيرة للتخوف من التكرار في وادي معبق طريق طور الباحة المقاطرة، إذ خربت الآليات الأرض وعبثت بالمساقي ثم تراجعت وتيرة العمل، وكثيرا ما توقفت، وهذه الوتيرة لو سادت فإن إنجاز الطريق سيحتاج إلى أعوام وأعوام وليس 18 شهرا كما حدد سقف الإنجاز.

مواطن يشير إلى حجم الأضرار التي لحقت بأرضه
مواطن يشير إلى حجم الأضرار التي لحقت بأرضه
خلال جولتنا وجدنا عددا من المزارعين يجلسون بجانب أراضيهم المخربة والحسرة تكسوهم على ما أصابها .. قال المواطن عبدالله سعيد: «الطريق نعمة لكن الخسائر والأضرار التي أصابت أراضينا كبيرة، جرفوا الأرض بزراعتها ثم تركوها مخربة وانتقلوا إلى موقع آخر في الطريق، إنهم يبحثون عن السهل، ولو شقوا الجبل لن يحتاج إلى جهد كبير وكان سيحمي الطريق من السيل والهبوط ويسلم الأرض من هذا العبث».

بجانب زراعة خضراء تفوح منها رائحة زكية جلس مزارع آخر ينظر بحسرة إلى ما أصاب أرضه ومساقيها من خراب، بعد أن حولت آليات الطريق مياه عدة شعاب إلى داخلها مما تسبب بجرفها.. قال أحمد محمد علي: «أعتقد أن هناك من غير مسار طريق، لا أعرف لماذا تتحول الطريق إلى قلب الأرض الزراعية ومجرى السيول؟ خربوا أرضنا قبل أشهر ثم تركوها مخربة وذهبوا إلى مكان آخر، ونحن في موسم أمطار وهذا الخراب سيتوسع ويضر بالأرض».

أراضي ومساقي خلطتها الجرافات ثم تركتها وذهبت
أراضي ومساقي خلطتها الجرافات ثم تركتها وذهبت
مشاعر امتزجت فيها فرحة المواطنين بالاستياء والتخوف، فرحة بشريان حياة معبّد يربط منطقتهم بمدن عدن، التربة، تعز، ستنتهي معه المعاناة وتتحقق منافع جليلة، واستياء من سوء تخطيط مسار الطريق أو العبث به مما جعله يبتلع أخصب الأراضي الزراعية التي يعتمد عليها كثير من السكان في المنطقة. أما التخوف فينبغ من الاعتقاد بأن أيادي عبثت وعدلت مسار الطريق لمآرب خاصة، غير أن التخوف الأكبر يأتي من أن الحلم قد لا يتحقق في أجله المرسوم أو القريب منه، ولكن ربما يتأخر أعواما وأعواما، خاصة وأن وتيرة العمل البطيئة الماثلة أمامهم تعزز من هذه المخاوف، وفيما لو صدق هذا التخوف فإن التأخير وربما التعثر سيبقي أراضيهم مخربة لأمد طويل، وهنا سينقلب الحلم الجميل إلى كابوس شنيع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى