محاولات تفجير فاشلة في بريطانيا تضع مسلمي الهند في دائرة الضوء

> نيودلهي «الأيام» واي. بي. راجيش:

>
صورتان لكفيل أحمد الهندي المعتقل في بريطانيا المتهم بالإرهاب
صورتان لكفيل أحمد الهندي المعتقل في بريطانيا المتهم بالإرهاب
تفاخر الهند منذ زمن بأن العدد الكبير من مواطنيها المسلمين لم يقدموا مجندين على الاطلاق لجماعات إسلامية متطرفة على مستوى العالم ولكن يبدو أن هذا الاعتقاد انهار بعد القبض على مسلمين هنود خططوا لتفجير قنابل في بريطانيا.

ويعيش أكثر من 140 مليون مسلم في الهند يمثلون ثالث أكبر مجتمع مسلم في العالم وسبق ان نقل عن الرئيس الامريكي جورج بوش قوله قبل عامين ان عدم انضمام اي مسلم هندي للقاعدة برهان على اوراق اعتماد الهند بين الدول الديمقراطية.

وحتى حين ادلى بهذا التصريح كانت هناك مؤشرات واضحة تنذر بما يحمله المستقبل.

فقد امتد التشدد الاسلامي من أفغانستان إلى باكستان وكشمير وبدأ اخيرا يجد جذورا في الهند.

ويلوم البعض باكستان لتأجيجها النار ولكن بنفس القدر من الأهمية كان ما شعر به كثير من مسلمي الهند من اغتراب إثر اعمال العنف الطائفية بولاية جوجارات في عام 2002.

وفي ذات الوقت تبث شاشات التلفزيون صورا لصراعات حول العالم يبدو فيها المسلمون ضحايا للغرب.

وقال اجاي ساهني من معهد ادارة الصراع في نيودلهي “يستهدف متشددون اسلاميون بشكل نشط اليوم كل تجمع للمسلمين في العالم لتجنيد متطوعين.” واضاف “يأتي الدور على كل جنسية في فترة تاريخية ما وجاء دورنا.

هذا ما حدث.

فلم الدهشة؟” وقال ساهني إن مسلمين هنودا جندوا بالفعل في جماعات مسلحة تتخذ من باكستان مقرا لها وتورطوا في سلسلة من حوادث تفجير قطارات ركاب في مومباي في العام الماضي.

وهناك ثلاثة هنود من ضمن ثمانية أشخاص احتجزوا في استراليا وبريطانيا إثر محاولتي تفجير فاشلتين في لندن وجلاسجو ويقول خبراء انه ربما يكون لهم صلة بالقاعدة.

والقي القبض على كفيل احمد (27 عاما) وهو مهندس وشقيقه الطبيب سبيل (26 عاما) في بريطانيا وتردد ان كفيل هو الذي صدم سيارة جيب تحترق بمطار جلاسجو.

والقي القبض على مشتبه به ثالث يدعى محمد حنيف وهو طبيب ايضا في استراليا.

ويمثل المسلمون نحو 13 في المئة من سكان الهند الذين يغلب عليهم الهندوس ويمثلون ثالث اكبر مجتمع مسلم بعد اندونيسيا وباكستان المجاورة.

ولم تكن التوترات الدينية بعيدة قط كثيرا عن السطح وتكررت المصادمات الدموية بين الهندوس والمسلمين منذ تقسيم شبه القارة وفق اسس طائفية.

ولكن محللين يقولون انه حتى التمرد المسلح ضد حكم نيودلهي لكشمير التي تقطنها أغلبية مسلمة الذي اندلع في عام 1989 بدأ كحركة انفصالية ولم يتخذ طابعا دينيا الا بعد مشاركة جماعات مسلحة باكستانية.

وفقط في زمن “الحرب على الارهاب” التي اعلنتها واشنطن بدأ مسلمو الهند التعاطف أكثر مع القضايا الاسلامية وزاد من ذلك ما وصفه البعض بتأثير تمويل استمر سنوات من جانب المذهب الوهابي السائد في السعودية -الذي ساهم في تشكيل فكر اسامة بن لادن- على المدارس الدينية في الهند.

ويقول كمال فاروقي امين مجلس القوانين الشخصية لعموم مسلمي الهند مشيرا للهنود الثلاثة المشتبة بهم وهم من سكان بنجالور “لن اندهش إذا كانوا متورطين.”

واضاف “ما حدث في العراق وافغانستان والكويت والسعودية والآن في ايران ..اثار ضيق كل مسلم”

ولكنه اضاف ان “أقلية صغيرة جدا” فقط هي التي قد تلجأ للعنف.

وقالت الشرطة في بنجالور انها ضبطت اقراصا مدمجة تضم مواد عن صراعات ضد مسلمين في الشيشان والعراق من منزل كفيل.

ويعزو بعض المحللين السياسيين ايضا تنامي مشاعر الالم والغضب بين مسلمي الهند لتصاعد المد القومي الهندوسي في الهند في بداية التسعينات وتدمير حشود هندوسية مسجدا اثريا في عام 1992 واعمال الشغب في جوجارات عام 2002 .

وقال بي. رامان الرئيس السابق لجهاز الابحاث والتحليلات وهو وكالة المخابرات الخارجية في الهند ان احد اسباب تحول خلايا موالية للقاعدة الى مسلمي الهند قد يكون ان الدول الغربية شددت الرقابة على الباكستانيين في الخارج الذين اتهموا بتدبير مؤمرات ارهابية في الماضي.

ويضيف “بدلا من مواصلة انكار قدرة القاعدة ..على التأثير على عقول المسلمين الهنود ينبغي ان تأخذ الحكومة على محمل الجد ..الانذار القادم من بريطانيا وتعزز قدرات وكالات المخابرات والشرطة في البلاد.” رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى