جول يؤدي اليمين رئيسا لتركيا والجيش يغيب عن التنصيب

> أنقرة «الأيام» خضر جوكطاش وبول دي بندرن :

>
وزير الخارجية عبد الله جول يؤدي اليمين رئيسا لتركيا
وزير الخارجية عبد الله جول يؤدي اليمين رئيسا لتركيا
أدى وزير الخارجية عبد الله جول اليمين رئيسا لتركيا أمس الثلاثاء على الرغم من اعتراضات الجيش الذي يخشى من خراب النظام العلماني في البلاد على يد الإسلامي السابق.

وجول الذي يتمتع بدعم شعبي هو أول سياسي له خلفية سياسية إسلامية يفوز بهذا المنصب المهم في تاريخ تركيا الحديث.

وبالمقارنة مع حفلات تنصيب أخرى لم يحضر كبار قادة الجيش وبعض أفراد النخبة العلمانية وحزب الشعب الجمهوري حفل تنصيب جول.

وقال قائد القوات المسلحة يشار بويوكانيت أمس أنه يرى "مراكز الشر" تسعى لتقويض الجمهورية العلمانية. وذلك تصريح مفاده أن الجيش لن يقف على الهامش إذا رأى تهديدا لمبدأ الفصل بين الدولة والدين.

وتعهد جول بالمحافظة على النظام العلماني الذي قال أنه يكفل أيضا حرية الدين,وفاز جول في جولة التصويت الثالثة في البرلمان أمس الثلاثاء.

وقال في كلمة تنصيبه بعدما أدى اليمين ليكون الرئيس الحادي عشر لتركيا "ما دمت في المنصب.. سأتعامل مع جميع المواطنين دونما أي تمييز".

وتوجه عدة مئات من العلمانيين إلى قصر الرئاسة للاحتجاج على تنصيب جول.

وأثبت جول أنه دبلوماسي له احترامه منذ انتخاب حزب العدالة والتنمية لأول مرة في عام 2002 وتمكن من تدشين محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. ويرتاب الجيش في ان جول وحزب العدالة والتنمية لديه أجندة اسلامية سرية.

وفوز جول انتصار لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد جهود من جانب النخبة العلمانية دعمها الجيش لعرقلة فوزه في الرئاسة. وأدت تلك الجهود لانتخابات برلمانية في يوليو تموز حقق فيها حزب العدالة والتنمية فوزا كبيرا.

ويتوقع كثير من المراقبين أن يحاول جول الذي انشق عن حزب إسلامي في عام 1999 أن يتجنب أي مواجهة.

جول مع زوجته
جول مع زوجته
وقال جنكيز جندار الاكاديمي والخبير في شؤون الشرق الاوسط "يجب الا تتوقع خطوات راديكالية حين يصبح جول رئيسا. معارضوه الذين يخشون ان يفعل سيدهشون وأيضا مؤيدوه الذين يأملون في خطوات راديكالية سيخيب أملهم."

وتأثرت أسواق المال التركية جراء تراجع الأسواق العالمية وتضررت بسبب بيان الجيش. ولم تظهر الليرة تأثرا يذكر عقب التصويت ولكنها تراجعت إلى 1.3290 أمام الدولار.

وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اليوم انه يتوقع ان يقدم حكومته الاصلاحية الجديدة غدا الاربعاء الى حليفه الوثيق جول للمصادقة عليها.

وترتاب النخبة العلمانية والجيش الذي أطاح بأربع حكومات منذ عام 1960 في جول لماضيه الاسلامي ومعارضتهما له لا تزال قوية فيما يرجع جزئيا إلى ارتداء زوجته للحجاب الذي يعتبره العلمانيون رمزا دينيا استفزازيا ويخشون من ظهوره في الاحتفالات الرسمية في قصر الرئاسة التركي,والحجاب محظور في المصالح العامة التركية.

والحجاب هو لكثيرين رمز لهيمنة الدين التي قضى عليها مصطفى كمال اتاتورك الزعيم العلماني ومؤسس تركيا الحديثة.

ونسبت وكالة أنباء الأناضول إلى محمد عمر ابن جول قوله "أمي لن تحضر" إلى البرلمان في إشارة إلى ان زوجة جول خير النساء تسعى لتجنب وقوع إشكال.

وأجرت صحيفة ميليت مسحا أظهر أن 72.6 في المئة ممن شاركوا فيه يعتبرون أن من "العادي" أن تقف زوجة الرئيس مرتدية حجابا. ورأى 19.8 إنهم لن يكونوا مرتاحين لذلك.

مع الرئيس السابق سيزير
مع الرئيس السابق سيزير
وواجهت تركيا فوضى سياسية منذ إبريل نيسان حينما رشح حزب العدالة والتنمية جول لمنصب الرئيس لأول مرة.

وقال توم كيسي المتحدث باسم الخارجية الأمركيية "نرحب بهذه الممارسة ضمن الديمقراطية التركية.. إن ذلك استمرار لنهج التطور الديمقراطي في ذلك البلد."

وتحرك حزب العدالة والتنمية تدريجيا إلى موقع الوسط في السياسة التركية وبانتخاب جول يكون الحزب قد سيطر على جميع مناصب الدولة الكبرى.

وفي تركيا تسيطر الحكومة على معظم السلطات ولكن بمقدور الرئيس أن ينقض القوانين وينقض تعيين المسؤولين ويرشح القضاة.

ويقول جول وإردوغان اللذان انشقا عن الإسلام السياسي إنهما مواليان للعلمانية وأن فوز حزبهما الكاسح في يوليو تموز يعطي جول سلطات رئاسية قوية.

(شارك في التغطية إيما روس توماس وسلجوق جوكولوك في أنقرة ودارين باتلر في إسطنبول) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى