جمعية أبين .. للمتبرعين بالدم أياد حانية تغسل الحسرة وترسم على وجوه المرضى الفرحة

> «الأيام» شكري حسين:

>
أعضاء الجمعية
أعضاء الجمعية
من بين الأشياء الجميلة التي يزهو الإنسان بها ويفاخر بين الناس أن تكون له يد حانية تمتد إلى قلب مكسور فتعيد له الحياة أو جرح غير مندمل ترسم على صفحات وجهه إشراقة امل فيها دعة وسعادة.

وما أجمل أن يذوب الإنسان عشقا في خدمة الآخرين فيشرح الله بفضله صدورا كواها الألم وعصر فؤادها الأسى ويقترب عبرها من درجة الخيرين الذين شكر الله سعيهم وبارك فعلهم.

وجمعية أبين للمتبرعين بالدم وضعت على كاهلها وبإيعاز مباشر من ضمائر شبابها مهمة خدمة الآخرين، فجعلت من عملية التبرع للمرضى طريقا تلتمس به رضا الرحمن وسفرا إلى مرافئ التكافل بين بني الإنسان، فكانت كغيمة ماطرة فوق ارض قاحلة.

البداية كانت هنا

تدارس مجموعة من شباب مدينة جعار سبل مساعدة المرضى في مستشفى الرازي العام بأبين، خصوصا أن معظمهم يطرق أبواب المساجد بحثا عن مساعدة سواء أكانت مادية أو عبر طلب التبرع بالدم لإنقاذ حياة مرضاهم، وغدت الظاهرة شبه يومية، الأمر الذي حفز مجموعة من الشباب إلى تبني فكرة إنشاء جمعية من شأنها مساعدة المرضى المحتاجين للدم بحيث تكفيهم عناء البحث المضني عن المتبرعين، فكان ذلك بمثابة وضع اللبنة الأولى في جدار الجمعية التي توسعت رقعة المنتمين إليها من عدد لا يتجاوز أصابع اليد عند التأسيس سنة 2005م إلى أكثر من 585 مشاركا يحملون مختلف أنواع فصائل الدم، ولم تقتصر جهود هؤلاء الشباب على محافظة أبين بل تعدتها إلى محافظة عدن حيث يوجد حوالي 58 عضوا يسارعون إلى تلبية احتياجات المرضى للدم.

خدمة مجانية

تتمثل روعة العمل الذي يقوم به هؤلاء الشباب والخدمة التي يقدمونها للمرضى بأنها مجانية دون مقابل مادي، فكان ذلك محل ارتياح من قبل مواطني المحافظة وبالذات المرضى منهم، خصوصا وأن تكاليف العلاج وسياط الغلاء تجلد ظهور الكثير من الأسر التي يثقل كاهلها أمر توفير العلاجات، فعظمت أعمال الجمعية وكبرت مساحات الاحترام لشبابها الذين جعلوا من خدمة المرضى والمساعدة من تخفيف آلامهم هدفا لا يريدون منه شهرة وسمعة بقدر ما هو فضل وتكرم يرجون منه رضا الله والمغفرة والسعة يوم القيامة استجابة لأمر الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام «من فرج عن أخيه المسلم كربة في الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».

ولم يتوقف الأمر عند تلبية طلبات المرضى والاستجابة لهم بتقديم الدم بل تعداه إلى نشر الوعي بين أوساط الشباب وبيان أهمية التبرع والفوائد التي يجنيها على مستوى وضعه الصحي أو الجزاء الذي سيناله عند الله، وعلى هذا الأساس غدت للجمعية قاعدة كبيرة من الشباب الذين سرهم تقديم الخدمة والمساعدة للناس في زمن تلاشت فيه صور التآخي والتكافل التي دعا إليها ديننا الإسلامي الحنيف.

الفكرة في عيون الآخرين

> يقول الأخ حسين عبدالباري السقاف، رئيس قسم المختبرات بمستشفى الرازي العام بأبين: طبعا فكرة إنشاء جمعية للمتبرعين بالدم كانت رائعة بكل المقاييس.

ومن شأنها تخفيف معاناة الكثير من المرضى المحتاجين للدم، وهي في تصوري عمل خيري ينبغي الاهتمام به ومد عروقه بدماء النجاح والثبات، والحقيقة أن أعمال أعضائها محل تقدير وارتياح كل المواطنين وحتى العاملين في المستشفى، وتفاعلهم مع المرضى أكثر من رائع.

وسألناه كيف يكون التواصل معهم.. فأجاب: يكون ذلك عبر التواصل معهم من خلال الهواتف النقالة، فعندنا كشف يحمل أسماء الكثير من المتبرعين وأرقام هواتفهم وعندما تصلنا حالة نعرف نوعية فصيلة الدم التي يحتاجها ثم نبادر بالاتصال بالشخص المتوفرة لديه الفصيلة نفسها ويأتي الينا ثم نجري الفحوصات المعتادة وعندما نتأكد من سلامته من الأمراض نسحب منه الدم وننقله إلى المريض.

وعن مدى استجابة المتبرعين عند الاتصال يقول الأخ عبدالباري: طبعا استجابتهم سريعة جدا، فما أن يعرف أحدهم أنه مطلوب للتبرع حتى يسارع إلى المجيء حتى في أوقات متاخرة جدا من الليل.. وأجدها فرصة عبر صحيفة «الأيام» الغراء أن اتوجه بالشكر الجزيل لكل الإخوة المتبرعين على تفانيهم وسرعة استجابتهم، وأتمنى أن يحظى هؤلاء الشباب بالدعم والمؤازرة من قبل كل الجهات والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم في عملهم من خلال تحمل رسوم الفحوصات على أقل تقدير لأن عملهم طوعي، وهم متعاونون إلى أبعد الحدود.

أحد المواطنين أثناء تبرعه بالدم
أحد المواطنين أثناء تبرعه بالدم
> الأخ ماجد محمد صالح، أمين عام الجمعية أكد لـ «الأيام» أن «الهدف من إنشاء الجمعية والمتمثل في مساعدة المرضى وتقديم يد العون والمساعدة لهم قد تحقق بأكثر مما نتوقع .

والفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى للإخوة الشباب الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم». وأضاف:

«عند التأسيس كنا مجموعة بسيطة، والحمد لله الآن صار عددنا كبيرا جدا.

وعبركم أوجه رسالة لكل من يريد أن يلحق بأعمال الخير ويساهم معنا في تخفيف معاناة المرضى أن يتصل بنا عبر هاتف مقر الجمعية 0261111 أو زيارتنا في المقر حتى نتمكن من تسجيل اسمه ونوع فصيلة دمه ثم عرضه لعملية الفحص المعتادة للتأكد من خلو جسمه من الأمراض».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى