عبده علي ميوني أسير اغتراب نفسي حاد

> «الأيام» شكاوى المواطـنين:

> عرضت «الأيام» مشكورة في عددها الصادر يوم السبت 10 مارس 2007م استغاثة عزيزنا عبده علي سعيد ميوني بفخامة رئيس الجمهورية قدم نفسه في سياقها وشرح الحال الذي يمر به طالبا دعمه المادي والحال كما هو الحال، فمن هو هذا الرجل وما خطبه؟

هذا الرجل الطيب من جيلنا وهو من أبناء مدينة المعلا، تلقى مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس عدن، أسهم في غير مضمار، فكان أحد لاعبي كرة القدم وكان أحد المناضلين الشرفاء في الحركة الوطنية النقابية، لم يلهث وراء منصب أو مكسب وفضل الوقوف تحت الشمس عن قناعة راسخة بضرورة التمسك بشرف الواجب المقرون بشرف السمعة وهنا يقول الميوني «إنها أغلى ما أملك».

حقا إن الله يبتلي الصالحين من عباده، ويقيني أن عزيزنا عبده علي سعيد من هذه الطائفة لأنه خبر ملياً الابتلاء وانشراح الصدر في آن، ومن نماذج الابتلاء أن ساقه قدره المحتوم إلى غياهب سجن الاستخبارات (أمن الدولة) في منطقة فتح بالتواهي في 25 مارس 1970م وذاق فيه الأمرين في رحلة عذاب حتى جاء الفرج في 22 يونيو 1971م وكل ذلك كان ثمنا لإيوائه الشهيد علي عبدالعليم في بيته بمدينة المعلا.

بعد خروجه من السجن عينه رفيق نضاله عبدالله الخامري في شركة الملاحة الوطنية ومثلما ابتلاه الله أولا في مارس 1970م فقد ابتلاه سبحانه في مارس 1985م بجلطة دماغية حادة وأسعف على وجه السرعة إلى براغ بناء على توجيهات قائد الحزب والدولة الأخ علي ناصر محمد، وعاد إلى الوطن معافى في يونيو من نفس العام وكان سفيرنا آنئذ الأخ طه أحمد غانم. عاد عزيزنا عبده علي سعيد إلى موقع عمله وباشر العمل فيه حتى 22 مايو 1991م وطلب إحالته إلى التقاعد المبكر لكثرة المضايقات، وعمل مع شركات أجنبية حتى يناير 1999م.

واجه عبده علي سعيد الابتلاء للمرة الثالثة عام 2000م وكانت ضربة دماغية خفيفة وخضع للعلاج الطبي داخل الوطن وفي العام 2004م عانى عبده علي سعيد أزمة في ضعف النظر، وقيض الله له أهل الخير وغادر إلى العاصمة المصرية القاهرة وتبين بعد إجراء الفحوصات الطبية هناك أنه يعاني انسدادا في ثلاثة شرايين.

العين بصيرة واليد قصيرة وعزيزنا عبده علي سعيد رجل عزيز ولسان حاله «الشكوى لغير الله مذلة» وهو يخبرني بين حين وآخر أنه يسأل الله آناء الليل وأطراف النهار أن يقبضه إليه، فأطيب الراحة (الموت) وأسوأ العذاب (الذل).

الرجل الطيب منصب عدن السيد مصطفى العيدروس أبلغ غير مرة أخاه شيخ العيدروس بإفادة عزيزنا عبده علي سعيد بأن هناك منحة طبية مجانية مقدمة له من إحدى الجمعيات الخيرية بالمملكة العربية السعودية وأن المنحة لا تشمل تذاكر السفر والإقامة والإعاشة له ولمرافقه.

كان عزيزنا عبده علي سعيد ضمن المدعوين لاحتفالات 22 مايو في محافظة إب والتقى هناك الرجل الطيب السيد عبدالرحمن الجفري الذي اطلع على الملف ووعد بعرضه على فخامة رئيس الجمهورية.

الأخ العزيز عثمان كاكو المسئول عن فرع اتحاد نقابات عمال الجمهورية بعدن قدم عملا طيبا عندما عرض قضية عزيزنا الميوني على الرجل الطيب عاتق أحمد محسن، مدير عام شركة النفط اليمنية بعدن وجزاه الله عنا خيرا إذ قدم تذكرتي سفر لعزيزنا الميوني ومرافقه.

الرجل عزيز ونفسه تعاف طرق الأبواب أو تقبيل الأيادي، زارني في مكتبي فسألته عن الحال فقال لي: «الحال هو الحال يا أخي نجيب.. أنت نصير المستضعفين وما سيقدره الله هو الذي سيكون».

التقطت رسالة عزيزنا عبده علي سعيد الذي يعيش حالة اغتراب نفسي حاد، وأمثال هذا الرجل يموتون غرباء في وطنهم وليس في أصقاع الشتات، وإن بعد العسر يسراً يا عبده علي سعيد.

نجيب محمد يابلي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى