رئيس وزراء بريطانيا المقبل يزور العراق في مهمة لتقصي الحقائق

> بغداد «الأيام» روس كولفين :

>
رئيس وزراء بريطانيا المقبل جوردون براون
رئيس وزراء بريطانيا المقبل جوردون براون
طمأن رئيس وزراء بريطانيا المقبل جوردون براون زعماء العراق أمس الإثنين إلى استمرار الدعم البريطاني بينما أجرى زيارة خاطفة لبغداد من أجل أن "ينصت ويتعلم" قبل أن يتولى رئاسة الحكومة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وأشار براون الذي يقيم مستقبل مشاركة بريطانيا في حرب مستمرة منذ أربعة أعوام ونصف العام ولا تحظى بشعبية بين البريطانيين إلى اعتراف توني بلير بارتكاب أخطاء في الحرب وقال إنه يريد أن "يتعلم الدروس".

ويقول منتقدون إن التخطيط لمرحلة ما بعد الغزو كان هزيلا مما أدى إلى حدوث فراغ أمني استطاعت خلاله أن تجد الجماعات المسلحة العربية السنية لنفسها موطئ قدم واندلعت أعمال العنف الطائفية مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من العراقيين.

وبدأ المسلحون في تفجير الجسور ضمن حملتهم التي تستهدف بنية البلاد التحتية المهترئة,وفي أحدث هجوم دمر مفجر انتحاري جسرا رئيسيا فوق نهر ديالى شمالي بغداد أمس الإثنين.

وهذه أول زيارة لبراون منذ أن تأكد أنه سيخلف توني بلير الذي تراجعت شعبيته في الداخل بسبب دعمه الراسخ للحرب. ولطالما تقبل جوردون تحمل المسؤولية عن قرار الحكومة بغزو العراق.

وقاومت الحكومة البريطانية ضغوطا أمس الإثنين من ساسة معارضين يدعون إلى إجراء تحقيق في التخطيط لحرب العراق وما بعدها.

وخلال نقاش برلماني قال وليام هيج المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب المحافظين إن ثقة الشعب في الحكومة تأثرت سلبا بسبب الحرب وإنه لا يمكن استعادة هذه الثقة إلا من خلال مراجعة شاملة.

واستبعد براون الذي أمضى نحو ست ساعات في العراق انسحابا فوريا للقوات البريطانية,ورفض مجددا أمس الإثنين التعليق على تكهنات وسائل الإعلام بأنه قد يسرع من عملية سحب القوات لتهدئة غضب الرأي العام.

وقال براون الذي يشغل حاليا منصب وزير المالية للصحفيين المسافرين معه "أنا هنا...لأرى ماذا يحدث مع القاعدة...وبالنسبة لإيران... والصراعات الطائفية.. لأرى كل الناس على الأرض وتقييم ما يحدث حتى أكون على اطلاع بشكل أفضل."

وتأتي زيارة براون في الوقت الذي يجري فيه تقليص حجم القوات البريطانية في العراق بنحو 1500 جندي ليصل إلى 5500.

وكان براون قد قال إنه سيخفض عدد القوات بقدر الإمكان وعندما يتاح الوقت لكن مساعديه يقولون إن من غير المرجح أن يغير براون السياسة بشكل جذري ومفاجيء في الوقت الذي يخطط فيه الجيش البريطاني لخفض عدد قواته في العراق بشكل أكبر.

وأجرى براون الذي وصل بصحبة وزير الدفاع ديس براون محادثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني وقائد القوات البريطانية في العراق وقائد القوات الأمريكية الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأمريكي.

وقالت متحدثة باسم السفارة البريطانية "أوضح لرئيس الوزراء المالكي وللرئيس الطالباني أن الدعم البريطاني للحكومة العراقية لن يتغير."

وقال براون في وقت سابق إنه يعتزم خلال محادثاته مع المالكي مناقشة مسألة المصالحة الوطنية بين الأطراف المتناحرة.

وأضاف "بالنسبة للمصالحة السياسية أود أن أعرف كيف يعتزمون المضي قدما.. وإذا لم يطرحوا علي اقتراحات فسأطرح عليهم اقتراحات."

وأرسل آلاف الجنود الأمريكيين والعراقيين إلى بغداد بؤرة العنف الطائفي للتصدي للمسلحين الشيعة والعرب السنة وتوفير مزيد من الوقت لحكومة المالكي من أجل التوصل لتسويات سياسية لتشكيل حكومة تقوم على تقاسم حقيقي للسلطة مع الأقلية العربية السنية والأكراد.

وتطالب واشنطن الحكومة بالتحرك في مجالات مهمة مثل قانون اقتسام العائدات النفطية وانتخابات المحافظات وإصلاح الدستور. لكن محللين يقولون إن الحكومة الائتلافية التي يقودها الشيعة ضعيفة ومنقسمة ولا تقدر على تلبية هذه المعايير دون ضغوط خارجية.

وقال المالكي في بيان عقب محادثاته مع براون إنه يأمل أن يقر البرلمان القوانين سريعا.

وذكر براون أنه سيتطرق أيضا إلى الاقتصاد في محادثاته مع المالكي. وسبق أن قال مرارا إن إنعاش الاقتصاد أمر ضروري لإنهاء العنف.

وقال براون الذي قاد النمو الاقتصادي لبريطانيا على مدى عشرة أعوام متصلة "لا يفتقرون للأموال لتخصيصها من أجل في البنية الأساسية المشكلة هي إنفاقها فعليا."

ويستهدف المسلحون الجسور الرئيسية في بغداد والمناطق المحيطة في تكتيك جديد خلال الشهرين الماضيين. ودمر مفجر انتحاري جزءا من جسر يربط بعقوبة عاصمة محافظة ديالى بقريتين شمالي ديالى أمس الإثنين,ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.

وقال المتحدث باسم الجيش الامريكي اللفتنانت كولونيل راندي مارتن إن انفجار سيارة ملغومة على جسر جنوبي بغداد مساء أمس أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ستة آخرين. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى