في رحاب أرض القمندان وأرض سرو حمير

> «الأيام» نحيب محمد يابلي:

> -1 في أرض القمندان مع رئاسة الأرحبي وفحسة الوردي وطيرمان اليماني:قضيت ساعات من كل يوم من أيام الله خلال الفترة الممتدة من يوم الاثنين 28 مايو حتى يوم الخميس 7 يونيو 2007م في أرض القمندان التي تمنحك روائح الفل الزكية وطيبة أهلها وبساطتهم في العيش والتعامل. كنت قد انتدبت من الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية اليمنية للعمل ضمن اللجنة الإشرافية على انتخابات مجلس إدارة غرفة لحج التي ترأسها لمدة يومين فضيلة القاضي محمد محسن العزير، رئيس محكمة استئناف لحج وترأسها لمدة 9 أيام فضيلة القاضي يحيى عبدالله الأسلمي، رئيس الشعبة المدنية في نفس المحكمة، وقد أظهر الموظفون والعاملون وقياديو الغرفة تعاونا كبيرا وكريما لتسهيل مهمتنا وقاموا بواجب الضيافة واستحقوا بذلك كل تقديرنا.

كانت الفترة التي قضيتها في أرض القمندان وغرفة لحج حافلة باللقاءات والمناقشات والضيافات، وكانت فاتحتها لقائي بالسيدة الفاضلة مريم بنت صالح مهدي التي استقبلتني في بيتها بمدينة الحوطة وزودتني بمعلومات قيمة عن الأسرة العبدلية وسيدها عبدالكريم فضل ونجليه السلطان فضل بن عبدالكريم والسلطان علي بن عبدالكريم وأرسلت إلى «الأيام» بالبريد الالكتروني عبر الشاب النشط هشام عطيري بعضا من الصور النادرة. كما التقيت الشاب الأديب أحمد ناجي علي، مدير مكتب وكيل محافظة لحج، وعضو اللجنة العامة الأخ العزيز محسن النقيب وتجاذبنا أطراف الحديث في مواضيع شتى والتقيت أيضا الشاعر الشعبي علي قائد صالح (أبو عصام) وأمتعني ببعض قصائده ومنها قصيدة جميلة يتبرم فيها من النواب الذين كانوا يتوددون خلال الحملة الانتخابية تم يستكثرون عليك السلام بعد فوزهم.

تعرفت في غرفة لحج على الرجل الكادح والمكافح (عون) وهو عامل في غرفة لحج وأحد مناضلي حرب التحرير، وقدم لي قصيدة شعبية يتبرم فيها من التجار وارتفاع الأسعار وتكدير الاستقرار، أعجبني في هذا الرجل سرعة حركته فهو يتحرك بسرعة ملحوظة (امسك الخشب) إلى السوق لشراء شيء معين للغرفة ويمكنني القول: إذا كانت الميج 29 اسرع من الصوت فإن عون أسرع من الريح.

كما جمعني أكثر من لقاء بالأخ حامد علي أبوبكر (ابن الشهيد)، موظف في مكتب الإحصاء بالمحافظة لأكثر من ربع قرن. أعجبني في هذا الرجل ولعه بالتوثيق الصوتي والفوتوغرافي فهو يحتفظ بكم هائل من التسجيلات الغنائية القديمة: فضل محمد اللحجي، عبدالله هادي سبيت، أحمد يوسف الزبيدي، محمد صالح حمدون، محمد علي الدباشي وأعلام آخرون، كما يحتفظ بصور لأعلام كثيرين.

الأخ حامد يملك البيانات لكن تنقصه القدرة على تحليلها وهي مهمة سيعينه عليها الأستاذ علي حسن القاضي أمين عام فرع اتحاد الادباء والكتاب بلحج.

مع رئاسة القاضي يحي الأسلمي

تشكلت اللجنة الإشرافية على انتخابات مجلس ادارة غرفة لحج من فضيلة القاضي يحيى عبدالله الاسلمي رئيسا، وعضوية الأخ محمد بن محمد المنصوب القائم بأعمال مدير مكتب الصناعة والتجارة وكاتب هذا الموضوع (مندوبا عن اتحاد الغرف). التحق القاضي يحيى الاسلمي بسلك القضاء عام 1980م والتحق في العام 1984م بالمعهد العالي للقضاء وكان الاول على دفعته من خريجي المعهد عام 1984م. عند تعيينه رئيسا للشعبة المدنية بمحكمة استئناف لحج وجد أمامه 1800 قضية فأنجزها في ستة اشهر في ظروف قاسية أبرز مظاهرها عدم ملاءمة المبنى الذي كان يتبع الأمن السياسي.

القاضي يحيى رجل متواضع لا يتصنع ولا يتكلف فهو رجل طبيعي يحترم واجبه ويدقق في قراراته ويراعي فيها المرونة، ويحب النكتة.

أدار القاضي يحيى الأسلمي كل مراحل العملية الانتخابية بسلاسة وإتقان مستوعبا أحكام القانون رقم 28 لسنة 2003م بشأن الغرف التجارية واتحادها العام ونصوص الدليل الانتخابي الصادر عن اتحاد الغرف، وقضينا وقتا تخلله العمل وغداء عمل ومقيل عمل وكان عملنا مشتركا أسقط خلاله القاضي يحيى الحائط الرابع ولذلك كانت لحظة الوداع صعبة وقاسية خففتها رغبة التواصل.

مع فحسة حسين الوردي

الأخ العزيز حسين عبدالحافظ الوردي، رئيس غرفة لحج العصامي، رجل ودود وصاحب أياد بيضاء في محافظة لحج وغرفتها، رجل يحسن قراءة المستقبل..متفائل بطبيعته..

وهو صاحب رؤية تقوم على قناعة بأن الوطن عامة ومحافظة لحج خاصة غنية بمواردها التي تجسدها الأرض والبحر والجبل ولو احسنّا استغلالها وأعددنا أنفسنا وشحذنا هممنا لضخت تلك الموارد كماً هائلاً من الاموال ستعود بالرفاه على الدولة والمجتمع.

تناولنا وجبة الغداء مع الوردي وآخرين يوم الأربعاء 6 يونيو 2007م لأننا كنا مرابطين من الصباح الباكر حتى التاسعة مساء، وتناولنا الغداء معه اليوم التالي (الخميس) بالتوقيع على المحضر الختامي وإغلاق الصندوق بالشمع الاحمر، وكانت المناسبة مناسبتين: الاحتفاء بفوزه وتوديع أعضاء اللجنة الإشرافية بإقامة مادبة غداء، وكانت (الفحسة) قاسما مشتركا بين يومي الأربعاء والخميس، وكانت الوجبة شهية استحق الأخ الوردي عليها وعلى مكرماته كل شكرنا وتقديرنا.

مع طيرمان ياسر اليماني

تناولنا وجبة غداء عباسية في مدينة الحوطة يوم الاربعاء 6 يونيو الحالي، وكنت بمعية الزميل هشام باشراحيل في ضيافة الأخ العزيز ياسر اليماني، مدير عام مديرية الوحدة، إحدى مديريات أمانة العاصمة، وبعد تناول الغداء الشهي احتسينا أقداحا من الشاي الأحمر الاشهى.

فتح الشاي الأحمر شهية الحديث في مواضيع طريفة، وجرني الحديث للاستفسار من الأخ اليماني عن (طيرمان)، وهي عبارة عن غرفة او خلوة تستأثر بسطح مبنى البيت الذي يتكون في العادة من أربعة أدوار أو أكثر.

من نوافذ طيرمان اليماني تمكنت من مشاهدة مناطق مختلفة من لحج وهي مناطق لاتتمكن من مشاهدتها من فوق السيارة وانت في الطريق العام، وهي ميزة تحتسب للطيرمان أما الميزة الأخرى للطيرمان فهي تمنحك فرصة الاطلاع على واقع الأرض الزراعية في كل منطقة من المناطق التي تغطيها الرؤية من الطيرمان من ناحية، والاطلاع ايضا على واقع تقسيم بيوت لحج من الداخل.

شكرا أخي ياسر!

-2 في أرض سرو حمير وضيافة المثلث: النقيب والمفلحي والعيسائي

صباح الأحد 10 يونيو 2007م يتحرك موكب «الأيام» ومحبيها صوب سرو حمير وكان الزميل رئيس التحرير هشام باشراحيل في صدارة الموكب.

وما إن أطل الموكب على منطقة العسكرية إلا وكانت السماء في صدارة المستقبلين للموكب بزخات المطر ونسمات الهواء البارد العليل.

صعد الموكب مرتفعات يافع وعند منتصف (نقيل الخلا) وجدنا موكبا أكبر من موكبنا ضم في صفوفه عددا من مشايخ وأعيان واكاديميي أبناء سرو حمير الكرام كانوا في استقبالنا. واصل الموكب المشترك بطابوره الطويل في طواف استطلاعي على بعض من مناطق يافع ولم يسعفنا الوقت لإكمال الطواف فعدنا إلى منزل الأخ العزيز صالح أحمد العيسائي حيث نصبت مائدة عباسية على شرف وفد «الأيام» ومحبيها.

من ضيافة العيسائي إلى ضيافة الشيخين الفاضلين النقيب والمفلحي

واصل الموكب المشترك طريقه من محطة كرم العيسائي إلى محطة كرم الشيخ عبدالرب النقيـب، شيخ المـوسطة ونقيـب قبائل يافـع، والشيخ الفاضل عبدالعزيز عبدالحميد المفلحي. وقف الموكب عند منزل الشيخ عبدالرب النقيب فنزلنا أهلا وحللنا سهلا في ضيافة هذا الشيخ النادر المواصفات وأخذنا مواقعنا في الديوان الرحب لصاحب الصدر الرحب الشيخ عبدالرب النقيب الذي اتسع لعدد كبير من الضيوف وأبناء سرو حمير، وقد غمرنا بكرم الضيافة وحسن الوفادة. علمنا بأن الشيخ عبدالعزيز عبدالحميد المفلحي قد نما إلى علمه بأننا ضيوف على أبناء سرو حمير فأجرى اتصالا هاتفيا من مكتبه بمدينة الرياض وجه فيه بتوفير القات كماً وجودةً بنسق حاتمي.

وشدنا كثيرا تواضع الشيخ النقيب الذي نهض من موقعه في الديوان ليقعد الزميل هشام باشراحيل فيه وأخذ لنفسه موقعا متواضعا.

وصدق الذي قال إن الكرم يقترن بالشجاعة والشجاعة بالصدق، ولذلك أجمع من عرف الشيخ النقيب بأنه رجل كريم وشجاع ومتواضع، وقد لمست ذلك بأم عيني.

اغتنمنا سويعات بقائنا في ارض سرو حمير وتجاذبنا أطراف الحديث الذي تنوع في قضايا التاريخ والأدب والاقتصاد وتفرع عنه معرض الرأي البديع، وإن كانت من كلمة نسجلها فهي كلمة إعجاب بمعرض مدرسة النصر للتعليم الأساسي في مكتب لبعوس.

وكذا كلمة شكر للأخ محمد عمر الذي أصر على نقلنا بسيارته الخاصة وأعجبني الروح التي سادت موكب «الأيام» التي استرشدت بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، وأنهما كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

صدق رسول الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى