متى نتعلم من الكوارث؟!

> أحمد عبدربه علوي:

> جاءتنا أسراب الجراد الصحراوي وغزت مناطق وودياناً زراعية جديدة بمحافظة حضرموت المتاخمة أو القريبة من الحدود اليمنية السعودية.

وغادرت في سلام وأمان بعد أن فضحت عجز أجهزة وزارة الزراعة التام عن اكتشافها والتعامل معها وبدا مسئولوها لا حول لهم ولا قوة وهم يشاهدون مجموعات الجراد تحط في سلام في تلك المناطق وتنتشر فيها فخلفت كارثة خطيرة تضر بالأمن الغذائي في اليمن.

وقد شاء المولى أن تكون غزوة الجراد جرس إندار ينبهنا إلى ضرورة الإقلاع عن إدمان الإهمال والعداء التاريخي الموروث لشيء اسمه (الإدارة) بعناصرها التي تبدأ من التخطيط وتنتهي بالمتابعة بعد التنفيذ.

لقد تأترت لكلام أحد المزارعين القادمين من الوديان الزراعية بحضرموت عندما حدثني عن المأساة أو الكارثة التي حلت بأراضيهم الزراعية وخاصة في الوديان :وادي غباري، وادي وعشه،وادي ضبعات بالإضافة إلى مناطق السوم والقوضه والوهد بسيئون.وبعد أن رتعت وشبعت أسراب الجراد فارقت المنطقة في سلام وأمان .

لقد أراد الرحمن أن تكون جحافل الجراد الغازية غير طماعة فبمجرد أن اكتفت بتلك المنطقة اتجهت إلى خارجها شمالاً دون أن تغزو مناطق زراعية أخرى في اليمن وإلاً لكانت الفضيحة بجلاجل ولكن الله لطف وسلم . ولكنه - أي الجراد- ترك لنا كارثة (بيض) ينتظر التفقيس ليجعل من بلادنا موطناً للجراد .وأتساءل :هل استوعبنا درس غزوة الجراد المحتمل تكرارها مع الصيف القادم، أم أننا سنعود بمجرد تراجع الخطر أو زواله لعادتنا إياها.. نتكئ على وسادة التواكل على أن بلادنا اليمن (أرض طيبة وأهلها...) محروسة بعناية الله وننسى كل ما قلناه ونقوله في أعقاب كل كارثة عن ضرورة استكمال أوجه النقص والقصور. وإنشاء هياكل إدارية مهمتها إدارة الأزمات والكوارت للتنبؤ بالمخاطر المحتملة والتنسيق بين أجهزة الدولة المختصة لمواجهتها والحد من تأثيراتها إلى أدنى درجة ممكنة.. وخلاصة القول: كارثتنا الحقيقية أننا لا نتعلم من الكوارث .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى