الامم المتحدة.. انتاج الافيون زاد "لمستوى مرعب" بافغانستان

> كابول «الأيام» جون همينج :

>
احراق كميات من المخدرات في كابول
احراق كميات من المخدرات في كابول
قالت الامم المتحدة أمس الإثنين إن انتاج الافيون في افغانستان ارتفع "لمستوى قياسي مرعب" حيث توجد في افغانستان الان أراضي تنتج كميات من المخدر أكثر من كولومبيا وبوليفيا وبيرو مجتمعة.

وتخوض أفغانستان حاليا دائرة مفرغة حيث تصب أموال المخدرات عند كل من تمرد طالبان وفساد المسؤولين الذي يضعف بدوره سيطرة الحكومة على أجزاء كبيرة من البلاد ويسمح بإنتاج مزيد من الافيون.

وارتفعت مساحة الارض المزروعة من نبات الخشخاش بنسبة 17 بالمئة لتصل إلى 477 ألف فدان عام 2007 مقارنة بنحو 408 آلاف فدان العام الماضي.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن حصاد العام الجاري بلغ 8200 طن مقارنة بنحو 6100 طن عام 2006.

وقال تقرير مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إن افغانستان انتجت 93 بالمئة من أفيون العالم عام 2007 بزيادة عن نسبة 92 بالمئة العام الماضي.

وقال بيان المكتب "لم تنتج اي دولة أخرى المخدرات على هذا النطاق القاتل منذ أن فعلت ذلك الصين في القرن التاسع عشر."

وتتم معالجة معظم الافيون الافغانى لتصنيع الهيروين وتهريبه خارج البلاد إلى أوروبا والشرق الاوسط حيث يغذي الادمان والجريمة في هذه المناطق.

ويتركز انتاج الافيون في جنوب أفغانستان البلاد حيث يشتد نشاط طالبان.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "تتم زراعة نحو 80 بالمئة من الخشخاش في بضعة أقاليم على الحدود مع باكستان حيث يتعاظم الاضطراب."

وفي اقليم هلمند حيث تشتبك قوات معظمها بريطانية غالبا مع مقاتلي طالبان يتم إنتاج أكثر من نصف إجمالي الانتاج الافغاني من الافيون.

وقال مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة "صار هلمند بمفرده اكبر مصدر للمخدرات غير القانونية فائقا انتاج دول برمتها مثل كولومبيا (الكوكا) والمغرب (الحشيش) وميانمار (الافيون) التي يصل عدد سكانها إلى 20 مثل عدد سكان الاقليم."

وقال مكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة إن هناك ارتباطا مباشرا بين درجة انعدام الامن ومستوى انتاج المخدرات.

ويعد التعامل مع تمرد طالبان محورا رئيسيا لمكافحة زراعة الخشخاش.

وقال انطونيو ماريا كوستا مدير مكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة "اينما تحكم القوات المناهضة للحكومة تزدهر زراعة الخشخاش."

وعلى النقيض من هذا حدث بعض التقدم في المناطق الاكثر أمنا شمال البلاد فمن بين 34 اقليما افغانيا تضاعف عدد الاقاليم التى أعلن خلوها من الخشخاش إلى اكثر من مثليها لتصل إلى 13 اقليما عام 2007 مقارنة بستة فقط العام الماضي معظمها شمال ووسط البلاد.

وقال كوستا "فيما يتصل بالافيون في أفغانستان يبدو الوضع قاتما إلا انه لا يبعث على اليأس بعد."

وانتاج الافيون فى أفغانستان آخذ في الزيادة كل عام منذ اطاحت قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بطالبان من الحكم عام 2001 وتأتي هذه الزيادة على الرغم من انفاق مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الدولية في محاولة لاجتثاث هذه المشكلة.

وخلال العام الجاري فحسب رصدت الولايات المتحدة ميزانية قدرها 449 مليون دولار للتعامل مع انتاج الافيون في افغانستان.

وقال مكتب الامم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة إن الفقر ونقص المحاصيل البديلة لم يكونا العاملان الاساسيان المؤثران على قرار الفلاحين زراعة الخشخاش حيث تحظى معظم المناطق المزروعة في الجنوب باغنى واخصب الاراضي في عموم افغانستان.

وكان زعيم طالبان الملا عمر خفض انتاج الافيون بشكل كبير في افغانستان خلال العام الاخير من حكمه عندما اصدر فتوى بتحريم زراعة الخشخاش وهدد بعقوبات قاسية في المناطق التي احكمت الحركة سيطرتها عليها.

ويقول التقرير إن طالبان عكست سياستها الان وقال كوستا "ما كان يعتبر عادة خطيئه أصبح الان أمرا يتلقي التشجيع" ودعا القوات الغربية في افغانستان إلى فعل المزيد لمساعدة القوات الافغانية على التخلص من انتاج الافيون ودعا الدول الاعضاء في الامم المتحدة إلى اضافة اسماء عشرات مهربي المخدرات إلى قائمة القاعدة والمشتبه بأنهم من طالبان حتى يمكن مصادرة ممتلكاتهم وحظر سفرهم وتسهيل تسليمهم ومحاكمتهم.

وحث كوستا أيضا الشعب الافغاني والحكومة على التشدد مع الفساد ومعاقبة المسؤولين الفاسدين,وقال "سيقوض الطمع قصير الامد احتياجات أفغانستان طويلة الامد." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى