إهانة سيناتور أمريكي لشرودر تثير الغضب في المانيا

> واشنطن «الأيام» بات ريبر :

>
عضو الكونجرس توم لانتوس
عضو الكونجرس توم لانتوس
بينما كانت العلاقات عبر الاطلسي تعود إلى حالتها شبه الطبيعية أثار عضو بارز بالكونجرس الامريكي الجدل أمس الأول بقوله إن علاقات العمل التي تربط المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر بروسيا ترقي إلى مرتبة " العهر السياسي".

وأعادت هذه التصريحات إلى الاذهان أجواء الانقسام التي سادت قبل أربع سنوات بينما كانت الولايات المتحدة تعد العدة للذهاب إلى الحرب في العراق بصورة أحادية بعد رفض اوروبا الغربية مساندة الرئيس الامريكي جورج دبليو. بوش.

ويبدو أن هذا الرفض لا يزال يوجع عضو الكونجرس توم لانتوس وهو احد الناجين من الهولوكوست (المحرقة النازية لليهود) والذي يرأس حاليا لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب.

ففي حفل تكريم لذكري ضحايا الشيوعية أقيم في واشنطن هاجم لانتوس كلا من شرودر والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لاحجامهما عن تأييد الولايات المتحدة في حربها ضد ما اسماه الموجة القادمة للطغيان المتمثل في الفاشية الاسلامية بعد كل ما فعلته الولايات المتحدة لإنقاذ أوروبا من النازية والشيوعية.

وقال لانتوس إن خروجهما من الحكم يفتح الطريق أمام عهد أفضل من العلاقات عبر الاطلسية مضيفا انه يحب أن يصف شرودر بأنه "داعر سياسي وقد بات الان يقبض الشيكات الثمينة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وأضاف ساخرا "لكن العاملين في مجال الجنس في دائرتي يرفضون ذلك".

وقد حبس حضور حفل التكريم أنفاسهم من وقع المفاجأة وهول ما قال لانتوس لكن رد الفعل في المانيا اتسم بالغضب.

وقال وزير الخارجية الالماني فرانك - فالتر شتاينماير إن لانتوس تجاوز حدود اللياقة السياسية وان تصريحاته هذه ما كان يجب أن تطال شخصا منتخب ديمقراطيا.

وقال شتاينماير الموجود في السويد حاليا وبحسب مسئولين في مالمو " إن هذه السقطة الخطيرة في التقييم لا تمثل إهانة للمستشار السابق وحده بل ايضا لاغلبية هائلة من الشعب الالماني الذي عارض هذه الحرب لاسباب وجيهة ليس اقلها الخبرات التاريخية للالمان أنفسهم".

وفي برلين رفض المتحدث الحكومي الالماني اولريش فيلهيلم التصريحات " بصراحة وبشكل قاطع" قائلا " إنها سقطة في التقييم".

وصرح فيلهيلم لوكلة الانباء الالمانية (د.ب.أ) قائلا " انه مستوى غير لائق من التخاطب مع مستشار سابق لجمهورية المانيا الاتحادية".

كما هرع الحزب اشتراكي الذي ينتمي إليه شرودر إلى نصرته,وقال سكرتيره العام هيربيرتوس هيل إذا ما صحت تلك التصريحات فإنها وببساطة " تنم عن غباء سياسي وانعدام اللياقة".

وأضاف هيل " لقد كان جيرهارد شرودر محقا في قوله لا للحرب في العراق وهو ليس موقف الشعوب الاوروبية فحسب بل أيضا الشعب الأمريكي الذي يرى الآن أن هذا الموقف كان له ما يبرره".

وتركز انتقاد لانتوس على الوظيفة التي يشغلها حاليا شرودر ويتقاضى عنها 300 الف دولار سنويا وهي رئيس مجلس إدارة شركة خط انابيب نورث يوروبيان جاز المملوك معظمها لشركة جاز بروم الروسية الحكومية.

وفي المانيا استبد الغضب بمنتقدي شرودر عندما تولى المنصب بعد تركه الحكم عام 2005.

لكن الانتقاد تصاعد إلى اتهامات بالتربح عندما كشف النقاب عن انه في الاسابيع الاخيرة من حكمه تعهدت حكومته بتقديم ضمانات قروض بقيمة 2ر1 مليار دولار لروسيا لبناء خط أنابيب تحت بحر البلطيق لإمداد الغاز مباشرة لالمانيا.

وقد نفي شرودر معرفته بالقرض وتقول جاز بروم إنها لن تستخدم ضمانات القرض.

وتستغل روسيا احتياطاتها من الطاقة كسلاح سياسي في محاولتها المستمرة للهيمنة على أوروبا الشرقية وهي تتعرض لانتقادات حادة لقمعها للصحافة وغيرها من الحريات. (د.ب.أ)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى