فيما بدا المشهد أكثر ضبابية:معاشات المتقاعدين في أبين يكتنفها الغموض ويلفها شبح الضياع

> «الأيام» شكري حسين:

>
ما يزال الغموض يكتنف (مصير) رواتب المئات من المتقاعدين العسكريين وأسر الشهداء بمحافظة أبين الذين وجدوا أنفسهم بين ضحية وعشاها (أسرى) على ما يبدو لفضيحة (تحايل) انبعث منها روائح (الاتهامات) المتبادلة التي ستفصح عنها التحقيقات لاحقاً.

وبدا المشهد يوم أمس الأول أكثر ضبابية بعدما تعالت (صيحات) الغضب وعمت الجموع المتجمهرة أمام إدارة البحث الجنائي بالمحافظة حالة (سخط) عارمة بعد أن عجزت السلطة المحلية بالمحافظة عن إيجاد حل للمشكلة القائمة منذ 8 أيام.

أصل المشكلة

بدأت المشكلة عندما عجز المندوب العسكري والموكل باستلام معاشات المتقاعدين الأخ صالح عبدالله أحمد عن تسليم رواتب شهر يونيو 2007م بعد ما قام بنك التسليف الزراعي في المحافظة بتوقيف مرتبات ومعاشات المتقاعدين بحجة (ضمان) حق البنك في تسديد الأقساط التي يرفضها المتقاعدون رفضاً قاطعاً ولا يعترفون بها بل ويعتبرونها (حيلة) يهدف البنك والصراف من خلالها إلى الالتفاف حول رواتبهم وحرمانهم من حقوقهم.

ويبدو أن أسماء الكثير من المتقاعدين قد (زج) بها في أتون قروض لا يعلمون عنها شيئاً بعد أن تمكن المندوب العسكري من استخراج وكالات جماعية نال على إثرها ملايين الريالات وصلت كما أفصح عنها أكثر من واحد إلى أكثر من (50) مليون ريال مما يعني أن جهات كثيرة قد ساهمت في الأزمة القائمة الآن والتي (يكتوي) بنيرانها المتقاعدون وأسر وأبناء الشهداء وحدهم دون غيرهم. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: كيف يقبل البنك وكالات جماعية دون علم الأشخاص المعنيين بالأمر.. وهل الموكل باستلام معاشات المتقاعدين يحمل أيضاً توكيلاً باستخراج قروض بأسمائهم حتى يسهل له البنك المعاملة؟؟

ملحوظة (المتقاعدون يؤكدون أنه موكل فقط باستلام معاشاتهم). وهل جرى الأمر بحسب النظام المتعارف عليه في مثل هكذا إجراء عبر رسالة رسمية من المرفق المختص بصاحب طلب القرض أم لا؟

أليس من الأحرى أن يتم ذلك وفق النظم برسالة من جهة عمله ومنها إلى البنك.. إذن كيف جاءت القروض ولمصلحة من يتم سحب أقساط من معاشات المتقاعدين دون علمهم؟

الغريب كما أكد لنا الكثيرون أن الوكالات معمدة من أمين المنطقة والدائرة التي يتسلم عبرها المتقاعدون معاشاتهم فهل هذا يعني أنهم متورطون أيضاً في المشكلة؟

المصائب لا تأتي فرادى

على طريقة المصائب التي لا تأتي فرادى لم يتوقف أمر هؤلاء المتقاعدون عند محطة المشكلة الدائرة مع بنك التسليف الزراعي بل تعداه إلى البريد العام حيث تم صرف قسائم (بدل فاقد) رغم أنه لم تكن هناك فواقد كما أكد غير واحد ولم يكن هناك بلاغ إلى الجهات المعنية بضياعها أو حتى رسالة تشير إلى ذلك الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات عن كيفية صرف مبالغ طائلة بلغت ملايين الريالات. وهل تم التأكد من ضياع القسائم حتى يتم صرفها كبدل فاقد أم أن الأمر قد دبر بليل.. وهل يعلم الأخ عبد العظيم القدسي مدير البريد العام (عدن، لحج، أبين، الضالع) بما يجري في بعض الفروع؟ وإن كان يعلم فتلك مصيبة وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم!

وقفات مهمة

- المتقاعدون في أبين وأبناء أسر الشهداء يضعون مشكلتهم على طاولة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح الذي يتوسمون فيه معالجة مشكلتهم في أسرع وقت ممكن.

-المشكلة مع بنك التسليف الزراعي أثارت غضب المتقاعدين فقطعوا الطريق المؤدي إلى عدن قبل 4 أيام بعدما فوجئوا أن عليهم قروضاً في البنك بلغت من (150-120) ألفاً لا يعرفون عنها شيئاً.. فهل تنتظر السلطة المحلية في المحافظة ردة فعل أقوى من ذلك حتى تبادر بمعالجة المشكلة قبل تفاقمها.

- السلطة المحلية في أبين وفور عملية قطع الطريق وجهت بصرف مليوني ريال استفاد منها بعض المتقاعدين، فيما لا يزال الآخرون في حالة انتظار فهل تجدي عملية الترقيع هذه.. أتصور أنها لن تغطي الجسد العاري.

- المعلومات الأولية أكدت أن المندوب كان يقترض مبالغ كبيرة من أصحاب المحلات التجارية بسداد معاشات المتقاعدين ولما عجز خلال شهر يونيو المنصرم فاحت روائح الأقساط والقروض وقسائم بدل الفاقد.

- أتصور أن تسليم معاشات المتقاعدين بأسرع وقت ممكن أمر مهم جداً درءاً لما هو أسوأ ومحاسبة المتسببين في المشكلة حتى تتضح الصورة.

- بعض المتقاعدين شملهم قرار رئيس الجمهورية بإعادتهم إلى وحداتهم العسكرية لكن كروتهم العسكرية مع الصراف القابع في سجن البحث الجنائي بالمحافظة.

- شر البلية ما يضحك ولقد عجبت عندما خاطبني أحد أبناء المتوفين بقوله: (طلع على والدي قرض ويطالبونني بدفع الأقساط ولا أدري إن كان قد طلب القرض وهو في قبره أم أنه قد خاطبهم من خلف الستار؟!

- هناك أسماء أخذت قروضاً وأخرى لم تأخذ لكن الكل يصيح فالذين استلموا استغربوا المبالغ الزائدة التي عليهم والذين لم يستلموا كانت فاجعتهم أفدح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى