حديث الأربعاء ..الاحتراف خطوة تحتاج إلى تقويم

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> العمل المؤسسي،عمل قائم على تحديد الاهداف، ووضع التصورات، ورسم الخطط ، وفق فترات زمنية متبانية تخضع لنوع الهدف وحجمه ومتطلباته وغيرها من مقومات العمل الناجح، الذي نهايته التوفيق والنجاح، وفي تقديري الشخصي أن هذا ما يفتقده الاتحاد العام لكرة القدم منذ سنوات طويلة، لذا زادت التراكمات العشوائية والقرارات الارتجالية، ما جعل كرة القدم في بلدنا تعيش في متاهة البحث عن المخرج.

والاحتراف كان احد الاقتراحات التي زج بها من اجل المساعدة في تعزيز الكرة اليمنية والنهوض بها، وبعد سنوات من تطبيقه اكتشف الجميع انه دخل الينا من نافذة الارتجالية البعيدة عن الدراسة والتخطيط، ووجد دون ان تكون له لجنة وقوانين توجهه وتحدد اهدافه وتقيم مسيرته، وهو ما اوصلنا الى طريق اجمع الكل فيه على فشل المحترفين بنسبة كبيرة، ما يعني فشل الاحتراف. ومنذ تطبيق الاحتراف في ملاعبنا، وعملية التقييم اقتصرت على مقالات في الصحف تخضع لوجهات نظر شخصية، تطورت في بعض الاحيان الى ما يشبه الاستبيان الخاطف، اي مجرد تغطية صحفية سريعة تحمل آراء لشخصيات رياضية مرموقة، وتصب مجمل الآراء حول تدني مستوى المحترفين،واعتماد الاندية على سماسرة غير رياضيين، فيما يذهب البعض الى عدم توفر المعطيات المناسبة للاحتراف في الوقت الراهن، وايا كانت تلك المقالات والآراء فقد ظلت حبيسة المجالات والصحف، ولم تلق أي آذان صاغية، فالاحتراف مستمر، ومستوى الدوري “كأنك يابو زيد ما غزيت” .

وما يحز في النفس اشتمال المقترحات على آراء لشخصيات مسؤولة في الوزارة والاتحاد العام وقيادات كبيرة في العمل الرياضي، وقد نحا حديثهم تجاه عدم فائدة المحترفين وأنهم عبء ثقيل على الاندية،وأستغرب من ذلك وهم المسؤولون عن رياضتنا .. ولم يكلفوا انفسهم بتقييم حقيقي موضوعي للاحتراف تترتب عليه قرارات جادة تخدم مصلحة الرياضة اليمنية، ولو وصل الامر الى ايقاف الاحتراف لسنوات محددة ..مع انني اخالفهم في الكثير مما ذهبوا اليه فليس فشل المحترفين مرده للسماسرة ولا تدني مستواهم وانما هو واقعنا وامكانياتنا، فمن اللاعب المشهور الذي سيرضى باللعب في الدوري اليمني،وان رضي من هو النادي الذي يستطيع ان يدفع له آلاف الدولارات؟؟ فضلا عن سوء الملاعب وغياب الخبرات التدريبية الكبيرة.

وخلاصة الكلام: الاحتراف مرحلة من مراحل البناء الرياضي لأي لعبة، وليست موضة تتبع، وتحاكى،وغيرنا طبق الاحتراف لانه تجاوز مرحلة البناء التحتي ..وبدأوه بتدرج وقوانين ..احتراف اللاعب الاجنبي ثم المحلي، والآن يدرسون احتراف الاندية وتحويلها الى مؤسسات تجارية.. عيبنا اننا نقفز من هنا الى هناك دون تروّ ودراسة، ونريد الوصول الى ركب المتقدمين، ولا أريد الاسهاب في الحديث .. أوقفوا الاحتراف وركزوا على البنية التحتية والاهتمام بالناشئين، والمدربين والخبراء، ومن يخطُ بلطف يسر طويلاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى