14 قتيلا على الاقل في عملية انتحارية اعقبت احتلال المسجد الاحمر في اسلام اباد

> إسلام أباد «الأيام» نصير جعفري ورنا جواد :

>
قتل 14 شخصا على الاقل واصيب نحو خمسين آخرين بجروح في تفجير انتحاري أمس الجمعة في اسلام اباد تزامن مع عودة متشددين اسلاميين الى التمركز في المسجد الاحمر بعد اسبوعين على تمكن الجيش اثر هجوم دموي من طرد متطرفين مسلحين كانوا تحصنوا بداخله.

وفجر انتحاري بعد الظهر حزام متفجرات كان بحوزته وسط عدد من رجال الشرطة كانوا يستريحون على مقربة من احد الاسواق التجارية الرئيسية في وسط العاصمة، بعدما خاضوا مواجهات امام المسجد الاحمر المجاور.

وقال ضابط في الشرطة لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته ان 14 شخصا على الاقل بينهم سبعة من رجال الشرطة قتلوا في الانفجار. وكانت حصيلة رسمية سابقة تحدثت عن 13 قتيلا وخمسين جريحا.

وتناثرت اشلاء بشرية في مكان الانفجار وقال شهود لوكالة فرانس برس انهم شاهدوا اطرافا بشرية تطايرت على بعد عشرات الامتار نتيجة شدة الانفجار.

وقال احد الشهود ويدعى سيف الله بينما كانت يداه ملطختين بالدماء "لقد حصل انفجار هائل. نقلت بنفسي جثث ثلاثة مدنيين وثلاثة شرطيين على الاقل الى سيارات الاسعاف".

وكانت عناصر الشرطة التي استهدفها هذا الانفجار جزءا من قوات مكافحة الشغب التي تم استقدامها بعيد الظهر اثر استغلال مئات المتشددين اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاحمر للسيطرة عليه. وبعد الانفجار تم اخلاء المسجد.

وكانت السلطات اعادت فتح المسجد الاحمر بعد 15 يوما من اعمال مكثفة لاعادة تأهيله ومحو آثار الاشتباكات التي استمرت فيه تسعة ايام بين الثالث والحادي عشر من تموز/يوليو والحقت اضرارا بجزء كبير من مبانيه التي تضم ايضا مدارس قرآنية يدرس فيها تسعة آلاف طالب.

وما ان هم امام عينته السلطات الباكستانية باعتلاء المنبر لاقامة الصلاة حتى عمد عشرات المصلين الى طرده من المسجد الذي سيطر عليه بعدها مئات من المتشددين شرع بعضهم بطلائه باللون الاحمر.

ومنذ سنوات تحول هذا المعلم الديني الذي يرجع تاريخه الى اربعين عاما معقلا للطلاب المتشددين المقربين من حركة طالبان. وكان الجيش الباكستاني قرر في الثالث من تموز/يوليو محاصرة هذا المسجد بعد سلسلة استفزازات قام بها طلابه في شوارع اسلام اباد من بينها خطف شرطيين.

وافادت معلومات رسمية ان الهجوم الحاسم الذي شنته قوات الامن على المسجد يومي 10 و11 تموز/يوليو ادى الى مقتل 75 شخصا على الاقل، غالبيتهم من الناشطين المتشددين المسلحين ومن بينهم زعيم المسجد عبد الرشيد غازي. ومع اضافة الضحاياالذين سقطوا خلال الايام السبعة التي سبقت الهجوم الحاسم ترتفع الحصيلة الرسمية الى مئة قتيل.

ومذاك شهدت باكستان موجة لا سابق لها من العنف اسفرت حتى الجمعة عن مقتل اكثر من 200 شخص، بعدما كان الاسلاميون الباكستانيون وكذلك الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، اقسموا على الانتقام لرفاقهم الذين قتلوا في المسجد الاحمر.

وهتف المصلون الذين احتلوا الجمعة المسجد شعارات معادية بشدة للرئيس الباكستاني برويز مشرف واقسموا ان "دماء" عبد الرشيد غازي "التي استبيحت ستحدث ثورة اسلامية" في باكستان. وقام عناصر الشرطة بطردهم لاحقا من المسجد بعد وقوع الانفجار.

ويبدو ان الاسلاميين مصممون منذ ازمة المسجد الاحمر على توجيه الضربات الواحدة تلو الاخرى الى نظام الجنرال برويز مشرف,وقال كمال شاه رئيس ادارة وزارة الداخلية "هذا الاعتداء مرتبط بالوضع في المسجد الاحمر، وهو حصل بينما كنا بصدد حل المشكلة". واوضح ان المسجد سيظل مقفلا الى حين ضمان الامن في المكان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى