رجال في ذاكرة التاريخ

> «الأيام» نجيب محمد يابلي:

> -1 محمد مدي:الميلاد والنشأة .. محمد أحمد حسن مدي من مواليد 6 أغسطس 1937م في حارة القاضي بكريتر (عدن)، وعن حارة القاضي (حافة القاضي) كتب الراحل الكبير حسين سالم باصديق (1928-1997م) في مجلة «الحياة» العدنية (العدد 14 - يناير، فبراير 1994م): «وحارة القاضي تقع ضمن حي العيدروس وتمتد من الناحية الجنوبية من سور المجنة الملاصق لمدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية.... ومن الناحية الشمالية تمتد الحارة حتى بيوت الوقف وهي عدد من المنازل تقبع تحت هضبة المستشفى الأهلي التي أزيلت أجزاء كبيرة منها مع المستشفى لتمتد الحارة اليوم إلى سوق البلدية وحل محل المستشفى مركز شرطة كريتر».

ثم تحدث الراحل الكبير باصديق عن شيوخ حارة القاضي وكان أولهم المرحوم الشيخ عثمان دجنة وتلاه في المشيخة المرحوم الشيخ عثمان زوقري وكان كبير عائلة آل الزوقري «وكانت له هيبته احترامه وتقديره، ولوضعه المالي كان يقضي في كثير من أمور الأسر الفقيرة في الحارة وما جاورها، وكان تعاونه كبيرا مع آل الحداد في المنعطف الغربي المتفرع من الحارة وكذلك آل الزيدان وآل المدي وغيرهم».

تلقى محمد مدي دروسه الأولى في معلامة الفقيه زغير، وعن تلك المعلامة كتب الراحل الكبير باصديق في مجلة «الحياة» العدنية (العدد 15 - مارس، ابريل 1994م): «كان معلامة الفقيه زغير تقع أمام دور الشيخ عبدالرحمن بحصو والشيخ عثمان دجنة والشيخ أحمد حسن مدي.... وكان من خريجي هذه المعلامة المعروفين معروف حداد ومحمود ومحمد مدي ومحمد عبدالرحمن بحصو وعثمان زوقري وعثمان أغبري وعباس حداد ومحمد سالم باوزير وحسين محمد صالح دلمار».

محمد مدي من رعيل عمالقة الإذاعة

استنادا لكشف الموظفين staff list التابعين لإدارة (-1962 1963م) التحق محمد أحمد حسن مدي بالسلك الوظيفي في الفاتح من ابريل 1955م، وكان واحدا من الاسماء اللامعة في إذاعة عدن التي تأسست في 8 أغسطس 1954م والتي تغير اسمها من (محطة عدن للإذاعة) إلى (إذاعة الجنوب العربي) اعتبارا من 18 يناير 1963م عندما أصبحت عدن إحدى ولايات اتحاد الجنوب العربي ثم عرفت باسم (إذاعة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) اعتبارا من يوم الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م ثم عرفت باسم (إذاعة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) اعتبارا من 22 يونيو 1969م . (إذاعة عدن- 42 عاما في خدمة المستمع -1954 1996م ص 45: حسين عمر باسليم).

أما المديرون الذين تحملوا مسؤولية إذاعة عدن منذ افتتاحها عام 1954م وحتى نيل الاستقلال فهم: توفيق إيراني -1954 1958م، أحمد محمد زوقري 1958 1960-م، حسين محمد الصافي -1960 1967م. جدير بالإشارة أن المذيعين الاوائل الذين التحقوا بإذاعة عدن هم: الشيخ عبدالله محمد حاتم ومحمد سعيد جرادة ولطفي جعفر أمان وحسين محمد الصافي وفيصل على فقيه رحمهم الله جميعا.

مثل محمد مدي وزملاؤه الرعيل الأول من نجوم إذاعة عدن وهم: منور حمود الحازمي وعلوي محمد السقاف وأبوبكر محسن العطاس ومحمد عمر بلجون وعبدالحميد سلام وعبدالله مقبل عزعزي وعمر أحمد الشاطري وخالد عمر محيرز ومحمد صالح راجح وأشرف عثمان جرجرة ومحمد أحمد مدي وعبدالرحمن باجنيد، وكانت تلك الكوكبة أشبه ما تكون بفرقة اوركسترا يقودها العطر الذكر حسين محمد الصافي.

محمد مدي والدراما الإذاعية

من ضمن نشاطاتها المتعددة كانت إذاعة عدن نقدم تمثيليات اجتماعية قصيرة مدتها عشر دقائق وكانت من إعداد الكاتب والمؤرخ حمزة علي لقمان وشارك في أدائها علوي السقاف ومحمد مدي، وشارك في أدائها من خارج الإذاعة خالد صوري وجميل علي غانم وفيصل غانم وأنسام لقمان ونبيهة كليب (ماما نبيهة)، وكانت هناك مشاركات غير منتظمة لأفراد من طاقم الإذاعة منهم محمد عمر بلجون ومنور الحازمي وأبوبكر العطاس. (مرجع سابق - باسليم).

لمعت أسماء أخرى إلى جانب حمزة لقمان في تأليف التمثيليات القصيرة لإذاعة عدن منهم: جميل غانم ومحمود لقمان وعلي محمد لقمان وعلي بن علي لقمان وأحمد شريف الرفاعي وصالح قردش وآخرون. أسندت مهمة إخراج تلك التمثيليات الكوميدية والاجتماعية للاستاذ حسين الصافي لبعض الوقت، وتحمل مهمة الإخراج من بعده الاستاذ علوي السقاف وأكمل المشوار من بعده الأستاذ محمد مدي.

محمد مدي في أول مسلسل درامي إذاعي

أنتجت إذاعة عدن مسلسل (شمسان يتحدث) للمؤرخ المعروف حمزة لقمان وأخرجه محمد مدي، وشكل ذلك المسلسل الانطلاقة الأولى لمسلسلات الدراما الإذاعية ويضم 35 حلقة محفوظة حتى الآن في مكتبة الإذاعة وتناولت الحلقات قصصا تاريخية منها: سيف بن ذي يزن، وإرم ذات العماد وبلقيس ملكة سبأ وغيرها. (مرجع سابق - باسليم).

وماذا يقول المسرحي المعروف علي يافعي؟

الممثل والمخرج المسرحي المعروف علي أحمد يافعي يفيد في شهادته للتاريخ: الأستاذ محمد مدي أستاذ الأساتذة. من منا لم يتعلم من الأستاذ الفنان الرقيق القوي المرن والحازم.. غزير العطاء.. مدرسة في الإخراج والتمثيل الذي أسس مع زميله الراحل علوي السقاف الدراما الإذاعية والتلفزيونية. ألّف وأخرج العديد من الاعمال الدرامية لمسرح التلفزيون وبالنسبة للدراما الإذاعية سيجد الباحث أن 4/3 ما قدمته الإذاعة كان الأستاذ المدي إما مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا. أما بالنسبة للمسرح فإن الاستاذ المدي لم يقف على خشبة المسرح إلا مرة واحدة، وكان ذلك في عام 1974م في المهرجان المسرحي الأول بمسرحية (صلاة الملائكة) ألفها توفيق الحكيم وأخرجها علي أحمد يافعي (علي يافعي: محمد مدي ..المؤسس.. المعلم - صحيفة «14 اكتوبر»- العدد 13354 - 27 مارس 2006م).

أهم أعماله المسرحية

-1 الحصاد، -2 مصير صرصار، -3 المهرجون، -4 الرفض، -5 صلاة الملائكة.

أهم أعماله الدرامية الإذاعية

-1 شمسان يتحدث، -2 مذكرات صائم، -3 يوميات رمضانية، -4 المستر عويضان، -5 شوربان الجديد، -6 الارض، -7 من ملفات القضاء، -8 المنصور عبر العصور، -9 ناس وحكايات، -10 حكاية من كل بيت، -11 السيل.

محمد مدي والتأهيل الخارجي

حصل محمد مدي على دورات تأهيلية قبل وبعد استقلال المحافظات الجنوبية منها دورات في مجال الدراما في لندن وفي معهد بريشت في برلين الشرقية ودورات في مجال حقوق الملكية الفكرية في كل من برلين وميونخ وجنيف، وحصل على دورات قصيرة في الإدارة والإعلام وفي محو الأمية والتلفزة في القاهرة. كان له رحمه الله اهتمامات إبداعية أخرى وهي كتابة القصة والشعر والدراسات المتنوعة في مجال الادب والتاريخ. شغل محمد مدي خلال حياته المهنية وظائف متعددة في إطار وزارة الثقافة والإعلام ومجلس الوزراء وأعطى وأبدع كاتبا ومعدا ومقدما للبرامج الثقافية في إذاعة وتلفزيون عدن ومخرجا للدراما الاذاعية والتلفزيونية وكاتبا مسرحيا.

الفقيد الكبير محمد مدي متزوج وله 6 أولاد: أسامة، فاطمة، طه، أماني، سوسن، وصلاح. وكانت وفاته رحمه الله في 29 يناير 1995م.

-2 جعفر عبدالوهاب:

الميلاد والنشأة

نظم منتدى الباهيصمي الثقافي بمديرية المنصورة عدن فعالية خاصة عصر الخميس 23 مارس 2006م كرم من خلالها الفنان جعفر عبدالوهاب وقام بتغطيتها الزميل مختار مقطري في «الأيام» (العدد 4746 - 27 مارس 2006م). تحدث الفنان جعفر عبدالوهاب عن مشوار حياته وورد في حديثه أنه من مواليد كريتر في العام 1942م وتلقى مراحل تعليمه في مدارس عدن.

سالم بامدهف يبشر بصوت جعفر

تقدم جعفر عبدالوهاب وهو في ربيعه الـ 14 وذلك في العام 1956م إلى إذاعة عدن بغرض المشاركة في ركن الهواة وكان من حسن طالعه أن الفنان المرهف سالم أحمد بامدهف هو الذي اكتشف قيمة صوته.

أفاد جعفر عبدالوهاب بأنه تتلمذ على يد الفنان الراحل يحيى مكي وأمسك بتلابيب الموسيقى حيث تعرف على مقاماتها وتعرف أيضا على أبعاد صوته، وكانت فاتحة العمل المشترك مع الفنان يحيى مكي أغنية (مع الاحلام) للشاعر حمود نعمان، ثم أكرمه الفنان يحيى مكي باغنية (قال لي الزين) وهي من كلمات التربوي الكبير نجيب جعفر أمان، رحمه الله.

لجنة الإذاعة تجيز جعفر عبدالوهاب

أفاد جعفر عبدالوهاب بأن لجنة إذاعة عدن المكونة من الأساتذة لطفي جعفر أمان وعلوي السقاف وعبدالحميد سلام وعبدالله عزعزي أجازته مغنيا ومنحته درجة (ممتاز) صوتاً، وسجل للإذاعة أغنية (شو عمل بك قلبي) وهي من كلمات مصطفى خضر وألحان حسن فقيه، وأغنية (الليل كله) وهي من كلمات هيثم ناصر ميسري وألحان يحيى مكي.

جعفر عبدالوهاب وأعمال مشتركة مع يوسف أحمد سالم

شاءت الظروف أن تجمع جعفر عبدالوهاب ويوسف أحمد سالم في أعمال مشتركة حيث قام يوسف بتلحين (ايش زعلك) و(فرحة العيد) وهما من كلمات عبدالله عبدالكريم وأغنية (ياللي أنا بهواك) وهي من كلمات لطفي جعفر أمان. حقق جعفر عبدالوهاب قدرا من الانتشار في دنيا الغناء وأنعم عليه بعض المعجبين لقب «شادي الجنوب» تيمنا بـ «شادي الخليج».

جعفر عبدالوهاب يغني على مسرح عبدالوهاب

تأسس تلفزيون عدن عام 1964م وابتسم الحظ للفنان جعفر عبدالوهاب وذلك بإتاحة إدارة التلفزيون الفرحة لفناننا جعفر بتسجيل عدد من الأغاني إلى جانب مشاركته في (جنة الألحان) وهي سهرة تلفزيونية كان يحييها تلفزيون عدن مساء كل خميس. شارك جعفر عبدالوهاب في الغناء على مسرح البادري الشهير بكريتر وكذا مسرح الشعب الوطني الاتحادي في منطقة القطيع بكريتر، ويضيف جعفر عبدالوهاب: «وهو مسرح أعطانا اياه حسين بيومي، وكنت أحد مؤسسي هذا المسرح باسم (هيئة التمثيل والمسرح) التي كان يرأسها الصحفي الراحل محمد رشيد وتكونت الهيئة الإدارية مني ومن محمود حمزي ومحمود اربد ونديم عوض ومحمد سعيد منصر وعبدالحميد فارع وشكيب عوض».

جعفر عبدالوهاب وأعمال مشتركة مع عبدالله عبدالكريم

ورد في حديث الفنان جعفر عبدالوهاب بأن هناك عملين موثقين له وهما (بعد هجرانك) و(مجالس الشعب) وهما من ألحان الفنان القدير الراحل أحمد محمد ناجي، وفي العام 1969م بدأ جعفر تجربته مع التلحين وساعده في ذلك الشاعر عبدالله عبدالكريم الذي قدم له عددا من النصوص منها (في غيبتك) و(بعد الحبيب) و(لما التقي بك) و(يمن الصمود) و(قلوب الناس)، كما قام بتلحين أغنيتين للشاعر اسكندر عبده قاسم هما (المستحيل) و(الأجل المليح).

جعفر عبدالوهاب وفرقة النقابة العمالية

في العام 1983م توقف جعفر عبدالوهاب عن التلحين والغناء لفترة قصيرة لأسباب شخصية ثم عاد عند تأسيس فرقة النقابة العمالية وشارك في قيادتها مع زملائه علي حسن دعبش وشكيب جمن وفضل كريدي، وكانوا من خلال الفرقة يحيون حفلات شعبية وحفلات في المعسكرات في المناسبات الوطنية. يختتم جعفر عبدالوهاب إفادته بالقول: «وطوال مشواري الفني الذي مازال مستمرا، تعاملت كذلك مع الشعراء محسن علي بريك ومحمد سيف كبشي ومحمد حسن الشميري وعبدالكريم مريد ويوسف مهيوب سلطان وغيرهم».

الباحث الموسيقي عبدالقادر قائد في شهادته للتاريخ

في سياق الفعالية المشار إليها سلفا قدم الفنان والباحث الموسيقى عبدالقادر أحمد قائد شهادته للتاريخ فقال: «جعفر عبدالوهاب واحد من الذين شاركوا في إرساء قواعد وأسس اللون الغنائي الحديث في عدن ولكن الإعلام ظلمه كثيرا رغم أنه تعامل مع عدد غير قليل من جيل الرواد..».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى