المصل المضاد لسم الثعبان والنواب!

> «الأيام» د.عبيد البري:

> شاهدت على شاشة التلفزيون Nحدى جلسات مجلس النواب ، عندما كان النقاش يدور حول قضية وفاة شخص بعد لدغة ثعبان له في حضرموت.

وفهمت من ذلك النقاش أن النواب في المجلس كانوا قد عرفوا بهذه الحالة، وأن الوفاه ما كانت لتحدث لو أن المصل اللازم ضد سم الثعبان متوفر. وفهمت كذلك أنه قد تم إبلاغ الوزير بذلك، الذي بدوره كان قد اتخذ إجراءاته بما فيها إيقاف الشخص المعني بطلب وتوفير هذا المصل من وزارة الصحة

ولاحظت من خلال هذا النقاش، أن التركيز كان على عدم توفر هذا المصل، ولم أفهم هل تم البحث عن أسباب أخرى للوفاة جديرة بأن يناقشها أعضاء مجلس النواب ، وعلى أساس علمي (مهني وأخلاقي).. ولكن أستبعد أن يبحث الأعضاء إلا فيما لهم الحق في مناقشته!!

وهولاء الأعضاء، أعانهم الله، أمامهم ومن خلفهم وفي قلوبهم قضايا (مصيرية) متشعبة يجب أن يقول فيها العضو رأيه كاملاً وبحرية (ليستمع له عامة الناس)، أما من في داخل القاعة، فكل واحد مشغول بأوراقه التي يقدر على الخوض فيها!.. ومن استمع لي سمعته، والعكس بالعاكس!!

وفي هذه القضية، أظن أن ما وصلهم هو أن السبب في الوفاه هو غياب المصل! دون أن يعملوا أن هذا المصل لن يكون ذا أهمية في إنقاذ حياة المصاب بلدغة ثعبان، بل من الممكن أن يكون خطراً على المصاب في بعض الحالات.

فقد يقرأ هذا الكلام شخص ما، غير مدرك من قبل لكيفية التعامل مع المريض طبياً ، وعلى الأخص أعضاء مجلس النواب، فيستغربون له أو يستنكرونه طالما هم خاضوا في مثل هذا النقاش، وحثوا المسؤولين على توفيره (لإنقاذ حياة الناس).

فإذا كان الأمر كذلك، فأين دور الطبيب وأهمية وجوده في قسم الطوارئ؟؟ وفوق ذلك (حتى لا يفوتنا) عناية الرحمن الذي يحيي ويميت!!

وباختصار أقول، اسألوا أولي العلم لتعرفوا أن حياة المصاب بلدغة ثعبان مرهونة بعدة عوامل (في فترة محددة) تبدأ من لحظة لدغة الثعبان ودرجة السمية مروراً بالوقت اللازم للإسعاف الأولي ونقل المصاب للمستشفى ثم إجراءات العلاج المطلوبة.

وتنتهي في اللحظة التي يقرر فيها الطبيب المعالج خروج المريض من المستشفى بعد التأكد من استقرار حالته.

وخلال هذه الفترة، يجب أن نعرف ماهي الخطوة الأولى في الإسعاف الأولى في مكان الحدث وموقع اللدغة؟

وكم المسافة إلى قسم الإسعاف والطوارئ؟ وطريقة النقل وحساب الوقت اللازم لقطع المسافة؟

وماذا يجب على الطبيب عند استلامه المريض.. حيث يجب أن يوجد أكثر من مختص في علوم الطب، في الباطئة والجراحة والإنعاش وغيره لتقييم حالة المريض وتخفيف الألم والصدمة وتأثير السم عنه، باستخدام السوائل الوريدية والأدوية.. ولكن ليس بالمصل!!، فقد يعطيه بعض الأطباء للمريض بعد التأكد من قابلية جسم المصاب له.

ولكن في الوقت الحاضر أصبح هذا المصل مثار جدل في الدراسات الطبية الحديثة.

وختاماً أقول، إنه يجب على كل إنسان أن يبحث عن الطرق الصحيحة لإسعاف أقاربه وزملائه، في حالة، لا سمح الله، فوجئ بحالة لدغة ثعبان، رغم أن الثعابين ليست كلها سامة..أسأل الله أن يجنب الجميع أخطار الثعابين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى