حرب المخيم الدامية تظهر اوجه خلل في الجيش اللبناني

> بيروت «الأيام» نديم لادقي :

>
امرأة لبنانية تبكي بعد مقتل ابنها المسعف أمس الأول
امرأة لبنانية تبكي بعد مقتل ابنها المسعف أمس الأول
قد يكون الجيش اللبناني مكبلا بمخاوف من احداث اصابات مدنية في معاركه مع اسلاميين اصوليين في مخيم فلسطيني للاجئين لكن تأخره بهزيمتهم اظهر نقصا لديه في العتاد والخبرات العسكرية.

وتحاول وحدات قوات خاصة في الجيش القضاء على بضع مئات من مقاتلي فتح الاسلام في مخيم نهر البارد في شمال لبنان منذ 20 مايو ايار. وقتل على الاقل 136 شخصا من بينهم 60 جنديا. وجرح اكثر من 150 جنديا.

ويقول الجيش ان المسلحين الذين يستلهمون نهجهم من القاعدة امامهم القتل او الاستسلام,وتعهدت فتح الاسلام بالقتال الى النهاية.

وعبر زعماء لبنانيون من مختلف الاطراف عن مساندتهم للجيش في نهر البارد وهو الامر المغاير لزمن الحرب الاهلية التي دارت بين عامي 1975 و 1990 عندما كان الجيش مقسما بين السياسيين وبين الانقسامات الطائفية.

ولكن الجيش يفتقر الى سلاح جو فعال ودباباته قديمة وقوة نيرانه محدودة ولم يتسن له اكتساب خبرة قتالية تذكر منذ نهاية الحرب الاهلية.

ويقول سياسيون وبعض المحللين ان الخوف من التسبب بسقوط ضحايا مدنيين وتدمير المخيم الذي كان يأوي 40 الف لاجيء اجبر الجيش على استعمال ما لديه من قوة نيران بحذر.

ويقول تيمور جوكسل وهو مستشار سابق لقوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان ان ليس باستطاعة الجيش استخدام كل امكاناته في قتاله ضد جماعة فتح الاسلام الذي وصفه بانه قتال للقضاء على جماعة خطيرة غريبة على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء.

ويتساءل جوكسل "ماذا سيحصل للجيش اذا ما دمر المخيم.. وكم من المدنيين سيكون عليك ان تقتل.."

وقال "الجيش لا يستطيع ان يتحمل كلفة ذلك داخليا بسبب الغضب الشديد الذي سوف يسببه في البلد ليس فقط مع الفلسطينيين وانما في الحكومة."

ولكن السكان الباقين في المخيم المدمر قد يصعب عليهم تصديق ان الجيش يعمل بحذر,انهم يقولون ان القصف قد طال كل طريق وكل ممروقد دمر المئات من المنازل.

ويقاتل المسلحون بشراسة وهم يردون بقنابل المورتر والقنابل اليدوية على مراكز للجيش,وقد سبب القناصون خسائر كبيرة للجيش.

ويقول جوكسل ان الجيش المؤلف من 55 الف جندي سوف يهزم المسلحين في نهاية الامر ولكن هذا لا يخفي نقاط ضعفه.

وقال جوكسل لرويترز "انه سيء التجهيز. انه جيش فقير لا شك في ذلك." مشيرا الى ضعف في الاساسيات مثل وسائل النقل والاتصالات. وقد شوهد بعض الجنود في الخطوط الامامية يتواصلون عبر الهاتف المحمول.

وتوحد الجيش بعد الحرب الاهلية لكن لم يعد تسليحه بسبب ما يقول بعض المسؤولين انه مقاطعة امريكية غير رسمية لان الجيش كان يتعاون مع مقاتلي حزب الله المناهض لاسرائيل ومع القوات السورية في لبنان.

وقد تغير دور ووضعية الجيش مرة اخرى بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام 2005 والانسحاب السوري الذي تلاه.

وقد ارسلت الدولة اللبنانية العام الماضي نحو 15 الف جندي الى الجنوب لكي يحمي منطقة الجنوب الى جانب قوات حفظ السلام الدولية التي توسعت بعد الحرب التي اندلعت بين حزب الله واسرائيل في يوليو تموز واغسطس اب. ونشرت نحو ثمانية الاف جندي اخر لكي يراقبوا الحدود مع سوريا.

وبعد الحرب تعين على الجيش القيام ببعض العمليات الامنية الداخلية الحساسة من دون ان يتسبب باثارة مشاعر سلبية من اي من طرفي النزاع السياسي في لبنان بين الحكومة المدعومة من الغرب وبين حزب الله المدعوم من سوريا وحلفائه.

وزادت حياديته من مصداقيته. وفور بدء المعارك في شمال لبنان بدأت الولايات المتحدة والحلفاء العرب بارسال طائرات محملة بالذخائر والاحذية والخوذات.

وقال جوكسل انه بالنسبة للبعض فان ابرز انجاز للجيش كان حفاظه على وحدته تحت الضغط "لقد بقوا معا وهو لا يزال جيشا وطنيا تحت امرة وسيطرة موحدة."

وتبدو قوة الجيش اللبناني صغيرة جدا مقارنة بسوريا واسرائيل حيث لا يمتلك طائرات حربية.

نساء لبنانيات يبكين بعد مقتل احد الجنود أمس
نساء لبنانيات يبكين بعد مقتل احد الجنود أمس
ويتألف سلاحه الجوي من 33 طائرة هليكوبتر 24 منها امريكية الصنع وهي هرمة والتسع الاخرى فرنسية الصنع من طراز جازيل واثنتان منها فقط يمكن استخدامهما في العمليات. وقال مصدر امني ان دولة الامارات العربية المتحدة قدمتهما للجيش هذه السنة.

ولدى الجيش 260 قطعة مدفعية و240 دبابة من ضمنها 60 دبابة طراز (ام 48) امريكية الصنع و180 من طرز تي 45 وتي 55 وتي 56 سوفيتية الصنع وكل هذه صنعت منذ نحو 50 سنة. ولديه حوالي الف ناقلة جند مصفحة معظمها ام 118 الامريكية.

وقال ميشال عون الزعيم المسيحي المعارض وقائد الجيش السابق "خلافاتنا قد حدت من قدرتنا التقنية ولكننا نقدر شجاعة العسكر."

اضاف "ما نواجهه (في نهر البارد) ليس استنزافا ولكن تأن...اعتقد انها لن تستمر طويلا. لا احد يخاف." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى