> لن نستبق الأحداث فمازالت الكرة في مرمى الوحدة والتلال ولن تحسم بطاقة الهبوط الرابعة إلا بعد نهاية مباراة الفصل بين الفريقين.. وفيما إذا واصل لاعبو التلال تقديم عروضهم وفنونهم الكروية الممتعة كما حصل في مباراة أمس الجمعة والتي استحقوا فيها الفوز عن جدارة وبثلاثية صريحة وغالية، بذلك نستطيع القول إن الوحدة الصنعاني سيعاود الهبوط مرة أخرى إلى دوري المظاليم وعن جدارة واستحقاق أيضا بعد ذلك الأداء الغريب في مباراة الأمس المصيرية.

التلال (التاريخ) عرفناه يوم أمس في الملعب (لاعبين) وفي المدرجات (مشجعين) والذي حضر اللقاء أو تابعه عبر الأثير أو شبكة الجوال يظن نفسه يتابع مباراة في نهائي البطولة يتنازع طرفاها على أقراص الذهب والفضة وليس هروبا من الهبوط وهذا بحد ذاته أمر (معيب) في حق العميد والزعيم لكن هذه كرة القدم لاتعترف بكبير أو صغير، لاتعترف سوى بمن يقدم العطاء لتبادله الوفاء بالعطاء ولو كان التنافس بـ (التاريخ) لتحولت الأندية إلى (متاحف أثرية) تفتح أبوابها للسياح والزائرين وبرسوم رمزية.

للتلال الحق في البقاء ليس لأنه صاحب تاريخ عريق فأندية كثيرة ذات تاريخ عريق هبطت والأمثلة كثيرة ليس المجال متسع لذكرها، لكن التلال يستحق البقاء في الأضواء لأن لاعبيه كانوا عند مستوى المسئولية وكانوا رجالا في مربعات الملعب ومن ورائهم إدارة وجماهير واعية التفت حول الفريق ولو أنه (متأخر) لكنه كان ذا جدوى ورب ضارة نافعة، وليكن ذلك درسا مضيئا ولو كان ذا مرارة.

التلال (لن يهبط) ليس من أجل التاريخ أو السياسة أو تعميق الوحدة الوطنية كما يقول البعض وإنما لأنه يريد ذلك وفي الملعب كما حدث في مباراته أمس التي أمتع من خلالها الجماهير واستحق أن يصفق له الجميع وفيها أكد للقاصي والداني أنه (لن يهبط) وهذا حقه مادام سيلعب بتلك الروح دائما وهو بذلك يوجه رسالة قوية لصناع القرار في البلاد، لسنا بحاجة لخرق اللوائح والتفكير بتعكير تاريخ التلال الناصع فنحن لها في الميدان لأن (الرياضة فن وأخلاق والتلال فارس عملاق) وهذه أنشودة جماهير التلال في كل مدينة يمنية تعشق الفريق بمثل هكذا أداء ومستوى فني رائع وترفض تشويه سمعته الناصعة لأنه فارس عملاق ويستحق البقاء بل والمنافسة على البطولة إذا استمر على نفس منوال الأمس، وحقا نقول (البقاء للأفضل فقط).