حكم قبلي يقضي بدفع 6 ملايين ريال يمني جراء طعنة أصابت فردا من قبيلة آل تميم

> وادي حضرموت «الأيام» علوي بن سميط:

> صدر بمنطقة قسم شرقي سيئون (نحو 70 كيلو) حكم قبلي من قبل المقدم عوض بن عمر بن يماني التميمي والمقدم عائض بن صالح بن يماني التميمي، وهما قائمان عن (قعيدة المقدم بن يماني بقسم) بحسب العرف القبلي. وقضى الحكم الذي أصدراه يوم الاثنين 2007/6/11، نصاً بالآتي: «حكمنا نحن قعيدة المقدم بن يماني في قسم بحضرموت على خالد أحمد عبدالوهاب الشهاري القائم عنه أخوه أمين أحمد عبدالوهاب الشهاري وجماعته المذكورين بباطن هذا التحكيم في فعلته هذه بمبلغ وقدره 6 مليون ريال يمني».

وحضر الحكم ووقعه قبولا منهم كل من أمين أحمد الشهاري وعبدالواسع عبدالله السيباني وعبدالودود يحيى القشار كقائمين وملتزمين عن المدعو خالد أحمد الشهاري، وبحضور عدد من مرجعيات ومقادمة قبائل بني تميم وممثلين عن قبائل حضرمية أخرى وعدد من مشايخ السادة ووجهاء وشخصيات اجتماعية بالمنطقة، كما وقع ستة من الحضور كشهود على الحكم.

ولكن ما هي قصة هذا الحكم وما هو الفعل؟!

تتخلص القضية أن مشاجرة (مضاربة) وقعت يوم 21/5/2007م من قبل خالد عبدالوهاب الشهاري، الذي يعمل بمحل تجاري بمنطقة الخون بتريم حضرموت وهو من محافظة أخرى ويسكن حاليا في الخون، وجرى الشجار مع محمد بن سعيد العبد التميمي الملقب (قنون)، يسكن الخون أيضا، وتسبب بطعنة بالسلاح الأبيض وجهها الشهاري إلى التميمي بلغت إلى الأمعاء كما جاء في مقدمة الحكم وأجريت له عملية ولولا عناية الله لكانت الطعنة أودت بحياته.

أقارب الشهاري قدموا من محافظتهم إلى حضرموت وتواصلوا مع مقدم آل سعيد من بني تميم التي ينتمي إليها المطعون لتسوية الموضوع قبليا، وآثر مقدم آل سعيد كرامة بن عمر بن سعيد التميمي أن يحكم القضية مقدم بن يماني، عنه المقادمة عوض بن عمر بن اليماني وعائض بن صالح بن يماني آل تميم، كما وافق وقبل أيضا أمين أحمد الشهاري وجماعته تحكيم المقدمان عوض وعائض أيضا ووضعت أمامهم عدائل (وهي بالعرف القبلي قبول بالتحكيم من الشهاري وجماعته)، وتضمنت العدائل سيارة نقل وبندقيتين آليتين.

ومن حينها فإن مؤشرات التفاوض وحل المشكلة قد هدأت النفوس، ويظهر أن الاطراف متعلقة وإن احتكمت لعرف القبيلة.

وتدارس المقادمة الذين يمثلون (قعيدة بن يماني) وهما المقدم عوض بن عمر بن يماني والمقدم عائض بن صالح بن يماني آل تميم الموضوع من عدة زوايا قبلية حتى وصلا إلى حسم القضية وإصدار هذا الحكم أمس الأول الاثنين.

كيف ينفذ الحكم؟

التنفيذ يكون التزاما قبليا وبعض الأحيان يخفف الحكم كأن يتم إنقاص المبلغ، إلا أن مثل هذه الحالة يعتقد أنه سيتم فيها دفع المبلغ كاملا.. ربما، ومن هنا فإن طعنة في العرف القبلي تساوي ستة ملايين يدفعها الفاعل ولربما يكون المبلغ أكثر كما قال لنا مقادمة ومشايخ قبائل، ولكن قبول الأطراف بالتحكيم والحكم مهما بلغ هو عبرة قبليا ويمتاز بتهدئة الخواطر وإحلال السلام الاجتماعي بين القبائل.. هذا الحكم قطعا يعمد في دوائر القضاء التي تعتمده أيضا.

لذلك كان خيار الاطراف في حكم القبيلة المستند على العرف والابتعاد عن القانون ودهاليز المحاكم التي قد تطول فترة نظرها لمثل هكذا قضية كما ترى القبائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى