> كما لو كانت الحرب والجوع لا يكفيان ظهرت في الصومال ايضا اسراب من الجراد حجبت السماء ودمرت البساتين.

وظهرت اسراب تضم ملايين الجراد قبل ثلاثة ايام في اقليم بلاد بنط الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال شرق البلاد وأتت على الاخضر واليابس في مئات الافدنة المزروعة بأشجار المانجو والبرتقال والبابايا.

ورأى شاهد عيان من رويترز آلاف الاشجار وقد جردت حتى من فروعها في قرية كارين في اشد المناطق المنكوبة اضرارا.

وقال المزارع سعيد عبدالله وهو يقف مذهولا في بستانه بقرية كارين " فقدت فاكهة تقدر بسبعة آلاف دولار. كنت قد بدأت لتوي جمع المحصول عندما ضرب الجراد المنطقة قبل ثلاثة ايام."

وقال التجار في ميناء بوساسو الرئيسى بالاقليم إن اسعار سوق الفاكهة ارتفعت بشدة بسبب الدمار الذي حل بقرية كارين وقريتين اخريين توردان المحاصيل عادة للمدينة الساحلية.

وقال التاجر صحرا عبدى في السوق التي بدت خالية "لم نعد نستقبل الفواكه او التوابل من الموردين."

وقال "سعر الباباي ارتفع إلى 26 الف شلن صومالي (1.5 دولار) من 12 الفا قبل ثلاثة ايام. أعتقد ان بوساسو ستخلو تماما من الفاكهة قريبا."

وخلت بلاد بنط على وجه العموم من العنف الذي عصف بجنوب الصومال على مدى الاعوام الستة عشر الاخيرة لكنها تعاني من نقص الغذاء مثلها مثل باقي انحاء الصومال الذي يبلغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة.

وشوهدت اسراب الجراد في بوساسو نفسها أمس الثلاثاء وقال سكان المدينة إنها حجبت الشمس والسماء.

وقال وزير الثروة الحيوانية والزراعة في بلاد بنط على جامع فارح إن ادارته عاجزة عن التصدي لهذا الخطر مضيفا "لا طاقة لنا به."

وتابع "ما زلنا نبحث عن المواد الكيماوية التي يمكن ان تقتل الجراد وقد ارسلنا ايضا عينة من الجراد للخارج لفحصها حتى نتبين اي مادة يمكن ان نستخدمها للقضاء عليه."

وقالت امل عبد الله وهي مزارعة اخرى التهم الجراد محصولها إنها حاولت دون جدوى قتل الاسراب المغيرة.

وقالت إن سرب الجراد "يشكل ظلا هائلا عندما يمر فوقك. وحاولنا ضربه حتى بالالواح المعدنية ولكن دون جدوى فقد التهم كل شجرة خضراء على مرمى البصر."