كهرباء أبين.. واقع مؤلم ومستقبل أكثر قتامة

> «الأيام» شكري حسين:

>
المهندس/ الخضر محمد ثابت مدير عام مؤسسة الكهرباء بأبين
المهندس/ الخضر محمد ثابت مدير عام مؤسسة الكهرباء بأبين
ازدادت حدة السخط اليومي عند مواطني المحافظة بشكل لافت خلال الأشهر القليلة الماضية.. وتعالت صيحات الاستهجان والغضب بعدما خنقت أنفاسهم الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن منازلهم وتحولت بفعلها حياة البعض إلى جحيم لا يطاق خصوصاً أنها تتزمن عادة مع حرارة الجو الملتهبة التي تعيشها معظم المدن الساحلية في مثل هذه الأيام ليضاف ذلك إلى جملة المنغصات التي تكدر حياة المواطن الواقع بين مطرقة الأمل بحياة هانئة وسندان الألم والهموم.

«الأيام» وضعت على طاولة مدير عام مؤسسة الكهرباء بأبين المهندس الخضر محمد ثابت معاناة المواطنين .. فأجاب:

«أولاً شكراً لـ«الأيام» على نزولها وتلمسها الدائم لهموم المواطنين أما بالنسبة للانقطاعات الكهربائية أو الاختلالات التي تحصل بين الحين والآخر فهي أمر عادي ويحصل في كل المحافظات ولم تكن أبين هي المتفردة في ذلك وبطبيعة الحال هناك أسباب طبيعية وأخرى غير طبيعية تؤدي أحياناً إلى الانقطاعات، منها قدم الشبكة والأسلاك الكهربائية إلى جانب الظروف المناخية كالرياح والأمطار ولا تنس أيضا الأحمال الزائدة التي تتم دون الرجوع للمؤسسة وباختصار شديد نعتبر أمر الانقطاعات عادياً جداً والأهم أننا نعالجها في حينها رغم محدودية الإمكانيات المادية والبشرية».

وعن أهم الصعوبات التي تواجه أعمال الصيانة أو عند حدوث الأعطاب الفنية قال م. الخضر:«طبعاً مشكلة البناء العشوائي تحت خطوط الكهرباء وأيضا الحفريات فوق الكيبلات والتوسع العمراني كلها أمور تسبب لنا متاعب كثيرة خاصة عند الصيانة أو عند معالجة الطارئ ولك إن تتخيل أن عطباً فنياً مثلاً يكون تحت جدار أو بمحاذاة منزل تم البناء فوقه كم من الوقت يستغرق حتى يكتشفه رجال الطوارئ، وعموماً نحن نبذل جهوداً مضاعفة ونشعر أن عمال الكهرباء يعملون فوق طاقاتهم وكل ما نرجوه أن يتفهم المواطنون طبيعة عمل رجال الطوارئ وأن يساعدوهم قدر المستطاع لا أن يكونوا حجر عثرة أمامهم».

العمل على تحسين الشبكة

وعن كيفية الحد من ظاهرة الانقطاعات والسبل الكفيلة بمعالجتها يقول م.الخضر: «من أولويات مهامهنا العمل على تحسين الشبكة بشكل مستمر واستبدال الأسلاك القديمة بأخرى جديدة وذات حجم أكبر كما أننا سنتابع عملية الربط العشوائي والأحمال التي تدخل دون الرجوع للمؤسسة. وأتصور أن بناء المحطات الفرعية ضرورة ملحة حتى نتمكن من تركيب محولات جديدة بالمنظومة الكهربائية أينما تقتضي الضرورة. وأجدها فرصة مناسبة لأشكر عبر صحيفتكم الغراء الأخ وزير الكهرباء د.مصطفى بهران على تفهمه لمعاناتنا حيث وعدني شخصياً بزيادة الاعتماد للبرنامج الاستثماري لعام 2008م والذي سيساعدنا بشكل كبير على تحسين الشبكة وملحقاتها ونأمل أن نتمكن خلال الأشهر الثلاثة القادمة من تجهيز مبنى المحطة التحويلية التي ستساهم وإلى حد كبير في التغلب على مشكلة الاختناقات التي تعاني منها المؤسسة حالياً».

ربط كهرباء لودر ومودية

وعن أهم المشاريع التي تنوي المؤسسة تنفيذها مستقبلا قال م.الخضر:«هناك العديد من المشاريع التي تسعى المؤسسة إلى تنفيذها في القريب العاجل يأتي في مقدمتها مد خط رئيسي من جعار إلى لودر بجهد 132 ك.ف، وذلك لربط مديريتي لودر ومودية والمناطق المجاورة بالشبكة الوطنية الموحدة وأيضا ربط كل من رصد وسرار وسباح بمشروع ربط خط الحبيلين لبعوس وذلك لربطها أيضا بالشبكة الموحدة.. بالإضافة إلى تحسين القائم في الشبكة الحالية من خلال عمليات التحسين المستمر واستبدال أسلاك جديدة ومجابهة التوسع العمراني في المخططات خاصة في عاصمة المحافظة زنجبار ونتطلع إلى ما هو أفضل وننظر للمستقبل بعين التفاؤل والله المعين».

لابد من انشاء شبكة حديثة

المهندس أحمد سالم عسيري، مدير إدارة التوزيع تحدث عن المشكلة من واقع المعايشة اليومية حيث وقال: «طبعاً مسألة الانقطاعات أو الاختلالات التي تحصل بين الحين والآخر مردها الانقطاعات المبرمجة ولا دخل لنا فيها أو انقطاعات بسبب الأحمال الزائدة التي تفوق مكونات الشبكة خاصة المكيفات والتي تتم وفي الغالب الكثير دون الرجوع إلى المؤسسة مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الخطوط مصممة على أحمال معينة وأتصور أن معالجة الخلل يكمن أولاً في تحسين شامل للشبكة من مكونات محطات التوزيع إلى جانب إنشاء محطات تحويل جديدة ومشاريع إحلال وإبدال للمكونات القديمة خصوصا أن الشبكة الحالية قديمة ويعود إنشاؤها إلى عام 1970م وبتصاميم محددة وقد انتهى عمرها الافتراضي وأعتقد أن إنشاء شبكة حديثة بالنظام الدائري هو الحل الأمثل للقضاء على المشكلة بدلاً من النظام السابق (المستقيم) ما لم سنظل ندور حول حلقة مفرغة».

وعن أسباب عدم البدء في إنشاء المحطة الجديدة خصوصاً أنه لم يتبق إلا المبنى في ظل وصول معدات محطة التحويل قال المهندس عسيري:«لدينا محطة جديدة تقدر تكلفتها بأكثر من 400 مليون ريال وتبقى مسألة تمويل المبنى هي العائق رغم أن المبلغ لا يتجاوز 20 مليون ريال ومتى ما تم إنشاؤها فبمقدورنا القول إن المعاناة ستتلاشى بشكل كبير جداً ونأمل أن تتم الاستجابة سريعاً. وبالمناسبة أوجه الشكر والتقدير للمهندس الخضر ثابت المدير العام على جهوده المضنية ومتابعته الحثيثة لما تم التخطيط له من إنشاء محطات تحويل حديثة وذلك بتواصله المستمر مع المركز الرئيسي ونأمل أن تكلل جهوده في بناء المحطة في القريب العاجل لما لها من أهمية».

وعن شكاوى المواطنين من عدم استجابة فرق الطوارئ لمناشداتهم أو اتصالاتهم عند حدوث الأعطاب الكهربائية قال م.عسيري: «لم يصلنا أي بلاغ بهذا الخصوص وعموماً فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة وفوق إمكانياتها وتبذل جهوداً جبارة تستحق عليها الشكر والتقدير وأرجو ألا يغيب عن بال أحد أن الشبكة إلى جانب أنها قديمة وأعطابها كثيرة فهي أيضا مترامية الأطراف وقد يصل وقت الوصول إلى موقع الخلل إلى أكثر من ساعتين وهو ما يعتبره المواطن تأخيراً متعمداً وعموما نحن جميعاً نعمل على معالجة الاختلالات في حينها وإن حصل بعض التأخير فهذا يعني أن العطب كبير ويحتاج إلى وقت لإصلاحه ونشدد على ضرورة إبلاغنا مباشرة عند حدوث أي تلكؤ وسنتخذ الإجراءات اللازمة».

وقفات سريعة

- من خلال كلام المدير العام ومدير التوزيع ظهرت الحاجة إلى إنشاء محطة جديدة واستبدال كامل للشبكة القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي.

- رغم وصول معدات محطة التحويل الجديدة (11/33ك.ف سعة 20م .ف.أ) منذ فترة إلا أن العائق الوحيد هو تمويل المبنى لها.. فهل تسارع الجهات ذات العلاقة لحل الإشكالية رحمة بالمواطنين؟

رجال ونساء يتوافدون بسرعة، وحركة نشاط كبيرة تعم أرجاء المكان.. وأصوات تتعالى من هنا وهناك.. (المشهد الصباحي لعمال المؤسسة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى