ياشباب (العاطلين عن العمل).. اتحدوا!

> د. عبيد البري:

> لم أكن أتصور يوماً، قط، أنني سأكتب موضوعاً عن العاطلين إلى العاطلين، والسبب في ذلك أنه كان عندي الأمل أن يأتي اليوم الذي انتظرناه طويلاً بحسب وعود القيادة السياسية، والذي تنتهي فيه مشكلة البطالة في اليمن إلى الأبد!

وأود الإشارة هنا، إلى أنني أتوقع أن وضع عنوان للموضوع بهذا الشكل، سيثير جدلاً وسوء فهم عند البعض الذين قد يقولون إنه يشبه شعار ماركس:(ياعمال العالم اتحدوا) ومع قناعتي أنه ليس هناك من شبه، ولا وجه للمقارنة بين هذا وذاك، إلا أنه يختلف عنه بعدة أوجه، مثل (أولاً): أن ذاك قد دعا إلى الثورة، بينما نحن ندعو إلى الوحدة، و(ثانياً): أنه خاطب العمال، بينما نحن نخاطب العاطلين عن العمل! (وثالثاً): أنه دعا إلى إعادة تشكيلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية، بينما نحن ندعو إلى أن نحذو حذو المجتمعات الناجحة في حياتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

ومن ناحية أخرى، لا أتوقع أن أحداً يستنكر دعوتي إلى الشباب العاطلين عن العمل الذين تزداد جمعياتهم في التشكل يوماً عن يوم في كثير من المناطق، للمطالبة بحقهم في العمل والمشاركة في كل مجالات الحياة، وللحفاظ على حقوقهم وأراضيهم وثرواتهم، ليوحدوا صوتهم في عموم المحافظات اليمنية المهمشة، بحيث يضعون كل مطالبهم وتظلماتهم بأنفسهم أمام القيادة السياسية بعد أن يئسوا من انتظار منظمات ومؤسسات وحكومات متلاحقة للنظر في قضاياهم ووضع الحلول لها.

وبالرغم من أن تشكيل جمعيات للعاطلين عن العمل تضاف إلى مؤسسات المجتمع المدني، هو أمر غير معتاد في المجتمعات البشرية التي تنشد التطور والرخاء، إلا أن واقع الحال في بلدنا لعله يوصلنا إلى إعادة النظر في القضايا الإستراتيجية التي تقود إلى المظاهر التي تؤثر في السلم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وجعلت الأخ الرئيس يصدر قراراً (حريصاً ومسؤولاً!) بتشكيل لجنة للوقوف على مظاهر الاختلالات الاقتصادية والإدارية والأمنية.

وفي تصوري، أن جمعيات الشباب العاطلين عن العمل ستكون أكثر ترابطاً فيما بينها لأن أساس توحدهم هو وضعهم السيء بصرف النظر عن انتماءاتهم القبلية والمناطقية في مختلف المحافظات، على العكس من النقابات المهنية التي أضعفها وفرقها تكريس الانشقاق بين أعضائها واختلاف توجهاتهم وإنتماءاتهم.

وفي تصوري أيضاً، أن بين (جيش) العاطلين عن العمل شباباً مثقفاً من خريجي الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة، قادرين على التنسيق والتنظيم بين المحافظات تحت مظلة القانون والدستور، وفي حدود الحريات المتاحة للتعبير، بحيث تحافظ على النظام والأمن في البلد بشكل عام، والاستفادة مما تقدمه القيادة السياسية من مبادرات الإصلاح والتغيير.

وبذلك فإن تشكيل الجمعيات والقيام بالفعاليات المختلفة، يجب أن يكون باسم الشباب العاطلين عن العمل ومعبراً عنهم كشريحة أساسية في المجتمع، وليس بإيجاء أو توجيه من حزب أو منطقه معينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى