رئيسة البعثة الطبية الصينية العاملة في مستشفى الرازي العام أبين لـ «الأيام»:معظم حالات الأطفال التي عاينتها تعاني الملاريا والإسهالات وفقر الدم وتحسنت الأحوال الصحية عما كان قبل 7 سنوات

> «الأيام» أحمد يسلم صالح:

>
استقبال محافظ أبين للبعثة الطبية الصينية عند قدومها إلى أبين في يناير 2006
استقبال محافظ أبين للبعثة الطبية الصينية عند قدومها إلى أبين في يناير 2006
تعود البدايات الأولى لوصول أول بعثة طبية صينية إلى جنوب الوطن إلى عام 1970م وتحديداً في محافظة أبين.. وقدم الأطباء الصينيون أنفسهم إلى الشعب اليمني كرسل رحمة وإنسانية خلال البعثات الطبية التي توالت باستمرار حتى اليوم وعلى مدى (37) عاماً.

مستشفى الرازي العام أبين يحتضن حاليا البعثة الطبية الصينية الثامنة عشرة في عامها الثاني والأخير الذي سينقضي في نهاية عام 2007م، والاستعداد لاستقبال البعثة الطبية التاسعة عشرة.

البعثة الطبية الحالية تتكون من (13) طبيباً اختصاصياً، في الجراحة العامة، أمراض النساء والتوليد، العظام، المسالك، العيون، الأنف والأذن والحنجرة، الأطفال، الأشعة والتخدير، بالإضافة إلى فنية عمليات جراحية كبرى.

خلال تجوالنا في مستشفى الرازي العام أبين، التقينا بالسيدة د. يانغ لي تشي، اختصاصية أطفال ورئيسة البعثة، التي بدت في غاية السرور والحيوية وهي تؤدي واجبها الإنساني النبيل، والتي عادت للعمل في المستشفى للمرة الثانية، وكانت المرة الأولى في عام 1999م.

د. يانغ لي تشي طبيبة اختصاصية أطفال منذ عام 1983م وتقول إنها مسرورة جداً لعودتها مرة ثانية، وإنها تعمل مع زملائها من الأطباء اليمنيين والصينيين بروح فريق العمل الواحد، وأن «عمل البعثة الطبية الصينية يتم تحت رعاية وإشراف إدارة المستشفى، ولدينا نظام عمل وفقاً للوائح وأنظمة العمل التي نعمل من خلالها على تقديم الرعاية الطبية لأفراد الشعب اليمني».

وأضافت: «لقد لمسنا منذ قدومنا للعمل في محافظة أبين، التعاون والتفاهم والتنسيق مع إدارة المستشفى، واهتماماً بأوضاعنا من قبل السلطة المحلية في المحافظة، وبالذات الاستاذ المهندس فريد أحمد مجور، محافظ أبين، والدكتور سالم ناصر جابر، مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة”.

وبالنسبة لعمل البعثة خلال الفترة التي مضت منذ وصولها في يناير 2006م وحتى اليوم فتمخض عن إجراء ما يزيد عن (2850) عملية جراحية مختلفة تقريباً منها (500) عملية جراحية كبرى، بالإضافة إلى معاينة (20000) حالة من المرضى المترددين على العيادات الخارجية، والطوارئ العامة تقريباً، منها (3000) حالة في الطوارئ العامة، وتم معاينة (4000) حالة مرضية في أقسام رقود المرضى منها (400) حال مرضية خطرة تم رعايتها والإشراف عليها طبياً وتتركز تلك الحالات في حوادث إطلاق الرصاص، والسيارات والسقوط من مكان مرتفع، وملاريا الدماغ، وأمراض نامونيا الأطفال في حالاتها الصعبة والحرجة وحالات تسمم الحمل والنزيف الحاد أثناء التوليد.

نجحت البعثة في إجراء بعض العمليات المعقدة المتصلة بأمراض السرطان رغم محدودية الإمكانات والتجهيزات الطبية في المستشفى، ومن تلك العمليات استئصال سرطان المثانة، المعدة، الثدي، الحنجرة، الرحم، وتمت تلك العمليات بنجاح استمراراً لنجاحات مشهودة للبعثات الطبية السابقة والحالية.

وعن أمراض الأطفال تقول الدكتورة يانغ لي تشي «إن معظم الحالات التي عاينتها كانت لأطفال يعانون من أمراض الملاريا، النامونيا، الإسهالات، فقر الدم، سوء التغذية، تكسرات الدم، (السل الرئوي) إلا أن هناك تحسنا ملحوظا في الأحوال الصحية مقارنة قبل سبعة أعوام عندما كنت في البعثة الطبية الخامسة عشرة آنذاك، وهذا يعود إلى تنامي الوعي لدى الأسرة اليمنية في التربية والعناية بالأطفال، وإلى كثافة ونجاح الحملات الوطنية لأمراض الأطفال، ونأمل المزيد من النجاحات في هذا المجال». وبشأن تبادل الخبرات والمهارات بين أفراد البعثة الطبية والصينية والكادر اليمني تقول رئيسة البعثة: «نشعر أن هذا يأتي في صميم مهامنا في الإفادة والاستفادة من بعضنا بحكم المهنة وهذا بالطبع شيء لا بد منه».

وفي التخصصات التي يعمل بها أفراد البعثة يجري تبادل الخبرات العملية والنظرية بشكل يومي ومستمر، ويتجلى ذلك من خلال تحسن وتنامي مهارات الكادر اليمني بشكل أفضل.

وعن الصعوبات التي تواجه عمل البعثة، قالت: «إذا تقصدون صعوبات العمل نتيجة عدم توفر الأجهزة والمعدات الطبية الحديثة، فذلك شيء وارد وقد حال دون أن يتمكن الأطباء الصينيون من استخدام معارفهم العلمية وخبراتهم العملية بشكل أوسع وعمل العمليات الجراحية الكبرى المعقدة، مثال: لا يوجد في المستشفى منظار عمليات جراحية، ولا منظار مثانة.

ولا جهاز تفتيت حصوات الكلى، ولا منظار الأذن والأنف والحنجرة، ولا أشعة مقطعية، ولا أشعة مرئية في غرفة العمليات الجراحية الكبرى، وكذلك تقنية المختبر الحديثة، فاليوم أصبح توفير مثل تلك الأجهزة والمعدات أمرا ضروريا لتحقيق خدمات طبية وعلاجية متقدمة، ونأمل أن يحصل مستشفى الرازي العام في محافظة أبين، على الاهتمام والرعاية وتوفير مثل تلك الأجهزة، وحالياً المستشفى تحسن أداؤه، وتجرى أعمال الصيانة والترميم للمبنى، ولدى المستشفى حسب علمي كادر من الأطباء في مساق الدراسات الطبية التخصصية العليا، وكل ذلك يبشر بمستقبل أفضل لأوضاع المستشفى».

خلال إجراء إحدى العمليات الجراحية
خلال إجراء إحدى العمليات الجراحية
وعن سؤالنا بشأن شكوى المواطنين من عدم توفر تخصصات طبية أخرى في البعثة مثل تخصص جراحة مخ وأعصاب، وجراحة صدر، قالت رئيسة البعثة «إن ذلك شأن يخص الحكومتين اليمنية والصينية، وما تحويه بروتوكولات التعاون الثنائي، التي نأمل تطويرها مستقبلاً لتشمل مثل تلك التخصصات».

وعن إمكانية وجود تؤامة بين مستشفى الرازي أبين، وأحد المستشفيات الكبيرة في مقاطعة أن هواي.. قالت: «ذلك يعود إلى مدى التنسيق والتفاهم، وأود الإشارة إلى أن وفدا طبيا رفيع المستوى من مقاطعة أن هواي سوف يزور محافظة أبين وبالذات مستشفى الرازي العام للاطلاع على عمل البعثة الطبية الصينية، خلال الأيام القليلة القادمة، ويمكن للمسؤولين اليمنيين في محافظة أبين طرح مثل ذلك على الوفد، حيث نرى في التؤامة مجالات أوسع للتعاون الطبي، وتدريب الكادر حتى الدراسات التخصصيات الطبية العليا»

وحول تقييم إدارة المستشفى لأداء البعثة، كان لقاؤنا بالدكتور حسين عبدالقادر الجفري، اختصاصي أطفال ومدير المستشفى، الذي قال: «يتميز عمل البعثات الطبية الصينية منذ عرفناها بالنشاط المستمر والحيوية والمثابرة، وهذا شيء معروف لدى الشعب الصيني الصديق، الذي وجدنا معهم حب واحترام مهنة الطب والعمل المستمر، وفي الحقيقة أن خدمات البعثة الطبية الحالية منظورة ومشهودة ولا غنى لنا عنها وهذا يأتي استمرارا لعمل البعثات الطبية التي توالت على المستشفى منذ عام 1970.

وبالمناسبة نتقدم بالشكر والعرفان لجهودهم المخلصة والجليلة ولكل الأطباء الصينيين جميعاً الذين خدموا في مستشفى الرازي العام أبين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى