انتقال بلير للسكن بين الفلافل و الشوارما

> لندن «الأيام» كاثرين هادن:

>
موقف باصات في حي ادجور رود
موقف باصات في حي ادجور رود
لم يكن متوقعا ان يختار توني بلير الاقامة بالقرب من حي غالبية سكانه من العرب في قلب لندن تعبق حاناته برائحة النراجيل وتنتشر فيه مطاعم الكباب ومحلات الحلوى الشرقية في اجواء اشبه بمدينة عربية.

وكان بعض الصحافيين توقعوا استقبالا صاخبا له بسبب الحرب على العراق ونشر آلاف الجنود البريطانيين هناك.

الا ان عددا من سكان حي ادجور رود المتحدرين من دول عربية قالوا لوكالة فرانس برس انهم مستعدون للترحيب برئيس الوزراء السابق وعائلته الذين اشتروا منزلا كبيرا مطلا على ساحة كونوت سكوير وسينتقلون اليه بعد بضعة اسابيع.

والمفارقة هي ان الشعور بعدم الارتياح قد يصدر من المقيمين الاوروبيين الذين يخشون ان يؤدي وصول رئيس الوزراء السابق الى تعزيز انتشار الشرطة واقفال بعض المواقف والاجراءات الامنية المشددة وحتى احتمال حصول اعتداءات.

ويقول فادي جورج (42 عاما) ان اقامة بلير بالقرب من الحي “سيعود بالمنفعة” على رئيس الوزراء السابق حيث سيتمكن من ان يتصور جيدا دوره الجديد كمبعوث للجنة الرباعية الى الشرق الاوسط.

ويقول فادي الذي يملك صالون حلاقة “انا مواطن بريطاني لكنني ايضا لبناني (...) وحين حصلت على الجنسية البريطانية، اقسمت ان احترم هذا البلد، وهذه البلاد استقبلتني، فليس من اللائق ان انتقدها”.

ويطل منزل بلير الذي يعود بناؤه الى القرن التاسع عشر وتقدر قيمته بنحو 3،5 مليون يورو، على ساحة كبيرة بالقرب من حي ادجور رود. ويمكن مشاهدة سيارات فخمة متوقفة بمحاذاة الحدائق الهادئة في وسط الساحة غير البعيدة عن حديقة “هايد بارك”.

ويخشى بعض المقيمين في هذه المنطقة من تبديد هذا السكون بعد بضعة اسابيع. ولم تطمئنهم تظاهرة نظمها في الآونة الاخيرة ناشطو سلام امام منزل بلير الجديد، وقد اشيع حتى انه تم توزيع عريضة ضد انتقال بلير الى هذه المنطقة. ويقول مستشار بلدي محلي، جي.بي فلورو ان “البعض سعيد لمجيء بلير وعائلته والبعض الآخر ممتعض جدا، وهناك عدد لا بأس به يخاف على امنه ومن احتمال ان توضع قنبلة مثلا”.

ولا يزال منزل بلير قيد الترميم وهو يخضع منذ الآن لمراقبة من الشرطة على مدار الساعة. وقد تم تركيب كاميرات مراقبة، ومنع المقيمون في الجوار من استخدام بعض المواقف المعروفة بانها نادرة في لندن.

وقال فلورو “اعتقد ان بعض المقيمين طلبوا تركيب زجاج مصفح للنوافذ”.

وفي حي ادجور رود، وعلى بعد بضع دقائق من كونوت سكوير حيث يسود السكون، تتعارض الاجواء كليا مع روائح اللحم المشوي التي تتسرب من المطاعم واللغة العربية التي تملأ الشارع الرئيسي.

ويقول فايز البعيني (25 عاما) اللبناني الاصل والذي يعمل في مقهى ان وصول بلير وعائلته يفرحه.

ويقول وهو يقبض المال من الزبائن “انه يقترب منا وهذه اشارة جيدة”.

وفي الشارع ذاته، يقول فادي جورج وهو يشير بعينيه الى مجموعة من الزبائن العرب يدخنون النرجيلة “اننا في بلد حر ويمكن للناس ان يتكلموا بحرية، لكن حين ننتقد يجب ان نقترح حلا”.

ويضيف “لا يمكننا ان نبقى طوال النهار ندخن النرجيلة وننتقد ما يجري في العراق...بل علينا ان نسأل ما هو الحل؟” ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى