حديث الأربعاء .. محسن صالح مدرب أم محلل؟

> «الأيام الرياضي» علي باسعيدة :

> من المتعارف عليه عند الخبراء الكرويين أنه عندما تناط بأحد الكوادر الفنية مهمة قيادة منتخب ما، فإن ذلك معناه أن يخلص هذا المدرب في مهمته الجديدة، وأن يجهز برنامجه التدريبي وروزنامة إعداده لذلك المنتخب حتى الوصول للجاهزية المطلوبة، التي من خلالها تعرف ثمار ذلك العمل سلباً وإيجاباً، فما بالك أذا كان الامر أكبر من ذلك ومتعلقاً ببطولة كبيرة ككأس الخليج نحن فيها البلد المستضيف،وعلينا استثمار كل الفرص المتاحة للمنافسة على تلك البطولة.

ما جاء بعاليه هو ما نشاهده من أشياء محيرة من قبل الاتحاد العام لكرة القدم، ومن مدرب المنتخب الوطني السيد محسن صالح الذي استثمر نجاحه في بطولة خليجي 18 ورضى المسؤولين والشارع الرياضي عنه حينما شاهدناه وللمرة الثانية على شاشة «الجزيرة» وهو يقوم بتحليل مباريات كأس آسيا في نسختها الرابعة عشرة، تاركاً أمور المنتخب وتجهيزه لخليجي 19 و 20 للصدفة وأوقات الفراغ، تحت حجج بعيدة وواهية لا يعمل بها المدربون الكبار الذين لهم السمعة الكبيرة كالكابتن محسن صالح.

التوفيق بين التدريب والتحليل أمر صعب جداً إلا اذا كان البلد الذي يعين فيه المدرب لا يبالي بمثل هذه الامور، وأن مسؤوليه يتعاطون الأمر ببساطة، ومافيش حاجة تستحق كل هذه الزوبعة ..

غير أن الأكثر خطورة هو أننا نعقد الكثير من الآمال على منتخب قادر على زرع البسمة والفرحة على شفاه جماهيرنا المتعطشة للانتصارات على المستوى العربي بدلاً من الانكسارات التي نحصدها ليلاً ونهاراً، وهو ما تسجله أحاديث مسؤولينا في الاتحاد الكروي، أو في وزارة الشباب والرياضة، غير أن واقع الحال يقول عكس ذلك بدليل طيران المدرب من وإلى قطر، في الوقت الذي يفترض أن يكون قريباً من لاعبينا ومن مسابقاتنا الكروية، التي دخلت مرحلة السخونة والأداء الفني الراقي، والذي من خلاله ستبرز أكثر من موهبة نحن بحاجة إليها بدلاً من الإحلال والتبديل في صفوف المنتخب الذي لم نعد نعرف له رأساً من رجلين.

وحتى لا نظلم الكوتش محسن صالح في الجمع بين الأختين (التدريب والتحليل) فإنه قد يكون هناك اتفاق مع قيادة الاتحاد بإيجاد فتوى اتحادية تجيز له هذا الجمع، وتطنيش الصحافة ورجال الإعلام من هكذا أسئلة مشروعة تبحث عن إجابة شافية تبعدنا عن الحيرة وتوضح الأمور بشفافية مطلقة بعيداً عن وضع القطن في الأذن.

ما يحصل شيء غريب يقابله سكوت من أهل الشأن وهم الفنيون الذين تمتلئ بهم غرف الاتحاد وكشوفات آخر الشهر، غير أن العمل المخطط والمنظم لا وجود له إلا في مخيلتنا نحن الذين نحترق على هكذا أمور، وعدم الإكتراث بسمعة الوطن وفلوسه، التي تصرف في أعمال لن نجني منها إلا انكسارات أخرى مصحوبة بأعذار سئمنا منها وليست معقولة ولا مقبولة.

فهل يستمر الوضع على ما هو عليه وهو الوضع الغلط (وطز) في شيء إسمه الكرة اليمنية؟..

سؤال سيظل حائراً وباحثاً عن إجابة من المعنيين بسرعة وقبل فوات الأوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى