> حمادة عبدالله محمد:
لقد كتب الكثير من الكتاب والصحفيين وعلى رأسهم م.ريم عبد الغني، التي أمتعتنا بكتاباتها المميزة وبإحساسها الأكثر من رائع عن عدن وموقعها الجغرافي المهم، وكتبوا أيضاً عن العيش فيها وعن أهلها الطيبين البسطاء الذين يمتازون بالأخلاق العالية الرفيعة.
عدن مدينة السحر والجمال وعروس البحر وأم المدن،العيش فيها يختلف عن كثير من المدن لما فيها من الحب والعطف والحنان.
في عدن الجائع يشبع بكرم أهلها ومساعدتهم للمحتاجين والعطف عليهم، وإذا دخلها الخائف يأمن لعدم وجود الصراعات القبلية بين أهلها وعدم حمل أبنائها السلاح.
وإذا دخلها المريض يشفى بإذن الله ثم بفضل العيش في هذه المدينة والتنزه فيها والاستمتاع بجوها الأكثر من رائع، ولعل ما قاله الأستاذ عبد الرحمن الجفري عند وصوله إلى مطار عدن خير دليل على ذلك، عندما قال (الذي لا يشتاق إلى عدن عنده نقص في أحاسيسه).
كانت عدن ذات يوم أجمل «وأرخص» مدينة في الجزيرة العربية. وكانت أمنية كل من ركب سفينة أن يتمكن من التوقف فيها ولو لساعات. واليوم نتوق إلى أن تصبح مدينتنا عدن مدينة جميلة كي نسعد بمشاهدتها نحن وأولادنا وضيوفنا .. وكذلك السياح. والسؤال هو: كيف يمكن أن تتحقق تلك السعادة، لنا وللسياح؟ ما السبيل الى جعل عدن مدينة سياحية حقاً وإنقاذها من شبح سياحة «الباراموتوهوتيلات»؟
في البدء أعتقد أن علينا أن نذكر أن عدن مدينة قديمة وتمتلك، مثل كثير من المدن اليمنية، مخزوناً كبيراً من الموروث الثقافي الشعبي والعمراني بالإضافة إلى بحر أزرق دافئ وجبال شاهقة الارتفاع.
ولنبدأ بالموروث العمراني أي بالمعالم الاثرية التي لو تم الاهتمام بها بشكل ذكي يمكن أن تجعل من عدن -من جديد- محطة توقف إجبارية للسياح القادمين إلى اليمن. فمن حسن حظ عدن أنها لم تعد عاصمة سياسية أو قاعدة عسكرية، وأعتقد انه صار بالإمكان التفكير في تمكيننا نحن والسياح من اكتشاف تحصينات عدن الأثرية والبغدات وشبكات توزيع المياه (السدود)الموجودة فوق الجبال وليس فقط قلعة صيرة والصهاريج. يقال إن هينز قد رمم تحصينات عدن ليحميها من هجمات أهلها العرب والمستعمرين الآخرين وليجعلها قاعدة عسكرية.
فلنرمم نحن تحصينات عدن، فهي بحق من أهم المعالم الأثرية في اليمن لنجعل من عدن قاعدة سياحية. وأرى كذلك أن أندية عدن يمكن أن تبادر إلى تشجيع رياضة تسلق الجبال قبل أن يفكر وكلاء الوكالات السياحية العالمية في احتكار جبالنا.
وفي مجال العمران أيضاً يوجد في عدن أنماط من المنازل لا يمكن العثور عليها في أي مدينة يمنية أخرى:
بيوت ذات طوابق خشبية ومشربيات مميزة وواجهات علوية مصبوغة باللون الأسود وتتوسطها مسهمات بيضاء (وهذا على ما يبدو من اللمسات الهندية في عدن). وحبذا لو سارعت السلطة المحلية في عدن إلى وقف حملات الهدم التي تتعرض لها تلك المنازل القديمة وشجعت بشكل ملموس أصحابها على المحافظة عليها وصيانتها، فهي جزء من ذاكرة المدينة.
ومن المؤكد أن ذكرى الشاعر الفرنسي يمكن أن تجذب آلاف السياح إلى عدن، أما في مجال التجارة، فليس من المعقول أن ينتظر التجار أن تصبح عدن بأكملها (من العلم إلى دار سعد إلى جولدمور) منطقة حرة كي يكتشفوا سياسة سعرية ذكية تمكن المدينة من استقطاب الريالات والدولارات من كل جيب وصوب. ويمكن أيضاً التفكير في تنظيم مهرجان متواضع للتسوق أي للبيع والشراء، وسيكون من المناسب العمل على أن يتزامن هذا المهرجان مع موعد إحدى الزيارات أو المواسم الشعبية.
وأخيراً لا بد من تشجيع المترجمين والباحثين على ترجمة ما كتبه الأجانب عن عدن ودراسته ونشره وتنظيم الندوات حوله، والكشف من خلال تلك النصوص عن أبرز المعالم التي يمكن أن تجذب السياح في المدينة. ويمكن كذلك الاهتمام بالمواقع التي سكنها بعض الرحالة الأجانب المشهورين، ونذكر هنا أن النهاية المؤسفة التي لحقت بـ«دار رامبو» الذي كان بمثابة كعبة يزورها سنويا عدد ليس بالقليل من السياح الأجانب، قد جعلت معظم وكالات السياحة لا تتردد في حذف عدن من مسار أفواجها في اليمن.
ولا شك أن الدراسة الجيدة لما كتب عن عدن في الأدلة السياحية الفرنسية والإنجليزية ستساعدنا على خلق معالم سياحية جديدة، فمن المعلوم أن السياحة من بين أنشطة أخرى كثيرة صارت اليوم تحتوي على قدر كبير من الصناعة.
عدن مدينة السحر والجمال وعروس البحر وأم المدن،العيش فيها يختلف عن كثير من المدن لما فيها من الحب والعطف والحنان.
في عدن الجائع يشبع بكرم أهلها ومساعدتهم للمحتاجين والعطف عليهم، وإذا دخلها الخائف يأمن لعدم وجود الصراعات القبلية بين أهلها وعدم حمل أبنائها السلاح.
وإذا دخلها المريض يشفى بإذن الله ثم بفضل العيش في هذه المدينة والتنزه فيها والاستمتاع بجوها الأكثر من رائع، ولعل ما قاله الأستاذ عبد الرحمن الجفري عند وصوله إلى مطار عدن خير دليل على ذلك، عندما قال (الذي لا يشتاق إلى عدن عنده نقص في أحاسيسه).
كانت عدن ذات يوم أجمل «وأرخص» مدينة في الجزيرة العربية. وكانت أمنية كل من ركب سفينة أن يتمكن من التوقف فيها ولو لساعات. واليوم نتوق إلى أن تصبح مدينتنا عدن مدينة جميلة كي نسعد بمشاهدتها نحن وأولادنا وضيوفنا .. وكذلك السياح. والسؤال هو: كيف يمكن أن تتحقق تلك السعادة، لنا وللسياح؟ ما السبيل الى جعل عدن مدينة سياحية حقاً وإنقاذها من شبح سياحة «الباراموتوهوتيلات»؟
في البدء أعتقد أن علينا أن نذكر أن عدن مدينة قديمة وتمتلك، مثل كثير من المدن اليمنية، مخزوناً كبيراً من الموروث الثقافي الشعبي والعمراني بالإضافة إلى بحر أزرق دافئ وجبال شاهقة الارتفاع.
ولنبدأ بالموروث العمراني أي بالمعالم الاثرية التي لو تم الاهتمام بها بشكل ذكي يمكن أن تجعل من عدن -من جديد- محطة توقف إجبارية للسياح القادمين إلى اليمن. فمن حسن حظ عدن أنها لم تعد عاصمة سياسية أو قاعدة عسكرية، وأعتقد انه صار بالإمكان التفكير في تمكيننا نحن والسياح من اكتشاف تحصينات عدن الأثرية والبغدات وشبكات توزيع المياه (السدود)الموجودة فوق الجبال وليس فقط قلعة صيرة والصهاريج. يقال إن هينز قد رمم تحصينات عدن ليحميها من هجمات أهلها العرب والمستعمرين الآخرين وليجعلها قاعدة عسكرية.
فلنرمم نحن تحصينات عدن، فهي بحق من أهم المعالم الأثرية في اليمن لنجعل من عدن قاعدة سياحية. وأرى كذلك أن أندية عدن يمكن أن تبادر إلى تشجيع رياضة تسلق الجبال قبل أن يفكر وكلاء الوكالات السياحية العالمية في احتكار جبالنا.
وفي مجال العمران أيضاً يوجد في عدن أنماط من المنازل لا يمكن العثور عليها في أي مدينة يمنية أخرى:
بيوت ذات طوابق خشبية ومشربيات مميزة وواجهات علوية مصبوغة باللون الأسود وتتوسطها مسهمات بيضاء (وهذا على ما يبدو من اللمسات الهندية في عدن). وحبذا لو سارعت السلطة المحلية في عدن إلى وقف حملات الهدم التي تتعرض لها تلك المنازل القديمة وشجعت بشكل ملموس أصحابها على المحافظة عليها وصيانتها، فهي جزء من ذاكرة المدينة.
ومن المؤكد أن ذكرى الشاعر الفرنسي يمكن أن تجذب آلاف السياح إلى عدن، أما في مجال التجارة، فليس من المعقول أن ينتظر التجار أن تصبح عدن بأكملها (من العلم إلى دار سعد إلى جولدمور) منطقة حرة كي يكتشفوا سياسة سعرية ذكية تمكن المدينة من استقطاب الريالات والدولارات من كل جيب وصوب. ويمكن أيضاً التفكير في تنظيم مهرجان متواضع للتسوق أي للبيع والشراء، وسيكون من المناسب العمل على أن يتزامن هذا المهرجان مع موعد إحدى الزيارات أو المواسم الشعبية.
وأخيراً لا بد من تشجيع المترجمين والباحثين على ترجمة ما كتبه الأجانب عن عدن ودراسته ونشره وتنظيم الندوات حوله، والكشف من خلال تلك النصوص عن أبرز المعالم التي يمكن أن تجذب السياح في المدينة. ويمكن كذلك الاهتمام بالمواقع التي سكنها بعض الرحالة الأجانب المشهورين، ونذكر هنا أن النهاية المؤسفة التي لحقت بـ«دار رامبو» الذي كان بمثابة كعبة يزورها سنويا عدد ليس بالقليل من السياح الأجانب، قد جعلت معظم وكالات السياحة لا تتردد في حذف عدن من مسار أفواجها في اليمن.
ولا شك أن الدراسة الجيدة لما كتب عن عدن في الأدلة السياحية الفرنسية والإنجليزية ستساعدنا على خلق معالم سياحية جديدة، فمن المعلوم أن السياحة من بين أنشطة أخرى كثيرة صارت اليوم تحتوي على قدر كبير من الصناعة.