المحضار والتاريخ عند أبواب المحسنين

> «الايام» محمد باجنيد:

> أمكنة المحضار تتسول عند أبواب الأغنياء تبحث عن محسن وبالضرورة (حضرمي) وبالعرف السائد (المهندس عبدالله بقشان) أو مجموعة العمودي أو رجل الأعمال محسن المحضار لطباعة كتاب عن (الأمكنة) في شعر حسين المحضار والذي لا يزال مخطوطاً مبللاً بالدموع وممزقاً من الوجع.

أماكن المحضار ليست الوحيدة التي تتسول، لكن هناك متسولاً ضخماً هو مشروع إعداد كتاب توثيقي عن تاريخ التعليم في حضرموت انبثق عن فكرة من المنتدى التربوي في الجمعية المساندة للتربية والصحة بالمكلا، ووجد تجاوباً من المسئولين التربويين في حضرموت ومن المحافظ الذي أصدر قراراً بتشكيل لجنة لإعداد الكتاب مكونة من مجموعة من رجال العلم والفكر وذوي الاختصاص، إذ ترجع البدايات الأولى للتعليم الأهلي في حضرموت إلى عان 1357هـ عندما تأسست أول مدرسة أهلية لتعليم البنات في مدينة تريم باسم مدرسة الإخوة وقد نظم السيد أحمد الشاطري قصيدة في حينها على لسان الأم احتفاءً بها:

علموني فصلاح النشء بي

وابدؤوا قبل تعليم الأب

وشهدت الشحر بداية الانقلاب الأول على التعليم التقليدي في الكتاتيب والأربطة عندما أسس السلطان القعيطي مدرسة حديثة باسم مكارم الأخلاق عام 1337هـ.

هذا المشروع الضخم والكبير أيضاً يتسوّل لدى (أهل الخير) لتمويل عمل اللجنة المكلفة بالبحث عن الأحياء من معاصري تلك الفترة أو أقاربهم في مختلف المناطق، إضافة إلى المصادر المكتوبة والمخطوطة. إن عملاً جباراً وشاقاً مثل ذلك يحتاج إلى لجان مساندة لعمل اللجنة الرئيسية، وكل ذلك يحتاج إلى أموال، والأموال تحتاج إلى محسنين، والمحسنون يحتاجون إلى من يفرش عمامته في (دروبهم)، والواو تحتاج إلى (واوات) إن كان جمع الواو صحيحاً!! وبهذا يبدو قدر الأثرياء الحضارمة تنفيذ احتياجات حضرموت من المشاريع بدءاً من التبرع لبناء جامعة حضرموت وتأثيثها من خلال لجنة الأمناء وانتهاء بتأسيس (لجنة) لمقاومة الحيوانات الضالة في المكلا ونظافتها!

السؤال هل يأخذ مؤلف (الأماكن في شعر المحضار) مادته في لفافة ويبحث عن محسنين أو يلقي خطاباً عند أبوابهم حتى يرأف بحاله واحد منهم ثم يقدم له ثمن طباعة الكتاب؟ وهل يتوزع أعضاء اللجنة - المنوط بها كتابة تاريخ التعليم في حضرموت بكل وجاهاتهم- في أرجاء حضرموت استجداءً لتمويل البعض عند بوابة مطار الريان وآخرون عند منفذي حضرموت البريين يتصيدون القادمين من السعودية والخليج للتبرع من أجل تمويل مشروع بهذه الضخامة والأهمية التاريخية والعلمية والمعنوية؟أم أن هذه المسؤولية - بالبداهة - تقع على المجلس المحلي في مدينة المكلا ويسجل أعضاؤه إنجازاً تاريخياً ولو كان يتيماً ويمنعون تسول الحضارمة من أجل طباعة كتابين ويطالبون وزارتي الثقافة والتربية والتعليم بتبني تمويل مثل هذين المشروعين.اللافت في الأمر أن أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد الكتاب أصدروا نشرة بعنوان (التعليم في حضرموت وضرورة مساهمة المجتمع في تمويله) فهم مدركون أن أحداً لن يلتفت لمطالبهم لأن الجهات المسؤولة معنية بتنظيم مؤتمرات للمانحين والمجلس المحلي في حضرموت يتفرج على حاملات النفط تسافر من ضبة حمولتها (دولارات) ولا يطالبون (بالدلالة) الكفيلة بحفظ ماء وجوه أدبائهم ومفكريهم.لكن (الطيبين) من أثرياء الحضارمة لن يتركوا شعر المحضار أو أمجاد الأجداد تتسول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى