> نهر البارد «الأيام» رويترز :

قالت مصادر امنية ان متشددين اسلاميين قتلوا جنديا لبنانيا في معارك عنيفة تدور في مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان أمس السبت,واضافوا ان الجيش اللبناني في المرحلة الاخيرة من حملته لسحق متشددي جماعة فتح الاسلام وبسط سيطرته على مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بعد عشرة اسابيع من القتال الذي سقط فيه 249 شخصا على الاقل.

وقال احد المصادر "نحن في المرحلة الاخيرة من عملية الجيش لكن بعضا من اعنف المعارك ربما لازال امامنا."

وهاجمت القوات مخابئ متشددي جماعة فتح الاسلام الذين يستلهمون نهج القاعدة في عمق المخيم الذي كان يقطنه 40 الف لاجئ فلسطيني.

وقتل جندي في معارك اليوم ليرتفع بذلك عدد الجنود القتلى الى 123 جنديا منذ بدء القتال في 20 مايو ايار وهو اسوأ اعمال عنف داخلي يشهدها لبنان منذ الحرب الاهلية 1975 -1990 .

وقتل أكثر من 85 من مقاتلي فتح الاسلام و41 مدنيا بينما تم اعتقال 65 متشددا وجهت اليهم اتهامات بالارهاب وهو اتهام يحمل عقوبة الاعدام.

وقال الجيش في بيان انه يفعل كل ما في استطاعته للسماح لعشرات المدنيين بمغادرة المخيم لكن المتشددين يمنعون اسرهم من المغادرة.

وقال البيان الذي بثته وكالة الانباء اللبنانية "تشير قيادة الجيش الى ان الكلفة الباهظة التي دفعها الجيش من الشهداء والجرحى كانت بمعظمها ناجمة عن حرصه الشديد على الحفاظ على حياة النساء والاطفال داخل المخيم.

"وتؤكد انها لم تأل جهدا لاخراج المدنيين سالمين من المخيم وعدم تعريض حياتهم للخطر وكان قد سبق لهذه القيادة في بياناتها السابقة والمتكررة ان دعت المسلحين الى وجوب ترك افراد عائلاتهم يخرجون وحملتهم كامل المسؤولية عما قد يحصل لهم من جراء تمنعهم عن ذلك وهي لا تزال جاهزة لتقديم التسهيلات اللازمة لخروجهم."

وتقدر المصادر اللبنانية ان عدد اعضاء اسر متشددي فتح الاسلام يبلغ نحو 40 فردا بينما تقول مصادر فلسطينية ان عددهم يبلغ مثلي هذا الرقم.

وتضم جماعة فتح الاسلام التي انشقت على فصيل فلسطيني تدعمه سوريا في العام الماضي لبنانيين وفلسطينيين وعربا اخرين في صفوفها بعضهم قاتل في العراق. وتقول انها تؤيد افكار القاعدة لكن ليس لها صلة مباشرة بها.

وزاد الصراع من تقويض الاستقرار في لبنان المنخرط بالفعل في ازمة سياسية طويلة وهزته تفجيرات قنابل قتلت ستة من جنود حفظ السلام ونائبين مناهضين لسوريا في الاشهر الثماني الماضية.

وشهد لبنان فترة من الاستقرار النسبي منذ نهاية الحرب الاهلية عام 1990 حتى اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في عام 2005.