د. صالح باصرة: البطالة قنبلة موقوتة تهدد أمن الوطن اليوم أو غدا وأعلى نسبة بطالة في عدن %30

> عدن «الأيام» فردوس العلمي:

>
تم صباح أمس تشكيل لجنة لمعالجة مشكلة الشباب العاطلين عن العمل واستيعابهم في فرص العمل المتاحة حالياً في مصانع الإسمنت في كل من محافظتي لحج وأبين، وذلك خلال ورشة العمل الخاصة بالشباب والبطالة التي عقدت صباح أمس في قاعة محمد علي لقمان بجامعة عدن، والتي تأتي في إطار برنامج الأنشطة السنوية التي تقيمها منظمة إرادة شعب لتنمية الديمقراطية ودعم القضايا الوطنية.

وفي افتتاح أعمال الورشة التي حضرها أعضاء اللجنة الوزارية، ألقى د. صالح باصرة، وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس اللجنة الوزارية كلمة أكد فيها أهمية محاربة البطالة بين أوساط الشباب، وقال:«إن هذه الورشة تعالج واحدة من أعقد المشاكل في الجمهورية، وهي بطالة الشباب» مشيرا إلى أن البطالة لها أسباب موضوعية وذاتية، ومنها ما يتعلق بقلة الموارد و محدودية الاستثمارات إضافة إلى سوء التصرف في استخدام الموارد المتاحة ورغبة الخريجين في التوظيف الحكومي وأسباب أخرى تتعلق بقلة الوظائف المعطاة لكل محافظة.

وأكد أن »أعلى نسبة بطالة توجد في محافظة عدن %30 وتليها محافظتا أبين ولحج، مما يتطلب المراجعة والمعالجة»، موضحا أن «البطالة مشكلة على مستوى الجمهورية وتزداد مع ارتفاع الأسعار المبرر وغير المبرر».

وأضاف أن البطالة »قنبلة موقوتة تهدد أمن الوطن اليوم أو غداً» داعيا إلى معالجة البطالة بطرق علمية، مشير إلى أن «من أبرز المعالجات تنفيذ توجيهات فخامة الأخ الرئيس ذات العلاقة بمعالجة مشكلة بطالة الشباب وعلى وجه الخصوص تخصيص الأخ الرئيس عشرين مليار ريال لبناء المشاريع الصغيرة، والمطلوب دراسات جاهزة لهذه المشاريع من خلال أساتذة الجامعة في المحافظات لإعداد مشاريع ذات جدوى اقتصادية، إضافة إلى مكونات ومتطلبات المشروع وذلك بعد عمل مسح لمعرفة أهم احتياجات المحافظة من المشاريع الصغيرة». وأكد د. باصرة ضرورة أن تجري الجهة المقرضة عملية الإعداد والتدريب للمقترض لكي يتمكن من إدارة المشروع وكذا مساعدته في كل ما يتعلق بالمشروع من خدمات حتى لا يضيع المبلغ الممنوح له بالمتابعات مع أجهزة الدولة «فأجهزتنا للأسف (تعبانة) ولا بد أن تكون هناك جهة واحدة تتابع وتستخرج التراخيص وكل الإجراءات مع الأفكار الأولية للمشروع لتجرى له بعد ذلك الدورة التدريبية».

وأشار إلى أن هناك إجراءات أخرى يمكن أن تساهم في حل مشكلة البطالة منها التناسق بين التقاعد والتوظيف الجديد.

وقال: «إن المصانع والمؤسسات المخصخصة ذات الطابع السمكي أو الصناعي أو الزراعي في عدن والتي سلمت للناس نظرتهم ليست تأهيل المصنع للعمل بل بيع الأرض، وهي مشكلة يجب معالجتها من قبل قيادة المحافظة حيث أصبح عمالها يعانون البطالة ويتسلمون مرتباتهم بعد ستة أشهر، مما يعني إضافة الآلاف إلى سوق البطالة».

وطالب رجال المال والأعمال أن يتركوا التنافس غير الشريف وقال:«علينا أن ننافس من أجل توفير فرص العمل والسعي للحصول على الجودة في الصناعة» مؤكدا أن «الجودة تأتي من المنافسة لا الاحتكار، وارتفاع الأسعار يأتي من الاحتكار» وأن الحكومة «قررت فتح باب الاستيراد لكل من يشاء حتى من دول الجوار إذا كان ذلك سيؤدي إلى كسر الاحتكار». مشددا على ضرورة تحويل التوصيات والنتائج إلى عمل ملموس.

وقال مخاطباً رجال الأعمال:«إن توفير فرص العمل ليس عملا تجاريا فقط بل عمل خير ينقذ أسراً من الانهيار وضياع الأخلاق وانزلاقها في أشياء أخرى محرمة». مضيفاً: «أتمنى أن تستفيد السلطة المحلية من هذه الفرص» مؤكدا أن «نجاح الدورة لن يتم إلا إذا رأينا ثمارها» شاكرا في ختام كلمته «كل من يعمل على تذليل الصعوبات أمام الشباب وكل من حضر من رجال المال والأعمال للمساهمة في توفير فرص العمل للشباب».

وأكد الأخ أحمد محمد الكحلاني، محافظ عدن في كلمته أن «قضية البطالة ليست مشكلة في اليمن وحسب، بل مشكلة تكاد تكون في كل دول العالم ولكنها تختلف من بلد لآخر حسب الموارد الاقتصادية والتعداد السكاني ومخرجات التعليم التي تتوقف عليها كيفية معالجة البطالة«.

وأضاف أن التعداد السكاني لليمن يفوق أي بلد في نسبة النمو السكاني، مشيرا إلى أن هناك توجها كبيرا من الدولة نحو قضية التعليم من خلال تخصيص الكثير من الإمكانيات من أجل التعليم سواء التعليم العام أم المهني التخصصي أم غيره، مؤكدا أن السلاح الوحيد لمكافحة البطالة هو المزيد من التأهيل للشباب لتكون الفرص أمامهم كبيرة.

وطالب منظمات المجتمع المدني بالمساعدة في تحديد متطلبات سوق العمل والتخصصات المطلوبة لكي يتم تأهيل الشباب فيها، مؤكدا استعداد المحافظة لإنشاء صندوق لتمويل هذه الدورات مجانا كون هناك الكثير من الشباب لديهم الرغبة وليس لديهم القدرة المالية الكافية.

مشيرا الى أن التدريب والتأهيل مسألة مهمة وعلى الشباب قبل البحث عن وظيفة أن يؤهلوا أنفسهم ويتخصصوا في مجال من المجالات.

من جانبه قال الأخ توفيق الروسي، نائب رئيس منظمة إرادة الشعب: «نتمنى أن تخرج هذه الورشة برؤية متكاملة لمعالجة ظاهرة البطالة في أوساط الشباب وبرؤية أكاديمية تجمع بين الحلول العلمية والأسباب لهذه الظاهرة وطرق معالجتها برؤية واقعية عملية من الميدان تشمل رؤية الشباب العاطلين عن العمل ومنظمات المجتمع المدني التي تعنى بدعم الشباب والقضاء على الفقر للخروج من أزمة البطالة».

وأضاف:«يشارك في الورشة عدد من رجال المال والأعمال والبنوك والهيئات والصناديق الداعمة لتمكين الشباب من المشاريع الصغيرة والخروج برؤية علمية وعملية تضع الحلول الممكنة للتخفيف من ظاهرة بطالة الشباب».

واشتملت أوراق العمل في الجلسة الأولى على: الرؤية الأكاديمية لمشكلات بطالة الشباب والحلول المقترحة، أسباب بطالة الشباب والمعالجات.

بينما تطرقت الجلسة الثانية إلى الواقع المعيش لمشكلات البطالة والحلول المقترحة.

وقد خرجت الورشة بعدد من التوصيات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى