مقتل أربعة وتعهدات بمهاجمة مؤتمر المصالحة الصومالي

> مقديشو «الأيام» وكالات:

>
صومالي مصاب بشظايا انفجار سوق البركة بمقديشو أمس أثناء إسعافه إلى المستشفى
صومالي مصاب بشظايا انفجار سوق البركة بمقديشو أمس أثناء إسعافه إلى المستشفى
تتدفق الوفود من مختلف انحاء الصومال على مقديشو للمشاركة في مؤتمر كبير للمصالحة يعقد اليوم الاحد وينظر اليه على انه الامل الاخير للحكومة لاقرار السلام وتعزيز شرعيتها بالدولة الواقعة بالقرن الافريقي.

وشددت الإجراءات الأمنية في العاصمة الصومالية مقديشو أمس السبت قبل اجتماع مهم للسلام ترى الحكومة المؤقتة أنه أفضل أمل لترسيخ شرعيتها في البلاد.

وتم استدعاء جنود من الأقاليم وشاركت أعداد كبيرة منهم في دوريات وأغلقت الشوارع في بعض المناطق قبل المؤتمر الذي سيعقد اليوم الأحد ويشارك فيه أكثر من ألف من شيوخ العشائر وزعماء الميليشيات السابقين والسياسيين وتعهد الإسلاميون بمهاجمته.

وقال أدن علي (40 عاما) وهو أحد سكان مقديشو وأب لأربعة “قوات الحكومة وصلت بالمئات.لم أر هذا العدد الكبير من الجنود مثلما رأيت اليوم.

من الواضح أن الحكومة تريد تأمين المدينة من أجل المؤتمر.”

وتمثل انفجارات القنابل على جوانب الطرق والتفجيرات الانتحارية والاغتيالات التي تنسب إلى متمردين إسلاميين ورجال ميليشيات عشائرية تهديدا شبه يومي لقوات الحكومة والجيش الإثيوبي المتحالف معها وجنود من أوغندا يعملون على حفظ السلام ويتبعون الاتحاد الأفريقي.

وفي أحدث أعمال العنف ذكر شهود أن قنبلتين يدويتين ألقيتا على جنود إثيوبيين مما أدى إلى مقتل جندي.

وقال سكان إن صاحب متجر قتل وأصيب شخصان يشتبه في أنهما من المتمردين عندما رد الجنود بإطلاق النار.

وفي مناطق أخرى بالمدينة قال سكان إن مدنيا قتل في انفجار قنبلة يدوية أخرى استهدفت جنودا إثيوبيين.

وبعد أن وردت أنباء يوم الأربعاء عن أن الاجتماع سيعقد أخيرا نفذ هجوم بقذائف المورتر على القصر الرئاسي وعلى المقر الذي سيعقد فيه المؤتمر وهو مجمع للشرطة جدرانه مليئة بثقوب الرصاص.

وتكافح حكومة الرئيس عبد الله يوسف المؤقتة لبسط سلطتها على البلاد منذ الإطاحة بمجلس المحاكم الإسلامية المتشدد من العاصمة في أواخر ديسمبر .

وتأمل الحكومة أن تنال تأييدا واسع النطاق باستقطاب العشائر الصومالية الكثيرة لإجراء محادثات جوهرية وهي ليست مهمة سهلة في بلد فشل 13 مرة قبل ذلك في إرساء دعائم الحكم المركزي منذ الإطاحة بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991.

ويقول بعض سكان المدينة الفقيرة إن الحكومة تنظر للأمر بشكل خاطئ وإنه يتعين عليها بدلا من ذلك أن تجري محادثات مع الإسلاميين الذين حكموا معظم جنوب الصومال لستة أشهر العام الماضي.

وقالت بوروندي أمس السبت إن فرنسا وافقت على دفع 500 ألف يورو لنقل جنودها لحفظ السلام جوا للعمل مع الأوغنديين في مقديشو.

وقال السفير الفرنسي في بوروندي جويل لوفيه للصحفيين “نأمل أن يقوم الشركاء بالمثل حتى تنجح بعثة بوروندي لحفظ السلام في الصومال.” وقال جيش بوروندي إن جنوده سيصلون للصومال هذا الشهر.

لكن وزير الدفاع جرمان نيويانكانا قال إن هذه العملية ستؤجل مرة أخرى بسبب نقص العتاد.

ولكن التوقعات الخاصة بالمؤتمر ضئيلة وسط تهديدات من مسلحين بمهاجمة مقر انعقاده والاعتقاد الكبير بان العنف لن يتوقف الا اذا جلست الحكومة الانتقالية للتحدث مع خصومها الاسلاميين.

وافاد شهود أمس السبت عن مقتل اربعة مدنيين أمس في مقديشو عشية انعقاد مؤتمر السلام.

واعلن عبدي على محمود من سكان حي هودان في مقديشو ان شخصين قتلا بالرصاص ليل الجمعة السبت في حي حريوة وثالث في هودان وقال “الذي قتل في هودان كان صديقي واسمه يوسف علي عبيد وناضل من اجل المصالحة الوطنية”.

واضاف عبدي علي محمود “انه ادلى بتصريحين للاذاعات المحلية لدعم مباحثات السلام”.

وافاد شهود ان امرأة قتلت وجرح ابنها (8 اشهر) في انفجار قنبلة أمس في هودان.

ويفتتح اليوم الاحد في مقديشو مؤتمر سلام جديد بمشاركة نحو 2300 مندوب في حين يفر المئات من سكان مقديشو تحسبا لتزايد اعمال العنف خلال المؤتمر.

لكن الاسلاميين الذي اطاحت بهم في نهاية السنة الماضية قوات الحكومة الانتقالية الصومالية والجيش الاثيوبي، قرروا عدم المشاركة ووزعوا مناشير تهدد المشاركين واعلن رئيس بلدية مقديشو محمد عمر حبيب لفرانس برس “توعدوا بقتل كل من يشارك في المؤتمر”.

واضاف ان “المناشير تندد ايضا بمنظمي المؤتمر وتتهمهم +بالمرتدين+ الذين يجب قتلهم لكنني لا اعتقد ان أحدا يأخذ في الاعتبار تلك الرسالة المعادية للسلام”.

وانتشرت قوات مدججة بالسلاح أمس السبت في محيط مكان انعقاد المؤتمر في مخزن سابق للشرطة بشمال العاصمة وقوات اخرى لحماية الفنادق التي يقيم فيها المندوبون.

كذلك وردت تهديدات ضد محادثات السلام على شبكة الانترنت.

واعتبر الخبراء ان موقع المؤتمر غير محصن للتصدي لقذائف الهاون او الاعتداءات الانتحارية.

وقد تأجل انعقاد المؤتمر الذي سيشارك فيه مايزيد عن الف من زعماء العشائر وقادة الميليشيات السابقين والسياسيين مرتين بسبب المخاوف الامنية التي لم تتراجع.

واصبح انفجار العبوات الناسفة المزروعة على جانبي الطرق والتفجيرات الانتحارية والاغتيالات مظهرا يوميا الآن تقريبا ضمن مظاهر الحياة في العاصمة الساحلية.

ويشن مسلحون اسلاميون هجمات بشكل منتظم على القوات الحكومية والقوات الاثيوبية المتحالفة معها وقوات حفظ السلام الاوغندية التابعة للاتحاد الافريقي في مسعى لاستعادة حكم الاسلاميين الذين تولوا مقاليد السلطة لفترة قصيرة العام الماضي.

وتعهدوا أمس الأول الجمعة بعرقلة المؤتمر واحباط اي محاولة تقوم بها الحكومة لتعزيز قبضتها على السلطة.

وقال القائد الاسلامي معلم حاشي محمد لرويترز في اتصال هاتفي عبر القمر الصناعي من موقع غير معلوم “سنضرب الحكومة بشدة اكثر مما فعلنا يوم الاربعاء.” وتابع “انهم مجرمون باعوا بلادنا لاثيوبيا.سوف نتحدث فقط حين يصبح بلدنا حرا.”

وقد ادت الانباء التي اذيعت يوم الاربعاء عن انه سيتم المضي قدما في عقد المؤتمر الى سقوط وابل من قذائف المورتر على العاصمة في هجمات استهدفت قصر الرئاسة الصومالي الواقع على قمة تل والمقر المقترح لمؤتمر المصالحة هو مجمع للشرطة جدرانه مليئة بثقوب احدثها الرصاص تم اصلاحه وطلاؤه استعدادا للمناسبة.

وقال محمد “نحذر الناس من حضور المحادثات لانها مشروع خاص بالحكومة يهدف فقط للحصول على اموال من المانحين.” وتصارع حكومة الرئيس عبدالله يوسف الانتقالية لفرض سلطتها في الدولة التي يعمها الفوضى منذ أن اطاحت بحركة المحاكم الاسلامية من العاصمة في اواخر ديسمبر .

وتأمل الحكومة في انها بجذب القبائل الصومالية ذات الاعداد الغفيرة للمحادثات يمكن ان تحظى بتأييد واسع وهي مهمة ليست بالهينة في بلد احبط 13 محاولة سابقة لاقامة حكومة مركزية منذ الاطاحة بالديكتاتور محمد سياد بري عام 1991.

ونقلت وسائب اعلام محلية عن يوسف قوله أمس “سيعقد هذا المؤتمر في الموعد المقرر حتى لو فجرت قنبلة نووية في مقديشو.” ولكن بعض سكان العاصمة الفقيرة المطلة على المحيط الهندي قالوا ان الادارة تسير في الاتجاه الخاطئ وانه كان يتعين عليها التحدث الى الاسلاميين الذين حكموا مساحة كبيرة من جنوب الصومال لنحو ستة اشهر العام الماضي.

وقال عبدي يوسف 60 عاما لرويترز “هذه فرصة ضائعة.

الحكومة والمحاكم الاسلامية هما الطرفان الرئيسيان المتصارعان ويتعين ان يلتقيا حتى يمكن ان يتحقق سلام حقيقي وما لم يحدث ذلك فسوف يتواصل القتل بدون توقف.”

وزارت مجموعة من دبلوماسيي الاتحاد الاوروبي بقيادة المبعوث الخاص للصومال جورج مارك اندريه العاصمة الصومالية يوم الاربعاء واشادوا بالتريبات الجارية اعقد المؤتمر وقالوا انهم سيعودون ليحضروا مراسم افتتاح الاجتماع اليوم الاحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى