الكرة السعودية.. غير

> «الأيام» زيد النهاري:

> حضورها القاري والعالمي لم يأت من فراغ بل جاء نتاج تخطيط وجهود حثيثة من قبل القائمين عليها، إنها الكرة السعودية التي يتحفنا منتخبها الأول هذه الأيام في بطولة الأمم الآسيوية بعروض قوية ونتائج عريضة تعزز المكانة التي وصلت إليها.

منذ العام 1970 والقائمون على الكرة السعودية يواصلون جهودهم للارتقاء بمستواها وكانت بداية الانطلاقة من خلال البنية التحتية والمتمثلة في إنشاء أندية حقيقية تتوفر فيها الملاعب بمواصفات دولية ومنشآت أخرى مساعدة ناهيكم عن المدن الرياضية المتكاملة التي توفرت في كل محافظة من محافظات المملكة العربية السعودية، ثم كانت الاستعانة بالخبرات العربية من جمهورية مصر، فيما يتعلق بالمدربين الأكفاء والمدربين الأجانب المشهورين أمثال البرازيلي المخضرم (زاجالو) وغيرهم من أشهر المدربين العالميين، وعندما استعانت الأندية السعودية باللاعبين الأجانب لعب لهذه الأندية السعودية (ريفيلينو البرازيلي) والتوانسة (طارق ذياب، تميم، والكعبي) وغيرهم وكان للاعبنا اليمني القدير يحيى فارع نصيب في اللعب مع الأندية السعودية (نادي الشباب) واعتبر أول محترف يلعب في الدوري السعودي.

وعندما بدأت الكرة السعودية تظهر في المشاركات الخليجية (بطولة الخليج) على مستوى المنتخب الأول وكذلك بطولة آسيا (كأس الأمم) جعلت من النتائج السلبية التي تعرضت لها في بداية المشاركات الأولى عنوانا للنجاح والتفوق في المشاركات التالية.

لقد استطاع المسئولون عن الكرة السعودية وضع أيديهم على نقطة البدء الحقيقية لانطلاق الكرة السعودية وتطورها فكان ترتيب البيت من الداخل هو البداية حيث تم تنظيم بطولة الدوري بمختلف درجاته (أولى- ثانية- ثالثة) وكذلك نظمت بطولات أخرى مثل كأس خادم الحرمين الشريفين، كأس ولي العهد، كأس الاتحاد السعودي، التي سميت بعد ذلك كأس المرحوم سمو الأمير فيصل بن فهد واستعان المسئولون بخبرات عربية وأجنبية لوضع التنظيم المناسب لهذه البطولات حتى أصبح الدوري السعودي على درجة كبيرة من الانضباط والديمومة مثله مثل الدوري الإنجليزي، مواعيد ثابتة ومحددة لانطلاق البطولات.

من انتظام وثبات البطولات تكونت المنتخبات الوطنية للمملكة على كافة الأعمار (ناشئين- شباب- أولمبي- أول)وحظيت هذه المنتخبات برعاية كاملة (معسكرات- تحضير علمي للمشاركات القارية والعالمية- مباريات ودية مع أقوى المنتخبات العالمية) فكانت النتائج انعكاسا لذلك التخطيط وتلك الرعاية، ولعل حصول منتخب الناشئين على بطولة كأس العالم للناشئين التي أقيمت في اسكتلندا في الثمانينات وحصول المنتخب الأول على بطولة الخليج ثلاث مرات ومثلها بطولة الأمم الآسيوية وقمة الإنجازات وصول المنتخب الأول إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية منذ العام 1994 في أمريكا- كل ذلك وما يقدمه المنتخب حاليا بطولة أمم آسيا- يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن الكرة السعودية.. غير.

وإذا ما لخصنا أسباب تفوق الكرة السعودية سنجد الآتي:

- التخطيط العلمي والمدروس والدعم الحكومي المستمر.

- البطولات والدوري المنضبط والمنظم.

- الأندية القوية التي تتناوب على المنافسات في جميع البطولات المحلية والخليجية والآسيوية.

- الموارد البشرية المحترفة التي تعمل في الاتحاد والأندية.

- أعضاء مجالس شرف داعمين للأندية إضافة إلى الدعم الحكومي الكبير الذي يقدم للأندية والمنتخبات.

- المواهب واللاعبين المميزين الذين يفرزهم الدوري السعودي بشكل مستمر وتواصل أجيال بين اللاعبين.

- الحضور القاري والعالمي المتواصل للكرة السعودية.

- الكفاءات التدريبية المحلية والخارجية.

- الدوري الخاص لمختلف الفئات العمرية الذي أفرز العديد من المواهب الكروية الشابة.

- الإعلام الواعي الذي يفهم الدور الذي عليه في المساندة والمؤازرة والنقد البناء.

- المحطات للتقييم والمراجعة بعد كل مرحلة- للانطلاق بقوة إلى المراحل التالية.

إن هذه المعطيات وغيرها الكثير لم تأت من فراغ وإنما جاءت نتاج عمل متواصل ومتصل ونتاج دعم واهتمام حكومي واضح يؤمن بقدرات الشباب السعودي ويهيئ لهم كل أسباب النجاح والتفوق، فتحية لسمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائبه سمو الأمير نواف بن فيصل اللذين يقودان الكرة السعودية نحو الانتصارات المتتالية ومبارك للشعب السعودي منتخبه الشاب (منتخب المستقبل).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى