> غزة «الأيام» نضال المغربي :
امرأة فلسطينية تبكي بعد مقتل احد قادة فتح في الاشتباكات
وأصدر قادة أكبر قوة أمنية موالية لعباس الذي يحظى بدعم القوى الغربية أوامرهم لوحداتهم بالنزول إلى الشوارع وهزيمة ما وصفته حركة فتح التي يتزعمها الرئيس "بانقلاب" من جانب حركة حماس بعد أن اقتحم مسلحون من حماس قاعدة أمنية رئيسية لفتح في غزة.
وبدا لاحقا ان حماس تسيطر على قاعدة كبرى لفتح في شمال غزة واشارت اعداد الضحايا الى ان لها اليد العليا. وهدد زعماء فتح بالانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية التي شكلت قبل نحو ثلاثة اشهر مع حماس اذا لم يتوقف اطلاق النار فورا.
وقال مسؤولون من مستشفيات إن 24 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب 70 ليرتفع عدد القتلى في القطاع الساحلي منذ يوم السبت إلى 44 . وفي وقت سابق اليوم تعرض منزلا عباس وهنية في غزة لإطلاق النار.
وقال الاتحاد الأوروبي بينما اجتمع زعماء فتح لبحث الانسحاب من حكومة الوحدة إن هناك خطرا وشيكا باندلاع حرب أهلية إذا استمر الاقتتال بين فتح وحماس ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إلى دعم جهود عباس الرامية "لاستعادة القانون والنظام".
ودعا كل من عباس وهنية إلى ضبط النفس وإجراء محادثات لكن في ظل اتهام كل طرف الطرف للآخر بالعمل مع إسرائيل لم تبد مؤشرات تذكر على استجابة المتقاتلين لتلك الدعوات.
وللمرة الأولى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن المقترحات الخاصة بنشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة يجب أن تدرس بجدية.
وقال "اذا سقط قطاع غزة في النهاية في يد حماس فسيكون لذلك اهمية كبرى اقليميا." لكنه اضاف ان اسرائيل لا تستطيع دخول غزة لقتال حماس في مساعدة لمقاتلي فتح.
وقال سكان إن مسلحين من حماس اقتحموا مواقع لفتح واحتجزوا البعض في المعارك وآخرين دون قتال. وقالوا إن حماس تسيطر على شمال قطاع غزة ووسطه,وفي احدى المراحل منح مقاتلو حماس قوات فتح مهلة نصف ساعة لاخلاء القواعد في إنذار لم يسبق له مثيل.
وأمر قادة قوات الأمن الوطنية جنودهم في بيان قائلين "إلى الأمام" بينما تم التشويش لفترة قصيرة على محطات الإذاعة التابعة لحماس بأناشيد تمجد قادة فتح الميدانيين. واضاف البيان "ادحروا القوات الباغية الدموية الانقلابية."
وقال مسؤولون طبيون إن 16 شخصا على الأقل قتلوا في المعارك التي تلت ذلك في المساء من بينهم 11 في اشتباك واحد قالت حماس إنه منحها السيطرة على قاعدة كبرى لقوات الأمن الوطنية في شمال قطاع غزة,وقال مسؤولو حماس إن ستة من القتلى الستة عشر من مقاتليها. وقال مسؤولو فتح إنهم لم يفقدوا سوى "عدة" قتلى,وعقد عباس الذي خلف الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 2004 اجتماعا للجنة المركزية لفتح في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأصدرت اللجنة المركزية بيانا قال "في ضوء استمرار المؤامرة الانقلابية على السلطة الشرعية فان اللجنة المركزية تقرر الان عدم مشاركة وزرائها في الحكومة اذا لم يتوقف اطلاق النار.
"قررت اللجنة المركزية البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف الخطير في قطاع غزة في ظل رفض قيادة حماس وقف اطلاق النار ورفضها حضور الاجتماع المشترك برعاية الوفد الأمني المصري.
"تدارست اللجنة المركزية محاولة الانقلاب الدموي الذي يقوده الجناح المتطرف في قيادة حماس بهدف اسقاط حكومة الوحدة الوطنية والغاء اتفاق مكة وفرض وهم السيطرة الدموية بدل الشراكة والتعددية السياسية والديمقراطية."
وفي حالة انسحاب وزراء فتح وانسحاب بعض الوزراء المستقلين يمكن أن يقيل عباس الحكومة ويحاول إدارة السلطة بالمراسيم. وستحتاج أي حكومة جديدة إلى موافقة البرلمان الذي تهيمن عليه حماس.
وقال عمار وهو سائق سيارة أجرة يبلغ من العمر 40 عاما وله ستة أبناء "اعتقد أننا في العراق ولسنا في غزة.. قناصون على أسطح المنازل يقتلون الناس.
جثث مشوهة وملقاة في الشوارع بطريقة مهينة جدا. المنازل تتعرض للقصف والمدنيون يقتلون. هل تعني الحرب الأهلية غير ذلك.."
ومنذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية في يناير كانون الثاني 2006 نتيجة الدعم الذي تحظى به في أوساط الفقراء في غزة أشار أحد التقديرات إلى مقتل أكثر من 600 فلسطيني في الاقتتال بين فتح وحماس.
وبعد بضعة شهور من الهدوء النسبي اندلع القتال مجددا الشهر الماضي قبل أن تخف حدته في ظل هدنة أبرمت بوساطة مصرية.
وتساعد الولايات المتحدة في تدريب قوات عباس وتسليحها قائلة إن زعيم فتح سياسي معتدل وملتزم بالسلام ويمثل قوة موازنة لحماس التي ترتبط بعلاقات مع إيران وسوريا.
(شارك في التغطية محمد السعدي في رام الله وادم انتوس وجيفري هيل واليستر مكدونالد في القدس) رويترز