بلير في اسرائيل لبدء "مهمته المستحيلة"

> القدس «الأيام» الستير ماكدونالد :

>
توني بلير مع وزيرة الخارجية الاسرئيلية تسيبي ليفني
توني بلير مع وزيرة الخارجية الاسرئيلية تسيبي ليفني
وصل توني بلير إلى اسرائيل في اول زيارة له كمبعوث دولي أمس الإثنين على امل المساعدة في انهاء 60 عاما من الفشل في صناعة السلام منذ انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين واعلان قيام الدولة العبرية.

و"المهمة المستحيلة" هو ما اطلقه المتشككون على تفويض رئيس الوزراء البريطاني السابق كمبعوث للجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المشكلة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا,ولكن بلير قال انه يأمل في المساعدة على حل مشكلة عالمية خطيرة.

ووصف المتحدث باسمه الاجتماع في عمان مع وزير الخارجية الاردني عبد الإله الخطيب بانه "ايجابي" قبل ان يتوجه بلير الى تل ابيب لعقد اجتماعات في وقت لاحق في القدس.

ومن المقرر ان يتوجه الخطيب ونظيره المصري الى اسرائيل يوم الاربعاء في زيارة هامة للترويج لاقتراح سلام مطروح من الجامعة العربية.

ومن غير المتوقع ان يصدر بلير سوى القليل من التصريحات العلنية. وقال متحدث باسم بلير إنه "يحضر من اجل الاستماع".

وسيلتقي بوزيري الخارجية والدفاع الاسرائيليين كما سيجتمع مع دبلوماسي امريكي بارز في القدس اليوم قبل ان يجري محادثات غدا الثلاثاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في القدس ومع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.

ورغم انه تحدث هو نفسه الاسبوع الماضي عن اماله في تحقيق تقدم الا ان احساسا يسود المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني بان هذا الموقف تكرر من قبل والصحف الفلسطينية والاسرائيلية التي خصصت مكانا لزيارته لم تبد اي تفاؤل بشأنها.

وطلبت اللجنة الرباعية من بلير ان يقدم بحلول سبتمبر ايلول خطة مبدئية لبناء مؤسسات الحكم المطلوبة لاقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء الى جانب اسرائيل.

ولكن دبلوماسيين قالوا ان هذا التفويض المحدود يمكن ان يتسع الى دور اكثر مباشرة في عملية السلام بين الاطراف المعنية.

واوضحت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت ان اسرائيل تنظر الى دور بلير على انه دور لدعم المؤسسات الفلسطينية. وقالت للصحفيين "ان رؤية قدرتهم على الحكم تزيد ستساعد تحديدا المسار الثنائي."

ويواجه بلير عقبات كبيرة للنجاح في دور قضى على جهود سلفه. والدولة الفلسطينية تبدو ابعد من اي وقت مضى مع انقسامات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وحركة فتح التي يتزعمها عباس وتسيطر على الضفة الغربية المحتلة.

وقد تكون حكومة اسرائيل أضعف من أن تقدم تنازلات مثل الانسحاب من المستوطنات الاسرائيلية. والعديد من العرب يشعرون بالاستياء من دور بلير في غزو العراق واللجنة الرباعية منقسمة حول ما اذا كان يتعين منحه تفويضا اوسع بالتفاوض.

وقد يكون في صالحه تطلع الزعماء على الجانبين الى رفع مكاسبهم في الداخل باظهار تقدم نحو السلام.

وقد تعطي علاقته الوثيقة بالرئيس الامريكي جورج بوش نفوذا مضافا الى بلير (54 عاما) الذي نجح في تحقيق السلام في ساحته الخلفية ايرلندا الشمالية.

ويريد عباس من بلير ان يضغط على اسرائيل لتخفف قبضتها العسكرية على الضفة الغربية واتخاذ خطوات للاسراع بوتيرة المفاوضات.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس في غزة ان بلير يجب ان يتعامل مع الحركة الاسلامية ويتجنب الكيل بمكيالين.

وبدلا من دور موسع لصنع السلام طلبت اللجنة الرباعية من بلير جمع اموال للفلسطينين والمساعدة في بناء مؤسسات الحكم وتشجيع التنمية الاقتصادية لديهم.

غير ان دبلوماسيين قالوا ان بلير من المرجح ان يحصل على دور وساطة سياسية على الرغم من الارتياب الامريكي.

ويفضل المسؤولون الاسرائيليون بصفة عامة تفويضا اضيق لبلير يترك الولايات المتحدة مسؤولة عن اي محادثات.

(شارك في التغطية سليمان الخالدي في عمان ونضال المغربي في غزة ومحمد السعدي ووفاء عمر في رام الله وادم انتوس في القدس) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى