فضائيات الشعوذة وقنوات السحرما بين الخرافة والعقيدة الباطلة

> «الأيام» مازن سالم صالح:

> حبا الله جل شأنه الأمة الإسلامية بكينونة خاصة، تبدت مصداقاً لذلك في قوله تعالى?{?كنتم خير أمّة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر?}?.

هذه الخيرية الربانية والنصرة السماوية التي اختص بها الله سبحانه وتعالى أمة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، عبر هذه الكينونة وهذه الخصوصية، لا تستقيم دعائمها ولا تتم أركانها إلا إذا أصبحت قضايا الأمة هي قضايا كل مواطن فيها، وتطلعات مجتمعاتها هي طموحات كل مواطنيها.

وجمهور هذه الأمة يتفق بالضرورة على مصالحها.. ولعل من الأهمية بمكان في هذا الجانب التنبيه إلى خطورة الشعوذة الإعلامية وسحر الفضائيات الذي انتشر في هذه الفترة، التي يتوجب على مختلف الهيئات والمؤسسات الإعلامية التصدي لها والتعريف بمخاطرها، سيما في ظل الغزو الثقافي والفكري الذي يتهدد أقطار الأمة ما بين الفينة والأخرى.. فلم تكتف منابر الضلالة هذه بذلك بل زادت عليه مجاراة العولمة بكل تفاصيلها والانجراف معها إلى حد الانغماس فيها تحت غطاء الموروثات التي تنافي العقيدة بدون أدنى شك.

هل هذا ما يريده جمهور الأمة؟ وهل انحسر الاشكال في توجهاتنا إلى هذه التبعية المهينة والاستغلال السيء لحاجات الناس من الجهال وضعاف النفوس إلى درجة النصب العلني والكسب الإعلامي الرخيص عبر الاتصالات ورسائل (SMS)؟

أي مصير مجهول ينتظر الأمة يوم أن تفتن في دينها وتضرب في عقيدتها بعد أن قوي صوت الباطل واختلط الحابل بالنابل وقصدنا شيوخ (القباب والجفار) ودعاة السحر والضلال وتركنا أئمة الهدى ودعاة التقى.

لقد بلغ الاستخفاف بعقول العامة مداه.. بل تعداه إلى النخب تحت دافع النيل من الخصوم لطالبي المناصب والجاه من تجار وساسة.

وواقع الحال يتطلب وقفة حازمة تجاه هذه الظاهرة من شيوخ الأمة وعلمائها وأدبائها وكل أبواب التنوير للتصدي لأبواق الشيطان من دجالين وكهنة وسحرة وبائعي أوهام من إعلام الاظلام.

ثم أين نحن من قوله تعالى ?{?وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو?}? و?{?وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله?}? و?{?إن كيد الشيطان كان ضعيفاً?}? وقوله صلى الله عليه وسلم «من أتى كاهنا أو عرافاً فصدقه بما قال.. فقد كفر بما أُنزل على محمد».

بل بلغ الضعف مداه عند بعض الأقلام أن تسم كتاباتها بهذه الخزعبلات السوداء من مثل(حكاوي الجن وعفاريت العوبلي).والأقلام الربلية (المطاطية) وهي على قلة حيلتها بخداع السذج والمساكين لا تستنكف بوقاحة الخروج عن الخط على مثل هذا النمط.

وبدلاً من أن نحافظ على عقيدة مسلمينا والحض على ذلك، نجد فينا من يتبع هذه التفاهات من مروجي الخرافات وناشري الخزعبلات، ثم إن الله غالب على أمره ولينصرن الله من ينصره، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وأمر المؤمن كله خير، فإذا ابتلاك الله بأحدهم فاصبر فالظفر حليفك ومحاربتك لهم تصلح الذرية، ولا تفتر في التعريف بهم ببصيرة، والإرشاد عنهم فهم مذبذبون ومنحطون أخلاقياً وخلقياً وعقدياً.. ومخاطرهم ليست هينة فكن عوناً عليهم وأداة فاعلة للنيل منهم والتنكيل بهم، أفلا يكفينا الخضوع لإشكاليات خارجة عن إرادة أمتنا.. فما بالنا وهذه تلغي إرادتنا وتغيب عقولنا وتمس عقيدتنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى