مسيحيو غزة يأملون الا تتغير اوضاعهم مع سيطرة حماس على القطاع

> غزة «الأيام» صخر ابو العون :

> يرفض المسيحيون الذين يشكلون مجموعة صغيرة من نحو اربعة آلاف شخص في قطاع غزة الاستسلام للذعر رغم احراق احد الاديرة التابعة لمدرسة مسيحية بينما اكدت حماس انها ستضمن حمايتهم وحماية مقدساتهم في القطاع.

وقام مجهولون فجر الجمعة بنهب واحراق دير للمسيحيين يقع في مدرسة الراهبات الوردية قرب مقر الامن الوقائي الذي تسيطر عليه حاليا حركة حماس في منطقة تل الهوى في جنوب غزة,وخلال هذا الهجوم تم تحطيم تمثال لمريم العذراء.

واضافة الى المدرسة والدير يضم هذا المجمع المحاط بجدار اسمنتي روضة للاطفال وناديا ومسرحا خاصا للتلاميذ المدرسة.

وقال الاب مانويل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة لوكالة فرانس برس ان "ما حدث من حرق لدير الراهبات كان بهدف اشاعة الفتنة وليس عملا منظما".

واضاف "بيننا وبين حماس علاقات جذرية قوية وهم حريصون على تعويضنا بما حدث من دمار للدير"، موضحا انه عقد لقاء أمس الأول مع وفد من الحركة ضم وزيرين في الحكومة المقالة هما باسم نعيم ويوسف المنسي.

وقال ان الوفد "جاء لزيارة مدرسة الراهبات وزار الدير الذي احرق واعطونا كل التطمينات".

واضاف الاب مسلم ان نعيم وعد بان ترمم حماس المكان وتعيده الى الوضع الذي كان عليه واكد له "نحن حريصون على ترميم العلاقة الانسانية. كما وعد بالا يتكرر اي حادث كهذا واكد ان حماس ستكون حارسة للمسيحيين ولاماكنهم".. وتابع "طمأنونا تطمينات كاملة ونحن لسنا خائفين".

واكد الاب مسلم ان المسيحيين "غير متخوفين لاننا جزء مهم من العالم الاسلامي وقضايا المسيحية هي قضايا الاسلام". واضاف "لم نعد نخاف من شئ. في السابق كنا نخاف من رصاصة طائشة (خلال الاشتباكات) اما الان فلا نخاف من رصاصة موجهة ضد المسيحي لانه مسيحي".

الا ان هذا لا يمنع البعض من الشعور ببعض القلق,وقال اياد احد المسيحيين في غزة "هناك شعور بالقلق من ان يتعرض لنا احد من بعد ما شهدناه من اعمال شغب ضد مدرسة الراهبات الوردية ادى الى نشر الخوف".

لكن اياد الذي رفض الكشف عن اسمه بالكامل اضاف "لا اعتقد ان الامور ستتغير كثيرا اتجاهنا ولا اعتقد ان حركة حماس ممكن ان تتخذ اي اجراءات ضدنا عن طريق فرض فروض الدين الاسلامي علينا لانهم سوف يكونون متخوفين من فضيحة على مستوى العالم".

وعبر احد المسيحيين في الثلاثين من عمره طلب عدم ذكر اسمه عن تخوفه من المستقبل وقال "نحن متخوفون من التعرض لنا من بعد حادثة حرق الدير في مدرسة الراهبات الوردية ولو اتيحت لي الفرصة للخروج من البلد لن اتوانى ابدا".

واضاف "تم الاعتداء علي من قبل احد افراد القوة التنفيذية التابعة لحماس. فقد امسك بالقلادة التي البسها وبها الصليب المسيحي وانتزعها من صدري بالقوة وقال لي هذه حرام ومن ثم قال لي الاسلام هو الحل".

ويقدر عدد المسيحيين الفلسطينيين في قطاع غزة بنحو اربعة الاف شخص يعيشون في مدينة غزة.

وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس لوكالة فرانس برس ان المسيحيين الفلسطينيين "جزء اساسي من الفلسطينيين لهم كامل الحقوق وحماس ستوفر لهم كما هي العادة الحماية الكاملة لانفسهم وممتلكاتهم وبيوتهم".

لكنه اشار الى ان بعض الاشخاص "وبهدف السلب والنهب يتعرضون لبعض البيوت وبعض المواقع بعد انتهاء المشاكل"، مؤكدا ان "هناك حراسة توفرها القوة التنفيذية لكل المؤسسات في البلاد بما فيها المؤسسات المسيحية".

واضاف "بامكان الاخوة المسيحيين اذا كان لهم اي ملاحظات او اشكالات ان يرفعوها لنا مباشرة"، مؤكدا ان "حماية مؤسساتهم امر ضروري بالنسبة لنا".

واضاف ان "علاقتنا في حماس مع مسيحيي غزة هي علاقة وطيدة جدا قبل ان نكون في السلطة فكيف والان نحن ونقود هذه السلطة".

وتابع ابو زهري "وجهنا دعوة للاجانب بالعودة الى غزة ما يؤكد موقف حركة حماس اتجاه المسيحيين".

ويؤكد الطبيب عيسى ترزي احترام الاديان في الاراضي الفلسطينية,ويقول "لا تخوف لدينا من الوضع الجديد ما لم تتدخل فئة تريد التخريب وتسعى لنشر الفتنة".

ويضيف "سنستطيع التعايش مع المعطيات الجديدة لانه يوجد احترام للديانات وللطوائف المختلفة بما فيها المسيحية".

واستبعد اي انتهاكات لحرية المسيحيين. وقال "لا اعتقد انهم (حماس) سوف يتصدون لحرية الانسان المسيحي فنحن نتعايش بما يتطلبه المجتمع ونحن لسنا شاذين".

واضاف ترزي "صودف ان المطران الروم الارثودكس وهو يوناني الجنسية لم يتمكن القدوم الى غزة بسبب اغلاق الجيش الاسرائيلي لمعبر (ايريز شمال قطاع غزة) وهذه اول مرة منذ مئات السنين لم يتم الصلاة الاحد في كنيسة "الاب بريفيريوس" التابعة لطائفة الروم الارثوذكس,ويقول ترزي ان هذه الكنيسة هي ثالث اقدم كنيسة في العالم. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى