حريقا خلال النصف الاول من العام الحالي في عدن أسبابها متكررة وإجمالي خسائرها 7835000 ريال

> «الأيام» كفى الهاشلي:

> كارثة تقضي على الاخضر واليابس، أسبابها متعددة ونتائجها واحدة، أرواح تزهق، منازل تخرب وفي أقل الحالات تخدش الملامح البريئة لبني البشر من لفحة شرارها، ومهما كانت نقطة انطلاقتها إلا أن حجم الخسائر يتوقف على لحظة إنذار الجهات المعنية لتهب لنجدة المواطنين.. إنها الحرائق ذلك الشبح الضخم الذي يلتهم بشراهة كل شيء يعترض طريقه حتى تحتضنه وسائل الاخماد وتعانقه عناق (من الحب ما قتل) فينتهي فصل الدمار لتبدأ لحظات الإسعاف من الأخطار التي خلّفها وراءه.

وعدن خلال النصف الأول من العام الجاري شهدت اثنين وستين حريقا تكررت أسبابها في عموم المديريات، ولكن أعظمها كان في مديرية المعلا قبل أسابيع، لذا توقفنا في لقاء مع الدفاع المدني الذي يقع عليه عبء عملية الإنقاذ، وكان لنا هذا الحوار مع العقيد م. محمد عبده، مدير الدفاع المدني بعدن في السطور التالية:

التماس الكهربائي واللا مبالاة

عرج العقيد محمد علي أسباب الحرائق قائلا: للحريق ثلاثة عناصر، أولها المادة وهي أخشاب، أوراق...إلخ، وثانيها الحرارة، والعنصر الثالث هو الأكسجين ومتى ما اجتمعت يحدث الحريق ويتكون سواء أكان في المواد الصلبة أو السائلة أو الغازية، فترمى السجائر دون مبالاة وتترك الأجهزة الكهربائية دون إطفاء وتهمل الشموع، ناهيك عن الصواعق أو الاحتكاك بين بعض المواد التي تنتج شرارا يولد حريقا، وتتكرر هذه الأسباب وخاصة التماس الكهربائي والإهمال.. أما لو تحدثنا عن كيفية تفادي تلك الحرائق فإنه يتم بالطرق الآتية:

- الربط السليم لأسلاك الكهرباء وألا تكون ثلاثة أو أربعة تحمل في خط واحد أو أن تستخدم أجهزة في المنزل طاقتها تفوق قدرة الأسلاك، وهذا يحدث كثيرا.

- وعي المواطن بكيفية التعامل مع الحرائق، فلا بد أن يقوم المواطن بإغلاق الكهرباء ووضع طفاية حرائق وصندوق إسعافات أولية في المنزل.

ماذا يعمل المواطن عند اندلاع الحريق؟

وطرح العقيد خمس نصائح للمواطنين قائلا: عند حدوث الحريق على المواطن أن يتبع ما يلي:

- التخلص من كل المخلفات مثل الألواح عديمة الفائدة.

- التخلص من القماش المبلل بالغاز أو الأوراق أو أي شيء يساعد على زيادة الحرائق.

- التخلص من كل ما من شأنه زيادة الحرائق في سلم البناية.

- أن يتم الإبلاغ السريع عن الحريق وتحديد مكانه بدقة.

- إغلاق الأبواب والنوافذ حتى لا يتوفر الأكسجين الكافي لزيادة الحريق وخروج سكان البناية لأقرب مكان يسهل إنقاذهم منه.

حريق المعلا أقل خسائر من الخساف

واعتبر الإبلاغ السريع الذي تسلمه الدفاع المدني عن حريق عمارة ظفار في المعلا أهم سبب في قلة الخسائر مقارنة بالحريق الذي لحق بإحدى بنايات الخساف العام الماضي قائلا: تلقينا البلاغ سريعا جدا بحدوث الحريق في المعلا ووصلنا للمكان وتم إطفاء الحريق خلال خمس دقائق مع أنه كان كحريق الخساف، يعني بدأ من التماس ثم اندلع في البناية وانتقل إلى السلم، وبالتالي فإن الإبلاغ السريع يلعب دورا بارزا، ففي حريق الخساف وصل البلاغ بعد 25 دقيقة وهذا وقت كاف لاستفحال المسألة وصعوبة إخماد النيران.وعلى المواطنين الانتباه لأرقام الدفاع المدني ومعرفتها جيدا، وأما الموجودون في مكان الحريق فلهم صراحة دور إيجابي في اندفاعهم نحو المساعدة لرجال الدفع المدني، ولكن في المقابل يقع عليهم التصرف السلبي في التجمهر حول مكان الحدث، وبالتالي إعاقة حركة رجال الدفاع المدني وعدم تسهيل مهمتهم وعدم مقدرتهم على وضع المعدات في المكان المناسب، ونحن نعلم أنهم يريدون المساعدة ولكن يفضل أن ينتظروا الطلب من الدفاع المدني لأن التدخل أحيانا يؤدي لعدم استخدام المعدات بشكل سليم.

مستوى الحرائق في مديريات عدن

واستعرض العقيد محمد تقريرا يوضح عدد الحرائق التي تمت منذ مطلع العام وحتى الشهر الجاري قائلاً: هذا التقرير يبين أنه خلال الفترة من يناير وحتى يوليو شهدت عدن 62 حريقا، أربعة في البريقة ومثلها في المنصورة، وفي التواهي ستة، والمعلا ثمانية، بينما صيرة تسعة، وخورمكسر أحد عشر، ودار سعد سبعة، أما مديرية الشيخ عثمان ففيها أعلى مستوى للحرائق إذ بلغ 13 حريقا ويعود ذلك لأنها منطقة مزدحمة وكثيرة العشوائية كما يلعب وعي المواطن دورًا بارزاً في قلة الحرائق، وإجمالي الخسائر المادية لتلك الحرائق بلغ 7.835.000 ريال.

الدفاع المدني مؤهل ويحتاج لدعم الجميع

وحول مدى جاهزية الدفاع المدني قال: هناك تأهيل وتدريب مستمر لرجال الدفاع المدني لجعله على استعداد مناسب لأي ظروف، ونحن نقوم بدورات متعددة لتدريب رجال الدفاع المدني كما نقدم دورات توعية في المدارس وبعض المرافق لأننا نؤمن أن مادة الدفاع المدني يجب أن يعرفها كل المواطنين، فهي طريق السلامة ولذا نحن نتطلع إلى أن يتم تدريسها لكافة المراحل التعليمية من المستوى الأول وحتى الجامعة لرفع مستوى وعي المواطنين بكيفية التعامل مع الحرائق والفيضانات...إلخ، كما أننا نأمل من كافة المؤسسات العامة والمجلس المحلي والمحافظة وبيوت المال بأن يدعموا الدفاع المدني ليتحصل على معدات حديثة يتسنى من خلالها مواكبة العصر في تسهيل وسرعة عملية الانقاد.

لا بد من الاستعداد للفيضانات

واعتبر التغيرات التي شهدتها المناطق اليمنية بفعل تغيرات المناخ التي حدثت في البحر العربي وما أحدثته في الدول المجاورة تجعل اليمن أمام احتمال حدوث تلك الكوارث وبالتالي لا بد من الاستعداد الجيد لها، وقال: نحن في تواصل مع كافة الأجهزة المختصة بهذا الشأن، مع الارصاد الجوي والمسح الجوي وخفر السواحل، لتجنب أي أخطاء متوقع حدوثها، وعلى المواطنين الابتعاد عن مكان الكوارث والفيضانات حال حدوثها وفصل أجهزة الكهرباء وإيقاف السيارة إذا كان يسير بها وعدم العودة لمكان سكنه حتى يتم تفقد المكان من الجهات المختصة وتحديد زمان العودة.

إشاعات عن الدفاع المدني

وأشار العقيد محمد إلى إشاعات يجب عدم تصديقها وهي:

- تقاضي رجال الدفاع المدني مبالغ مالية مقابل الإطفاء، وهو كلام غير صحيح نفاه جملة وتفصيلاً.

- وصول سيارات الدفاع المدني دون ماء، حيث قال: السيارة تسع كمية تقدر -10 12 ألف لتر ماء وهذا ينفد خلال دقيقتين وبالتالي يعتقد المواطنون أن السيارة جاءت دون ماء وكان في السابق يتم التعامل مع المحابس.

لكنها الآن غير مؤهلة في المحافظة وهي بحاجة لصيانة.

- وصول الدفاع المدني متأخراً .. وقال:الدفاع يتحرك فور وصول البلاغ ولكن المواطن الموجود في مكان الحريق يرى وقت اندلاع الحريق ووقت وصول الدفاع المدني ويحكم عليه بالتأخير ولا يدرك أن بينهما وقتا ومسافة الطريق والأهم وقت وصول البلاغ.

وفي الأخير تبقى الارقام التالية هي الوسيلة التي يجب استخدامها حال حدوث الحريق في أي مكان وزمان وهي: 191 الطوارئ المدني و199 الأمن العام أو 222 222 طوارئ الدفاع المدني مع سرعة الإبلاغ أياً كان حجم الحريق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى