ما وراء الاقنعة

> «الأيام» عبدالله علي عثمان /خورمكسر - عدن

> بداخل كل إنسان نعرفه يوجد إنسان آخر قد لا يشبهه في شيء.. شخصية مختلفة تماما عن تلك التي نتعامل معها.. شخصية لا نعرف عنها الكثير مهما كنا قريبين منها لأننا نتعامل مع الشخصية الظاهرة فقط، أما تلك المتخفية وراء القناع الظاهر فلا يعرفها أو يجدها إلا من يبحث عنها.. ومن يصل إلى تلك الشخصية المجهولة فإنه سيمسك بيده مفتاح قلب الشخص الآخر ومفتاح التعامل الذي يتناسب مع تركيبته النفسية.

إن محاولة البحث عن بعض الصفات الكامنة في الإنسان الذي نعرفه قد تساعدنا كثيرا في فهمنا هذا الشخص لأننا سوف نجد شخصا آخر بموصفات أخرى، فقد يكون خلف قناع الجدية والجفاف والعصبية لإنسان لا تعرف الابتسامة إلى وجهه طريقا، قلب عامر بالطيبة والحنان وحب الخير، ولكن قد يكون مر بظروف معينة ألبسته قناع الصرامة فيصعب عليه التخلي عنه حتى في اللحظات التي تفيض مشاعره فيها بالعطف وحب الخير للآخرين.

ومع ذلك فنحن لا نحاول النظر إلى ما وراء القناع فننظر فيه.. وقد يكون وراء القناع وجه مستعار يحمل المحبة والطيبة الكذابة والزائفة فنخدع به، وقد لا نكتشف حقيقته إلا بعد فوات الأوان ونكون بذلك قد جرفنا وراء سراب الحقيقة التي لا جدال فيها، فقد نخدع بشخص جبان حقير لمجرد إجادته فن المجاملة أو نحرم أنفسنا فرصة الفوز بصداقة إنسان محب له قلب من ذهب لمجرد كونه لا يجيد فن الكلام والابتسام.

إذن ما الذي يجعلنا لا نفتش عن صفات اخرى لهذا الانسان وتجعلنا نرى ما وراء القناع فنعرف حقا مع من نتعامل وكيف نتعامل معه؟

كلمة أخيرة.. إن العالم مسرح كبير وإننا جميعا نقف عليه نمثل أحداثه ومن المؤكد أننا نضع الأقنعة على وجوهنا دون أن نشعر بصرف النظر عن اختلاف الاسباب لمن يضعونه متعمدين.. لكن عموما لأننا جميعا نرغب في إظهار أنفسنا في أفضل الصور أمام الغير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى