وزير الخارجية الألماني يعزز موقفه وينتقد ميركل

> برلين «الأيام» مادلين تشامبرز :

> عادة يتجنب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الاستعراض لكن خلال الشهر الماضي هاجم السياسة الأمريكية وانتقد المستشارة انجيلا ميركل وادلى برأيه في قضايا داخلية.

ويغذي السلوك الذي يتسم بالتحدي احاديث ترجح أن السياسي البالغ من العمر 51 عاما والمنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي يهيئ نفسه كمنافس مستقبلي باسم حزبه لميركل زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وبعد أن كان شخصية غير معروفة نسبيا على المستوى الوطني عندما تولى المنصب في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2005 أصبح شتاينماير الآن ثاني اكثر السياسيين شعبية في ألمانيا بعد ميركل وعادة يحظى بنسب تأييد أقوى من زعيم الحزب الذي ينتمي له كيرت بيك.

وفي مايو أيار قام الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يشارك في ائتلاف حاكم وضعه حرج مع حزب ميركل بتعيين شتاينماير كواحد من ثلاثة نواب لزعيم الحزب بيك في تغيير يهدف إلى رفع نسبة التأييد للحزب في استطلاعات الرأي قبل انتخابات عام 2009.

وقال هاجو فونكي وهو أستاذ متخصص في السياسة في جامعة فري يونيفرستي في برلين "ينظر الناس إلى شتاينماير بوصفه شخص له ثقل وخبرة وهناك بالتأكيد اشارات على أنه يتطلع لفرد اجنحته كي يحتل موقعا."

وكان المحامي الذي يرتدي نظارات مساعدا بارزا للمستشار السابق جيرهارد شرودر لكنه لم يترشح لمنصب المستشارية قط ويشتهر بأنه يعمل على أساس الواقع ويبتعد عن الأضواء.

لكن منذ تعيينه نائبا لزعيم للحزب عرض وزير الخارجية آراء صريحة بشكل متزايد وأحيانا مثيرة للجدل في عدد من القضايا بينما اتخذ اولي خطواته العلنيه في مواجهة ميركل.

وفي الأسبوع الماضي هاجم خطط الولايات المتحدة إعطاء مساعدات عسكرية لحلفائها في الشرق الأوسط قائلا إن مراكمة الأسلحة "ليس الحل الامثل للوضع غير المستقر في الشرق الاوسط".

وهذه الآراء مثل انتقاده الحاد لخطط الولايات المتحدة نشر أجزاء من نظام الدفاع الصاروخي في وسط أوروبا أكدت على اختلافاته عن ميركل وخدمت موقفه جيدا داخل حزبه.

ويحاول الحزب الديمقراطي الاشتراكي تعزيز موقفه حيال القضايا الداخلية وفي الشهر الماضي انتقد شتاينماير ميركل لعدم معارضتها لمقترحات وزير داخليتها الجديدة بشأن محاربة الارهاب والتي أثارت جدلا.

وبدأ شتاينماير في الادلاء برأيه في قضايا مثل الطاقة النووية والتغير المناخي. ومن المتوقع أن يعزز موقفه أيضا في وقت لاحق من هذا الشهر عندما يزور حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية ارنولد شوارزنيجر لمناقشة خطط الحد من الانبعاثات الضارة من خلال عرض محفزات اقتصادية.

ويبدو أن الوزير تخطى عناوين الأنباء التي كان يحتمل أن تضره في وقت سابق من هذا العام حول اتهامات بأنه ساهم في تأخير اطلاق سراح تركي ألماني المولد من معتقل جوانتنامو الامريكي للمشتبه في أنهم ارهابيون في كوبا.

ويعتقد بعض المحللين أن شتاينماير بمقدوره أن ينافس ميركل بشكل جيد في الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن 70 بالمئة من الألمان راضون عن أداء شتاينماير مقابل 75 بالمئة راضون عن ميركل.

ويقول قائمون على استطلاعات الرأي إن وزير الخارجية يمكنه أن يبنى على هذه النسب بينما يمكن لشعبية ميركل أن تخبو بعد أن حققت ارتفاعا قياسيا خلال رئاسة ألمانيا للاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني.

لكن شتاينماير أمامه أيضا طريق طويل ويمكن أن يغير الكثير خلال الأشهر الثمانية عشرة القادمة الباقية قبل موعد اختيار حزبه رسميا لمرشحه في المعركة الانتخابية.

وقال كلاوس بيتر شويبنر مدير احد الجهات التي تجري استطلاعات الرأي "سباق الحزب الديمقراطي الاشتراكي مفتوح على مصراعيه...وشتاينماير له مكانة كبيرة لكن التعامل مع الشؤون الخارجية قد يساعد السياسيين وعلى الرغم من ذلك فهناك اسئلة بشأن تعامله مع الشؤون الداخلية وهو المجال الذي غالبا يتمتع فيه بيك بقوة أكبر في الوقت الحالي." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى