بلير يبدأ «مهمة مستحيلة» في الشرق الأوسط

> القدس «الأيام» آدم إنتوس:

> يبدأ توني بلير زيارته الأولى للمنطقة كمبعوث للشرق الأوسط اليوم الاثنين آملا أن يتمكن من المساعدة في تغيير 60 عاما من الإخفاقات المستمرة في صنع السلام منذ أن أنهت بريطانيا انتدابها على فلسطين.

وبالفعل أطلق متشككون وصف “المهمة المستحيلة” على مهمة رئيس الوزراء المتقاعد.

وطلب منه أعضاء لجنة الوساطة الرباعية الدولية المعنية بالسلام في الشرق الأوسط وهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا أن يقدم بحلول سبتمبر خطة أولية لبناء مؤسسات الحكم المطلوبة لإقامة دولة فلسطينية تتوافر لها مقومات الاستمرار إلى جانب إسرائيل.

وقال دبلوماسي غربي كبير أمس الأحد إن ذلك التكليف المحدود الذي سيناقشه مع الزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين في زيارة لا تتجاوز مدتها 48 ساعة قد يتسع لاحقا ليصبح دورا مباشرا في عملية السلام بين الطرفين.

وقال متحدث باسم الزعيم البريطاني السابق إن بلير “سيأتي (هذا الأسبوع) للإصغاء”.

ويواجه بلير عقبات خطيرة أمام نجاحه في دور مني كل أسلافه فيه بالفشل.

وأصبح هدف إقامة دولة فلسطينية أبعد من أي وقت مضى مع انقسام الأراضي الفلسطينية بين قطاع غزة الواقع تحت سيطرة حماس والضفة الغربية المحتلة التي تتسم بحضور قوي لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس.

وربما كانت الحكومة الإسرائيلية ضعيفة لدرجة لا تسمح لها بتقديم تنازلات مثل تفكيك المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وبالإضافة إلى ذلك يشعر كثير من العرب بالاستياء من دور بلير في غزو العراق وما زالت الرباعية منقسمة بشأن منحه دورا تفاوضيا أوسع.

وربما كانت الورقة التي في صالحه هي رغبة الزعماء الملحة في كلا الجانبين في زيادة أسهمهم في الداخل من خلال إظهار التقدم نحو تحقيق السلام.

ومن الممكن أيضا أن تمنحه علاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي جورج بوش دعما إضافيا.

ونجح بلير البالغ من العمر 54 عاما في تحقيق السلام في آيرلندا الشمالية عندما كان رئيسا للحكومة البريطانية.

وقال في لشبونة بعد لقائه بوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس وسائر ممثلي الرباعية الأسبوع الماضي “آمل أن أستطيع تقديم شيء يسهم في التوصل إلى حل لهذه القضية التي تتسم بأهمية بالغة بالنسبة للعالم.” ويريد عباس من بلير الضغط على إسرائيل لتخفيف قبضتها العسكرية على الضفة الغربية واتخاذ خطوات لتسريع وتيرة المفاوضات.

وتقول حماس التي تغلبت على قوات عباس في غزة الشهر الماضي إن الزعيم البريطاني السابق منحاز لإسرائيل وإن مهمته مآلها حتما إلى الفشل.

وقال جيمس وولفنسون رئيس البنك الدولي الأسبق والذي استقال من منصب مبعوث الرباعية قبل أكثر من عام بسبب الإحباط إنه يشعر بالقلق بسبب السلطة المنقوصة الممنوحة لبلير.

لكن وولفنسون قال في معرض رده على سؤال من صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن توقعاته إن “فرصته أفضل من فرصتي.

إنه أقرب لجورج بوش.

وكان رئيسا للوزراء.

لا أعتقد أن هناك الكثير من الوقت.

“لكننا محظوظون لأن لدينا شخصا ذا خبرة.” وقال دبلوماسي غربي كبير إن بلير وعد في لشبونة “بالتركيز الشديد” لتعويض تكليفه المحدود.

وبدلا من دور واسع في عملية السلام طلبت الرباعية من بلير جمع أموال للفلسطينيين والمساعدة في بناء مؤسساتهم الحاكمة وتعزيز تنمية اقتصادهم.

لكن الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته قال إن بلير سيحصل على الأرجح على دور وساطة سياسي على الرغم من ممانعة الولايات المتحدة.

وقال الدبلوماسي “واضح تماما أنه لن يتقيد بالتعريف الضيق لمهمته.

“إذا رأى فرصا أكبر فسيبادر لاهتبالها.” ومن الممكن أن يضع ذلك بلير في مسار تصادمي مع إسرائيل التي عارضت حتى الآن الضغوط الأمريكية لتقديم تنازلات والتفاوض حول قضايا الوضع النهائي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مطلع الأسبوع إن إسرائيل سيتعين عليها الانسحاب من “ مناطق كثيرة” في الضفة الغربية وأشار إلى أن ذلك لن يتحقق إلا عبر المفاوضات.

وسيلتقي بلير اليوم بوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ومسؤولين آخرين في القدس. ويلتقي بعباس ورئيس حكومته الجديد سلام فياض في رام الله يوم غد الثلاثاء وسيعقد اجتماعا منفردا مع أولمرت في تلك الليلة.

ومن المتوقع أن يعود بلير إلى الشرق الأوسط في أوائل سبتمبر في زيارة قد تستغرق أسبوعين لإكمال خطة عمل سيقدمها للرباعية في أواخر سبتمبر على الأرجح.

ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى عقد مؤتمر دولي عن الشرق الأوسط كان بوش أعلن عنه الأسبوع الماضي وما زال في مراحل التخطيط.

رويترز...شارك في التغطية نضال المغربي في غزة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى