مدينة المحفد التاريخية.. آثار لمعالم إسلامية شاهدة على حضارة قديمة زاخرة بالعلم والثقافة

> «الأيام» عبدالله حيدرة قردع :

>
أحد المنازل التي دمرتها الأمطار والسيول بمدينة المحفد القديمة
أحد المنازل التي دمرتها الأمطار والسيول بمدينة المحفد القديمة
في ضوء المعالم الأثرية يتم التعرف على الحضارات القديمة، ولكي نحكم على أي مجتمع يجب علينا النزول إلى أرض واقعه والوقوف على معالمه وآثاره القديمة والبحث فيها بتأنّ ومن ثم إصدار الحكم عليه، ومن الظلم والافتراء أن نحكم عليه من بعد أو بما يقال عنه، ولإنصاف المجتمع المحفدي ولتوضيح الصورة التي شوشها بعض المؤلفين والكتاب وما قيل إن أهلها يجهلون الدين الإسلامي وعلومه وأحكامه قمنا بالاستطلاع التالي.

> الأخ أحمد محمد فدعور، عضو المجلس المحلي للمديرية قال: «مدينة المحفد التاريخية تهددها الأمطار والسيول، إذ تقع عند وادي (الخديرة) وهو من أكبر الأودية بالمديرية وتحده مباني المدينة من جهتي الجنوب والشمال، وقد جرفت السيول ثلاثة منازل في عام 1996م مما أدى إلى تشريد أكثر من ثماني أسر وهم إلى يومنا هذا دون مأوى، وعبر «الأيام» أناشد جميع الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية والمنظمات الإنسانية والمهتمة الإسراع وإنقاذ هذه المدينة التاريخية والحفاظ عليها».

> الأخ صادق ناصر علي العاقل قال: «أشكر «الأيام» على هذه اللفتة الطيبة، أما بالنسبة لمدينة المحفد القديمة (الكبس) فتعتبر من أقدم المدن على مستوى اليمن، وفيها معالم تاريخية وأثرية وقد ذكرها كثير من الكتاب والمؤلفين مثل الكاتب والمؤلف الكبير عبدالحكيم محمد لقمان ود. أحمد علي جشاع الطوسلي، وورد ذكرها في قصائد لكثير من الشعراء الكبار أمثال الشاعر الشعبي الشهيد محمد صالح العولقي والشاعر امذيب بن صالح العولقي والشاعر ناجي الجرادي الكازمي وغيرهم.

وفي المحفد مبان أثرية قديمة بحاجة إلى صيانة، كما توجد بعض الأسلحة الأثرية، حيث قامت الحكومة التركية بصرف مدفعين لقبائل باكازم لاستخدامهما ضد القوات البريطانية، أحدهما موجود لدينا إلى الآن والمدفع الآخر دفن في مدينة الكبس تحت المباني التي انهارت بفعل الأمطار».

وأضاف: «نعاني مشكلة كبيرة نتيجة تعرض المدينة والمقبرة الموجودة فيها للسيول، ونطالب جهات الاختصاص ببناء سور حول المقبرة على أقل تقدير».

> الأخ ياسر ناصر الفجيشي قال: «مدينة المحفد التاريخية تعد من أقدم المدن التاريخية اليمنية، وكان فيها معاهد علمية قديمة في مناطق متعددة بالمديرية يتلقى فيها أبناء المديرية العلوم الإسلامية والشرعية منذ مئات السنين، وما تزال آثارها موجوده حتى الآن، وأستنكر ما كتبه بعض المؤلفين حول قبائل باكازم بالمحفد، منهم المؤلف الريحاني، الذي نقل معلومات مغلوطة لا ندري من أي مصادر استقاها، لذا نرجو تحري الدقة عند تدوين الكتب ونقل المعلومات من مصادرها الصحيحة والنزول إلى أرض الواقع والجلوس إلى أهل المنطقة حتى لا يفتري أحد على أحد».

المقبرة بجانب مدينة المحفد القديمة
المقبرة بجانب مدينة المحفد القديمة
وأضاف: «في الختام أطالب جهات الاختصاص بالحفاظ على موروثاتنا».

> الأخ عبداللاه دحشل، شخصية اجتماعية وأحد المهتمين بالشؤون الأثرية، قال: «في البدء أشكر «الأيام» على هذه اللفتة الكريمة .. مدينة المحفد القديمة غنية بالمآثر التاريخية كغيرها من مدن الجمهورية اليمنية، إلا أنها مهملة وبحاجة ماسة إلى الحفاظ عليها من قبل الدولة وفي المقدمة القائمون على شؤون المدن التاريخية الأثرية».

وقد لخص احتياجات مدينة المحفد القديمة في النقاط التالية: «بناء دفاعات وحواجز مائية لحماية المدينة من السيول.

- بناء سور حول المقبرة القديمة وسط المدينة، وآخر حول المقبرة في الجول الأعلى بمدينة المحفد لحمايتهما من السيول ولمنع دخول المواشي وغيرها إليهما.

- توفير الخدمات الأساسية فالمدينتان القديمة والجديدة محرومتان من أغلب الخدمات، ومن الخدمات المطلوب توفيرها: مياه الشرب، الكهرباء، الصرف الصحي حيث لا يوجد بالمدينة مشروع صرف صحي ويقوم الأهالي بحفر بيارات أغلبها مكشوفة بجانب منازلهم مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

- الحفاظ على نظافة المدينة، إذ أن القمامة منتشرة وسط الشوارع.

- إنارة الشوارع العامة في السوق والمدينة والمواقع الهامة والطرقات وكذا سفلتة الشوارع الرئيسة والفرعية.

- إنشاء جمعية خيرية اجتماعية للمرأة، وكذا بناء المعاهد الفنية التقنية وغيرها من المتطلبات الضرورية».

المدفع الذي  أهداه سعيد باشا إلى قبائل باكازم
المدفع الذي أهداه سعيد باشا إلى قبائل باكازم
> الأخ أبوبكر محمد مهدي الشقاع، اختصاصي اجتماعي، قال: «المحفد من المدن الأثرية اليمنية ولكنها مهملة، وكلمة (المحفد) حميرية وتعني (الحصن)، والمحفد كلمة متكررة في أكثر من موقع في اليمن كبلدة بيت محفد، ومدينة المحفد القديمة تحوي كثيرا من الآثار منها ما لا يزال موجوداً ومنها ما بيع للسياح، حيث قام بعض ممن لا يعرفون قيمة التاريخ بالحفر في كثير من الأماكن الأثرية واستخراج الآثار وبيعها، وبعض الآثار لا تزال موجودة في المحفد منها مبان قديمة لا يستطيع أحد الوصول إليها لوجودها في قمم الجبال، وقمنا بتصويرها بواسطة كاميرا (دجتل) مع الأخ أبوبكر العدني بن جعيول، صاحب موقع باكازم في الانترنت الذي خدم تاريخ هذه البلدة فجزاه الله خيراً. وإلى جانب ذلك فقد اشتهرت المدينة منذ القدم بالعلم والعلماء، ومن أعلامها العلامة عبدالعزيز بن أحمد بن الحسين بن عبيد بن محمد الايادي، وقد سمي المسجد الذي بناه باسمه (مسجد عبدالعزيز) والذي بني تقريباً في القرن الخامس الهجري، وكان آخر تجديد للمسجد عام 1383هـ/1963م على يد مفتي المحفد وعالمها الشيخ مهدي بن أبوبكر الشقاع، وقبل ذلك جدد بناءه والده الشيخ المنصب أبوبكر بن عوض الشقاع عام 1320هـ. وفي مديرية المحفد العديد من المراكز والأربطة العلمية الإسلامية منها رباط الشيخ عبدالعزيز في مدينة المحفد ورباط الشيخ علي بن أبوبكر بانافع في منطقة الحاق ورباط الشيخ باعزب بمنطقة مريع وغيرها من الأربطة التي أنشئت قبل أكثر من ثمانمائة سنة، وتم افتتاح رباط علمي جديد بمدينة المحفد على يد العلامة والمفكر الإسلامي أبوبكر العدني المشهور وذلك عام 1416هـ - 1995م وأقوم شخصياً بالإشراف عليه، ومن العلماء الذين كانوا ينشرون العلم منذ القدم في المحفد الشيخ العلامة أحمد بن عمر العزب، الذي كان مدرساً في رباط تريم أيام الحبيب عبدالله بن عمر الشاطري، والشيخ العلامة مهدي بن أبوبكر الشقاع والسيد مهدي بن أحمد الحامد والشيخ عبدالرحمن بن أحمد العزب والسيد عبدالرحمن بن مهدي الحامد والشيخ يسلم بن سالم الشقاع والشيخ عوض بن محمد الشقاع الشهير بـ«عوض بن لجلد» الذي درس على يديه الكثير من أبناء مديرية المحفد وكذا المعلم بن جلعوم الذي اشتهر بهذا اللقب، وممن كان يتردد على المحفد السيد العلامة علي بن أبوبكر المشهور.

حيث يقيم المحاضرات في مساجد المحفد وقراها، وغيرهم من العلماء لا يتسع المجال لذكرهم جميعاً، كل ذلك يدل على أن مدينة ومديرية المحفد أهلها أهل علم وثقافة والآثار تشهد على ذلك وتدحض افتراءات العابثين بالتاريخ من المؤلفين والكتاب، فالمحفد بلد التاريخ والعلم والخير والبركة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى