مآسي رياضة حضرموت.. غيض من فيض .. فرع اتحاد استقال ثم أقيل.. فلماذا تمت إقالته ولماذا عوقب أعضاؤه بالمنع من مراقبة المباريات؟

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري :

>
ملعب تمارين نادي شعب حضرموت وتظهر حالته السيئة
ملعب تمارين نادي شعب حضرموت وتظهر حالته السيئة
عطفاً على تردي الوضع الكروي في ساحل حضرموت لم تقم لفرع اتحاد كرة القدم بالساحل قائمة منذ سنوات مع اجتهادات يجب أن تذكر من بعض الشخصيات، لكن أي مجهود أو طموح من قبل أي فرع خلال الفترات الماضية كان يجب أن يصطدم بحجرة الإمكانيات وغياب الدعم المركزي من الاتحاد العام للكرة في إطار التهميش الواضح للفروع التي يقتصر عملها في كثير من الأحيان على تمثيل الاتحاد العام بحضور مباريات الدرجات الثلاث، وكم كان يتمنى المتابع الرياضي أن يشاهد دوريات للفئات العمرية لأندية الساحل، وكذا الفرق الأولى بمشاركة المكلا وأهلي الغيل والشعب والتضامن وسمعون والشبيبة ووحدة المكلا ووحدة شحير ووحدة الحامي وهلال فوه وشباب القارة وغيرها من الأندية، لكن شيئاً من ذلك لا يتحقق البتة وهي أسئلة دائماً ما نطرحها على الإخوة في فرع الاتحاد، وتتصدر الكلمات المعهودة الجواب (الإمكانيات) و(غياب الدعم) عن الفروع لإقامة مثل هذه المنافسات التي تخلق تنافساً بين الأندية يأتي في مصلحة الأندية في نهاية المطاف.

وضع مكتب الشباب بساحل حضرموت ليس في أفضل حالاته، والدليل إقدام مديره العام الأخ إبراهيم أحمد الحبشي مؤخراً على تقديم استقالته لأسباب كثيرة، أبرزها عدم توفر الوضع الصحي في المكتب وغياب أبسط مستلزمات العمل، والوضع ينطبق على فرع اتحاد كرة القدم بالساحل الذي لا يرتبط بعلاقات مثلى مع اتحاده العام، وجاءت قضية نادي المكلا مع نصر حجة لتقصم ظهر البعير، وليقدم الفرع بعدها استقالته الجماعية احتجاجاً على ما آلت إليه القضية، وفي الوقت الذي رفعت بعض الأندية طلباً تطلب فيه تمسكها بالفرع، جاء قرار الاتحاد العام بحل الفرع بمعية فرعي أمانة العاصمة وحجة.

لقطة لتسبب ملعب بارادم في إصابة لاعب
لقطة لتسبب ملعب بارادم في إصابة لاعب
قرار الاتحاد العام بحل الفرع جاء عقب إعلان الفرع بفترة طويلة استقالته الجماعية، فكيف يتم حل فرع مستقيل أصلاً!؟ ثم قبيل أيام جرى تشكيل فرع جديد من الاتحاد العام، وقد اعتمد الاتحاد العام في قراره بحل فرع اتحاده بساحل حضرموت على القوانين الأخيرة للفيفا، لكن تلك القوانين تمنح الأحقية للاتحاد بحل الفروع في حالات استثنائية مثل تسببها في قضايا مشينة أو ارتكابها قضايا فساد مالي أو ارتكاب مخالفات جسيمة وهو مالم يحدث فيما يتعلق بفرع الاتحاد المنتخب أصلاً من الأندية شأنه شأن الاتحاد العام .. القوانين نفسها تمنح الحق لمكتب الشباب بتشكيل لجنة مؤقتة لإدارة العمل بدلاً عن الفرع المستقيل وهي صلاحيات متضاربة في إطار وزارة الشباب والاتحاد العام للكرة.

ما مضى.. مضى،لكن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، لكنه أفسد الود الذي كان بين الاتحاد العام وأعضاء فرعه في ساحل حضرموت، كيف؟..من خلال إدخال عضوي الفرع سعيد حاتم وأحمد باسالم وهما العضوان اللذان دخلا في دورة مراقبي المباريات ونجحا فيها، بل وشاركا في مراقبة بعض المباريات وأدخلا بعد مشاركتهما في الاستقالة في دائرة المغضوب عليهم، واستبعدا عن مراقبة المباريات بدافع(من ليس معي فهو ضدي).

لقطة لملعب بارادم
لقطة لملعب بارادم
حضرموت ليست بحاجة إلى كثير من التعقيد لرياضتها التي بلغت الحضيض، فأنديتها تساقطت للثانية والثالثة وملاعبها منذ الستينيات لم تتغير، هل شاهد أحدكم وضع ملعب بارادم بالمكلا.. إنها مأساة حقيقية لملعب في محافظة مثل حضرموت ومدينة مثل المكلا باتت من المدن المتحضرة والكبيرة التي كان يجب أن تستقبل إحدى مجموعات البطولة المدرسية العربية لكرة القدم، ولكنها بدون ستاد رياضي، بل بها ملعب ترابي عفى عليه الزمن يجب أن تعالج أوضاعه من جديد..وكذلك الحال بالنسبة لملعبي الشاحت بالشحر وبن سلمان بغيل باوزير حالهما (يصعب حتى على الكافر).

وزارة الشباب والرياضة بعد أن شيدت عدة ستادات رياضية في عدد من المحافظات وقفت عند مدينة المكلا، لتؤكد أن الاستادات والمشاريع الرياضية ليس من شأنها، بل من شأن المجالس المحلية في المحافظات،والمجلس المحلي بحضرموت لم يدرج هذا الموضوع في أجندته ويقره بحزم بل ويتواصل مع الوزارة بشأنه..ولهذا ظلت القضية(محلك سر)وظلت المكلا وأندية حضرموت العريقة بدون ستاد رياضي دولي، وقبل ذلك بدون إحداث أي تطوير يذكر على ملعب بارادم، الذي يقع في قلب المدينة والذي يعاني من أرضية ترابية سيئة ومدرجات تلامس الأرض يتقدمها حاجز حديدي يؤثر على رؤية المشاهد للمباراة، حتى المقصورة بدأت تتآكل وتتساقط في منظر مأساوي لا تعاني منه حتى دول القرن الأفريقي الفقيرة أو التي تعيش مآسي الحرب والقتال.

الرياضة المدرسية في حضرموت في إجازة طويلة والحصص الرياضية في المدارس لا وجود لها إلا فيما ندر، ولهذا وجد شباب حضرموت ضالتهم في الفرق الشعبية بإقامة دوريات منظمة تمثل سلاحاً ذا حدين تخدم في كثير من الأحيان الأندية وتمثل أوراق ضغط في أحيان أخرى.

في حضرموت مدربون شباب بدأوا مشوارهم في هذا المجال ونجحوا في مساعيهم، لكنهم ضلوا ويبدو أنهم سيبقون كذلك حبيسي الإهمال وعدم الاهتمام بانخراطهم في دورات تأهيلية متتالية تعود بالنفع عليهم وتدعم توجهاتهم، فهناك مثلاً نجوم الأمس سالم بخيت وحسن مسجدي وعبده باخله وأحمد صالح العماري وسالم بامهيدي وصالح الكلدي وعمر باعبود وغيرهم.

فريق أهلي الغيل أيام مجده الكروي
فريق أهلي الغيل أيام مجده الكروي
وفي حضرموت أيضاً حكام شباب بدأوا المشوار منذ حوالي عشر سنوات، وظلت أسماؤهم عرضة للذكرى والمزاج والإهمال حتى توارى البعض عن التحكيم والبعض الآخر لجأ لتحكيم مباريات الفرق الشعبية وآخرون بحاجة إلى لفتة كريمة تنتشلهم من جديد، هناك سالم بوعسكر وعوض باقمري وصلاح بامحيسون ومحمد عفيف وأحمد بامهري وغيرهم شباب كثيرون.

في حضرموت لاعبون قدامى لم ينالوا التكريم والتقدير منهم من قضى نحبه ومنهم من يعيش على هامش الحياة يكابدها تحت ظروف صعبة وأمراض ولا مبالاة .

هناك الجوهرة أيوب جمعة الذي كرمته وزارة الشباب والرياضة بشهادة من ورق، ويسلم صالح والراحل مؤخراً صلاح وحدين، وأسرة الراحل طاهر باسعد، ومحمد حبول وشيبوب وغيرهم كثير.

كل ما ذكرناه هو غيض من فيض من وضع مأساوي سيء ساهم ويساهم بشكل فعال في تراجع أوضاع الكرة في حضرموت..وفي الأعداد القادمة بإذن الله سنتناول البعض الآخر إذا كان في العمر بقية،لكن عزاءنا أن تجد هذه المطالبات آذاناً صاغية ،لا أن تظل حبراً على ورق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى