الحرائق تتواصل في اليونان والحكومة محرجة

> أثينا «الأيام» رافاييل هيرمانو :

>
لليوم الخامس على التوالي، تواصلت الحرائق أمس الثلاثاء في منطقة بيلوبونيسوس وجزيرة ايفيا في اليونان حيث تتزايد الانتقادات للحكومة المحافظة، وذلك قبل اقل من ثلاثة اسابيع على الانتخابات التشريعية.

وووجه رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس نداء الى مواطنيه ليبقوا "موحدين" في هذه "المأساة الوطنية".

واضاف ان "اولويته" تكمن في "التخفيف من معاناة السكان المنكوبين" واطلاق خطة "عاجلة" لاعادة البناء والتنمية في المناطق التي طاولتها الحرائق.

وقال عناصر الاطفاء ان الحرائق لا تزال "خارجة على السيطرة" من دون ان تشكل تهديدا "حتى الان" للقرى المجاورة.

وتعمل سبع طائرات واربع مروحيات في مقاطعة ايليدا غرب بيلوبونيسوس، حيث قضى اكثر من خمسين شخصا خلال الايام الاخيرة بعدما حاصرتهم النيران في قراهم.

ولا تزال ثلاث مروحيات تحاول اخماد النار في مقاطعة اركاديا (وسط بيلوبونيسوس) فيما تستمر الحرائق في الجنوب وتحديدا في جبال تايغيت وبارنون قرب اسبرطة.

وقالت مسؤولة عن الاطفائيين "في جزيرة ايفيا، تلتهم النيران غابات قرب مرماري وسيتا ونيوهوري".

ويشارك في التصدي لالسنة اللهب اكثر من 800 اطفائي و800 جندي يوناني، معززين بعشرات الاطفائيين والطائرات والمروحيات الذين اتوا من الخارج.

ومع حصيلة موقتة بلغت 63 قتيلا، لا تزال الكارثة غير المسبوقة في البلاد تثير غضب السكان الذين يعتبرون ان السلطات "تخلت عنهم". وقد فر معظم هؤلاء من قراهم على عجل من دون ان ينبههم احد ومن دون ان يشاهدوا اطفائيا واحدا.

وروت ايانولا ايانوبولوس (77 عاما) التي اجليت مساء الاحد من بلدتها فاليزيا في غرب بيلوبونيسوس لوكالة فرانس برس "يبلغ عددنا نحو ثلاثين، جميعنا مسنون فكيف نتصدى للنار؟ كان على ابنائنا ان يأتوا لكن الطرق كانت مغلقة".

واطلق حزب المعارضة الرئيسي باسوك (اشتراكي) حملة ضد الحكومة على ابواب الانتخابات التشريعية المبكرة في 16 ايلول/سبتمبر والتي كان دعا اليها رئيس الوزراء كوستاس كرمنليس قبل الكارثة.

وقال زعيم الحزب الاشتراكي جورج باباندريو "لحق بنا العار جراء عجز الحكومة الحالية عن انقاذ مواطنينا".

وفي مواجهة المشاهد الرهيبة التي تنقلها قنوات التلفزة، اختارت الحكومة فرضية افتعال الحرائق وباشرت تحقيقا اوليا ادى الى توقيف سبعة اشخاص.

وقال المتحدث باسم الحكومة ثيودور روسوبولوس "اننا نتساءل عما اذا كانت هذه المأساة غير المسبوقة مجرد صدفة".

لكن باباندريو رد في رسالة الى الشعب "حين يتبنى رئيس وزراء البلاد هذه الفرضية فان الامر يشكل خطورة على المؤسسات الديموقراطية".

ودعا كرمنليس الى "كشف كل العناصر التي في حوزته" حول احتمال القيام بعمل مفتعل، مضيفا "اذا كان لا يملكها فانه المسؤول عن تشويه سمعة البلاد وتداعيات ذلك على صناعتنا السياحية".

وقال المحلل السياسي جورج سيفيرتزيس لوكالة فرانس برس "من الواضح ان فرص باسوك في الفوز في الانتخابات المقبلة ازدادت، لكن السؤال الرئيسي هو ما اذا كان هذا الاستياء من كرمنليس سيصب في مصلحته في صناديق الاقتراع او سيزيد الاحجام عن التصويت".

لكن الجدل السياسي الحاد لم يمنع السياح الاوروبيين من مواصلة تدفقهم على اليونان رغم موجة الحرائق، بدليل ان وكالات السفر الكبيرة لم تسجل اي الغاء للحجوزات.

واذا كان البريطانيون يشكلون السواد الاعظم من السياح الذين يرتادون اليونان، فان محجتهم الاساسية تبقى الجزر وليس شبه جزيرة بيلوبونيسوس الاكثر تضررا بالحرائق.

وفي السياق نفسه، اعلنت وزارة الثقافة اليونانية في بيان أمس الثلاثاء اعادة فتح موقع اولمبوس الاثري ومتحفه.

وكانت السنة اللهب اقتربت الاحد من موقع اولمبوس الشهير الذي صنفته اليونيسكو على قائمة التراث العالمي، ما دفع عددا كبيرا من عناصر الاطفاء الى التدخل لحمايته.

وفي بروكسل، اعلن النظام الاوروبي للمعلومات حول حرائق الغابات ان حوالى 184 الف هكتار احترقت بين 24 و26 اب/اغسطس في اليونان حيث تجاوزت حصيلة الحرائق منذ بداية العام نظيرتها خلال عام 2006.

وبحسب المصدر نفسه فان الحرائق التهمت منذ الاول من كانون الثاني/يناير الفائت في اليونان حوالى 269 الف هكتار. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى