النوارس تحقق المستحيل وتحلق بآمال جماهيرها من جديد .. حضرموت تبتهج ببقاء نوارسها في الأولى

> المكلا «الأيام الرياضي» صلاح العماري:

>
عمت الأفراح مساء أمس الجمعة مدينة المكلا ومحافظة حضرموت بشكل عام لضمان بقاء ممثل المحافظة في الدرجة الاولى فريق شعب حضرموت لكرة القدم سفيرا للمحافظة وتجنبه مغبة الهبوط إلى الدرجة الثانية التي أوشك الفريق أن ينزلق إليها، ولم يتمالك لاعبو الفريق أنفسهم فأجهشوا بالبكاء فرحا بعد فوزهم عصر أمس على ضيفهم فريق هلال الحديدة 2/صفر في آخر جولات الدوري لموسم 2007/2006م الذي كان الأصعب نفسيا على فريق شعب حضرموت وجمهوره الذي ذاق كل أصناف الأرق وظل يتابع أسبوعا بأسبوع نتائج فريقه الذي خرج من عنق الزجاجة وبقي في الدرجة الاولى بشبه معجزة لكنها كانت عزيمة وإصرار الرجال لتصحيح ما سبق خاصة بعد أن أنهوا الدور الأول في المركز قبل الاخير بـ 12 نقطة فقط .

فكانوا يحتاجون لمعجزة للبقاء خاصة أن مبارياتهم السهلة قد ضاعت في الدور الاول داخل أرضهم وكان الأمر صعبا في مباريات العودة في الدور الثاني خاصة أمام نصر الضالع في الضالع وأمام الاتحاد في إب وأمام التلال في عدن إلا أن النوارس حلقت هذه المرة عاليا ولم تخيب قط آمال وأحلام جماهيرها التي ظلت تتابعها وتحسب الخطوة تلو الأخرى والنقطة بالنقطة حتى تحقق الفرج الأكيد بتوفيق من الله عز وجل ثم بجهود اللاعبين والجهازين الفني والإداري والمشجعين.

فحق علينا أننا مثل ما اختلفنا في بداية المشوار مع إدارة النادي وانتقدناها بشدة أن نشيد بها بشدة أيضا ونبارك لها بقاء الفريق ونشكر مساعيها وجهدها مع طلبنا بتجاوز سلبيات هذا الموسم في المواسم القادمة.

والشكر لكل اللاعبين الذين كانوا عند المستوى وأصلحوا ما أفسده الدور الاول فلملموا جراحهم وحققوا نتائج ومستوى رائعا في دور الاياب ويتصدر شكرنا هذا اللاعب الرائع صالح بن ربيعة الذي لبى النداء وعاد ليحلق بالنوارس عاليا رغم أنه كان قد ابتعد عن الكرة وكذلك الحال باللاعب الموهوب خالد بن بريك الذي دائما ما تجده أمامك في المحن والذي قبل المهمة على مضض لكنه كان مخلصا ورائعا كما هو دائما ولا ننسى جهود المدرب المصري مصطفى حسن الذي نجح في مهمة شبه مستحيلة.

اللاعبان المصريان الرائعان علاء عنتر وهشام عطية أيضا أضفيا على الفريق قوة في الوسط والهجوم وجميع لاعبي الفريق دون استثناء وللجهاز الاداري عموما الذين ضاعفوا جهودهم في الدور الثاني وواصلوا الليل بالنهار وانفتحوا على الجميع فكانت الثقة العنوان الأبرز لنجاحهم.

ولا ننسى ما قدمه كبار السن من مشجعي الفريق ورؤسائه السابقين الذين ظلوا يحرقون أعصابهم أمام مقر النادي ويحملون المذياع ليستمعوا لمباراة الفريق خارج أرضه بقلب وروح لا تقل عن روح اللاعبين داخل الملعب وإداريي ولاعبي الفريق السابقين الذين يتجمعون مساء كل يوم بكورنيش المكلا ليتدارسوا أوضاع الفريق ويفرحوا لفرحه وينتابهم الحزن الشديد لأي انتكاسة .

ولا ننسى وقوف محافظ المحافظة بالدعم والمؤازرة الأخ طه عبدالله هاجر الذي شجعهم معنويا وماديا وكذا أعضاء الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة والأخ سالم صالح عبدالحق المدير العام لمديرية مدينة المكلا وعضو المجلس المحلي بالمديرية طلال بن حيدر الأمين العام للنادي وكل من كان قريبا من المأزق الحقيقي الذي كان سيلغي احتضان ملعب الفقيد بارادم في المكلا لأي مباراة في الدرجة الاولى.

وفرحة الفوز بكأس الرئيس لن يكون لها طعم إذا لا قدر الله هبط الفريق إلى الثانية لكن الفرحة الآن تضاعفت بالكأس والبقاء في الاولى على أمل تجاوز هذه المحنة في الموسم القادم وتنظيم أمور الفريق بشكل أفضل ودعوة لاعبي الفريق الشباب مع تطعيمهم باللاعبين الجيدين من وقت مبكر والإبقاء على المميزين هذا الموسم وفي نظري أن تيسير جمعة والمهاجم محمد أنور والحارس الرائع أحمد كرامة والمدافعين الرائعين خالد متعافي ومحمد اليهري وفرحان سليم وعماد الخامر وأديب باكرمان والشابين فيصل بلبحيث وعمار الكلدي ومنصر باحاج وأحمد طالب ووليد باعقيل أولئك جميعا ومعهم بقية طاقم الفريق ينبغي الحفاظ عليهم وعدم التفريط فيهم.

هذا وضمن شعب حضرموت بقاءه بعد تجاوزه هلال الحديدة أمس على ملعب الفقيد بارادم بالمكلا بهدفين نظيفين سجلا على مدار الشوطين حيث أحرز لاعب الوسط منصر باحاج الهدف الاول بعد فاصل مهاري راوغ خلاله الدفاع وأرسل الكرة قوية في شباك الحارس محمد إبراهيم عياش وحصل تيسير جمعة على كرة داخل المنطقة .

في د(39) أوقفها بصدره وسددها قوية في أحضان الحارس وعزز تيسير جمعة فوز فريقه بهدف ثان في الشوط الثاني مستثمرا كرة مرتدة من الحارس محمد عياش بعد تسديدة قوية للاعب فيصل بلبحيث في د(57) وأضاع الشعب عدة فرص كانت كفيلة بزيادة أهدافه وصفق الجمهور كثيرا لتسديدة الكابتن صالح بن ربيعة التي أرسلها من منتصف الملعب لترتطم بالعارضة في د(84) وحاول الهلال عبر مهاجمه المحترف برهانو قاسم الذي طالب بضربة جزاء في د(90) ورغم نزول جمال العولقي في خط هجوم الهلال لتعزيز الجبهة الهجومية إلا أن النتيجة انتهت بفوز الشعب 0/2 ليرفع رصيده إلى 37 نقطة وينهي مشواره بعد موسم صعب وشاق بفرحة على وجوه جميع اللاعبين الذين تبادلوا قبلات الفرح وزفوا في حافلة النادي إلى مقرهم بحي أكتوبر.. وقد أدار اللقاء الحكم الدولي خلف محمد اللبني بمعاونة عبدالرقيب ومجاهد الظفيري وعبدالله الكلدي حكما رابعا وراقبه إداريا أحمد مهدي وفنيا صالح عوض جوبان.

هذا وغادر المكلا مساء أمس متوجها إلى القاهرة مدرب شعب حضرموت الكابتن مصطفى حسن بعد تحقيقه لمهمة شبه مستحيلة وعقب فوز الفريق قال لـ «الأيام الرياضي»:«كما شاهدتم كان من العيب أن يهبط فريق مثل شعب حضرموت بل كنا من المفروض أن ننافس على البطولة والحمدلله ربي وفقني مع مجموعة من اللاعبين لتحقيق شيء أشبه بالمعجزة والبقاء في الدرجة الأولى بعيدا عن الحسابات الأخرى».

وسألناه بعد ذلك: ماذا كان ينقص شعب حضرموت قبل مجيئك فقال:«كان ينقصهم مدرب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى