تلفزيون عدن (القناة الثانية)وجزاء سنمار!

> «الأيام» عامر علي سلام:

> تلفزيون عدن الذي يعد من أقدم التلفزيونات العربية، إحدى القنوات الإعلامية التي مازالت تعاني حتى اليوم من عقد (الشرعية) في أذهان أصحاب سلطة القرار السياسي والإعلامي.. القرار الذي بدأ بتحويل تلفزيون عدن أو ما يتعارف عليه بالقناة الثانية إلى قناة أرضية رئيسة تغطي الأخبار المحلية ويصل إرسالها عبر الميكروييف إلى كل محافظات الجمهورية، والذي ظل يراوح في مكانه (في بداية الأمر) منذ أن أعلن ذلك على الناس عبر التلفزيون من خلال حديث خاص لرئيس الجمهورية فخامة الأخ علي عبدالله صالح أمام الحكومة اليمنية في عام 2003م، ليتحول على مضض في تجربة تحويلية تم فيها تغيير حتى اسم القناة إلى قناة (22 مايو) من قبل وزارة الإعلام بقيادة الوزير السابق حسين العواضي والتي لم تستمر لأكثر من ستة أشهر وفجأة ودون علم القائمين عليها تم قطع إرسالها(الشامل) للوطن بكل سهولة!! وعادت إلى حالتها السابقة.. قناة تلفزيونية لا يصل إرسالها لأكثر من حدود محافظة عدن طبيعياً ولا تملك حتى حق المنافسة الطبيعية كقناة يمنية أرضية تأسست عام 1964م.. وفي ظل طاقة تشغيلية تفتقر لمقومات الاستمرارية والتطور!! وظهر للعيان حينها أن وزارة الإعلام وقيادة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون لا ترغبان بأن تتحول القناة الثانية/عدن حتى بتسميتها الجديدة (قناة 22 مايو) إلى قناة رئيسية أرضية!! ونقول ربما لارتباطها بإرث سياسي وثقافي ماض (إرث لا يتوافق معهم إعلامياً كما يعتقدون).. وما زال ماثلاً في أذهان أصحاب القرار السياسي والإعلامي في صنعاء.. أو لماذا هذا التجاهل والتسويف حتى الآن لتصبح قناة عدن (الثانية) القناة الفضائية اليمنية (الثانية)؟! أو ربما في تجربتهم السابقة لقناة (22 مايو) توهموا أنهم يفقدون السيطرة على القناة الرئيسية المفترضة التي تديرها كوادر إعلامية مهنية وذات تطلع إعلامي معاصر أكثر انفتاحاً، رغم أن قناة عدن في مادتها السياسية المحدودة أكثر اتساقاً مع المواقف السياسية للسلطة.. وأكثر تجاوباً.. بل تظهر أحياناً أكثر مبالغة في ذلك، بينما موادها الثقافية والاجتماعية والمنوعة- على تواضعها المحدود - تبدو منفتحة قياساً بالنمط المفروض على شكل ومضمون المادة التلفزيونية اليمنية عموماً!!

وبعد التضارب الرئاسي (كقرار) والخلاف الحكومي السابق في حكومة باجمال.. والتراجع عن أن تصبح قناة عدن (الثانية) قناة محلية رئيسية (في عهد العواضي) أصبحت طوال السنوات الأربع الأخيرة (كعقدة في المنشار الإعلامي) واختياراً واختباراً صعباً لعقدة الشرعية (التي مورست عليها وعلى كثير من المؤسسات) تحول ذلكم التراجع من تراجع إعلامي- مهني إلى قرار سياسي جمهوري (في طيء الكتمان)!!

فهل مازال تلفزيون عدن أمام اختبار عقدة الشرعية التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عشر عاماً وحتى اليوم؟!، خاصة وأن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون وقناة صنعاء (الفضائية/ الأولى) بحاجة إلى إصلاح جوهري في إدارتيهما واعتماد معايير المهنية البحتة والتأهيل والإبداع والتميز في اختيار العاملين والكوادر الإعلامية المجربة وتسخير المخصصات المالية المتاحة للبرامج التلفزيونية والنشاط الإبداعي، وليس كما كان يحدث حتى قبل تغيير مدير عام المؤسسة أخيراً وتعيين د. عبدالله الزلب، ظلت المؤسسة اليمنية العامة للإذاعة والتلفزيون تلتهم بجانبها الإداري والخدمي الحصة الأكبر من ميزانية المؤسسة والتلفزيون اليمني بقناتيه الفضائية (الأولى) والثانية/عدن وإذاعتي صنعاء (البرنامج الأول) وعدن (البرنامج الثاني) وما تبعها أخيراً من إذاعات محلية في محافظات عدة، والتي تبلغ المليارات!!

فإلى متى تظل القناة الثانية (تلفزيون عدن) تحلم بواقع الصعود إلى الفضاء (كحلم موعود بقرار جمهوري) تحملت قيادتها (كقطاع تلفزيون تابع) طوال الفترات الماضية- منذ حرب صيف عام 1994 حتى عام 2004م- كل عوامل التجاهل والهضم لمستحقاتها التقنية والهندسية والطبيعية (في إرسالها وعودته) والمالية والإدارية والتأهيلية.. حتى درجة الاستخفاف في ميزانيتها البرامجية والتشغيلية لتصل إلى ميزانية برنامج واحد من برامج الفضائية اليمنية خلال شهر رمضان العام الماضي!!

فهل هذا هو جزاء سنمار لقناة تلفزيونية عريقة تأسست عام 1964 وواكبت كل التحولات السياسية والاقتصادية بعد الاستقلال(1967)، وكانت حاضرة بروحها وعبق إعلامها المتميز عندما رفعت في عدن راية الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو المجيد عام 1990.. وقدمت بكل تواضع وبإمكانيات أصعب من أن تساير تقنية العصر وتكنولوجيا الصورة الرقمية برامج وطنية وسهرات تلفزيونية ومباريات عالمية ومحلية.. عجزت شقيقتها الفضائية عن أن تقدم مثلها!! وكانت حاضرة في كل مهرجانات الوحدة واحتفالات بلادنا بأعياد (22مايو) الأخيرة في المكلا والحديدة وإب.. تنقل الصورة والحدث.. وتتزامن ببرامجها وأخبارها وساعات بثها من صباح كل يوم حتى ساعات متأخرة من الليل مع كل أحداث الوطن.. ومجالات إبداعاتها التلفزيونية ببرامج ونشرات تتواصل ولو بأقل تكلفة تذكر!!

وهاهي اليوم تنتظر من قيادتنا السياسية والإعلامية أن تفتح لها آفاق السماء وتُذلل لها صعوبات واقعها التلفزيوني (الهندسي) والإرسالي المرير بإرادة قائد مسيرتنا فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. وتفهم رجل الإعلام القدير الأستاذ حسن اللوزي وزير الإعلام، ومن قيادة المؤسسة الجديدة بإدارة الدكتور عبدالله الزلب لتغدو الفضائية اليمنية (الثانية) بمقومات العصر والتحديث الرقمي والإعلام الهادف!! في مبنى يليق بتاريخها العريق وهي التي تمتلك من الخبرات والكوادر الإعلامية التي بلغت بأصواتها تلفزيونات عربية عدة.. وبحضور متميز!! وتمتلك أيضاً من الخبرات الهندسية والفنية القادرة على العمل ومواكبة تقنيات العصر واستطاعت أيضاً أن تمتلك القيادة الإعلامية التي أثبتت جدارتها وصبرها.. وتحمل المسؤولية في أسوأ الظروف التي مرت بها ومازالت تمر بها..حتى لا تفقد وجودها الإعلامي من ساحة الوطن (نهائياً).. أو يفقد أكثر من ألف موظف (تقريباً) وظيفته الفعلية ولقمة عيشه.فالقناة الثانية (تلفزيون عدن ) وقيادتها الإعلامية وكوادرها الإبداعية والهندسية لا تستحق من هذا الوطن.. وطن الثاني والعشرين من مايو المجيد.. جزاء سنمار!! ولا تستحق هذه القناة المثابرة أن تظل في قائمة الانتظار.. في ظل هذا الحراك الإعلامي التلفزيوني والإذاعي على المستوى الخاص لإعلام الجمهورية اليمنية.. أو العام لوطننا العربي!! وهي من القنوات التلفزيونية الرائدة في وطننا العربي الكبير التي يجب أن نعتز بها في قائمة الأوائل.. ورائد من رواد إعلام محافظة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى