هل يتغير مستقبل تركيا تحت قيادة رئيس إسلامي معتدل؟

> أنقرة «الأيام» كريستوفر ويد:

>
بعد شهور من الشكوك السياسية والأحكام القضائية المثيرة للجدل واحتجاجات في الشوارع وتحذيرات علنية من جانب القوات المسلحة تم - أخيرا- انتخاب عبد الله جول صاحب التوجهات الاسلامية المعتدلة رئيسا لتركيا أمس الأول الثلاثاء.

وأسدل هذا الحدث الستار على معركة سياسية وضعت العلمانيين والجيش في مواجهة حكومة حزب العدالة والتنمية صاحبة الشعبية الكاسحة.

معركة كسبها حزب العدالة والتنمية لكنها شهدت الرئيس عبد الله جول / 56 عاما/ يخرج عن مساره ليهدئ من روع خصومه.

وعقب مراسم أداء اليمين الدستورية ليلة أمس الأول الثلاثاء قال جول أمام البرلمان “ إنني سأكون ممثلا لجميع المواطنين . وسأكون - بالكلية- غير منحاز”.

وأردف “تركيا جمهورية ديمقراطية وعلمانية تقوم على مبادئ العدل الاجتماعي.

وهذه هي القيم الاساسية للدستور.

وعلينا أن ندافع ونعمل من اجل ترسيخ هذه القيم”.

كلمات نزلت بردا وسلاما علي الجميع عدا العلمانيين الذين لا تزال تراودهم شكوك عميقة في أن جول يضع معتقداته الدينية فوق القيم المؤسسة للجمهورية التركية.

وخرجت صحيفة راديكال وفي صدر صفحتها الأولى تقول “ السيد جول لا تنسَ أبدا ما أقسمت (على حمايته)“.

ومما لا ريب فيه أن ما من أحد يستطيع أن ينازع في أن جول سياسي محنك. فخلال السنوات الخمس التي أمضاها في منصب وزير الخارجية قاد مسعى تركيا للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي كما كان في طليعة من دفعوا قدما ببنود الاصلاح من قبيل إلغاء عقوبة الاعدام وتجذير قيم حقوق الانسان.

ولو أن السباق قام على إنجازاته السياسية وحدها لما كان أحد قد جفاه النوم وقد عرف الآن أن جول سيشغل القصر الرئاسي على مدى السنوات السبع القادمة.

وتبدو الحكومات في الغرب سعيدة أيضا لأن جول الذي يتحدث الانجليزية بطلاقة والذي تربطه علاقات وثيقة بوزراء الخارجية الاجانب قد صار رئيسا لتركيا بيد أن الصفوة الليبرالية فضلا عن العلمانيين المتشددين في الجيش يخشون من انه مع وصول جول إلى القصر الرئاسي فإن حزب العدالة والتنمية لن يجد الآن ما يحول بينه وبين هدم التقاليد العلمانية للدولة والتي وضعها مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفي كمال أتاتورك.

وفي نواح عديدة لم يكن رمز المعركة جول نفسه بل زوجته خير النساء.

ففي بلد يحظر ارتداء الحجاب في المكاتب الحكومة والجامعات فإن خير النساء ستصبح أول سيدة أولى لرئيس تركي ترتدي الحجاب.

ويرفض جول الانتقادات الخاصة بحجاب زوجته قائلا إنها غير ذات صلة.

وقال جول أثناء الحملة الانتخابية “ أنا الذي سأصبح رئيسا وليس زوجتي إنني أرى أن الحجاب أمر شخصي وليس قانونيا”.

ورغم كل ذلك فإن الحجاب مجرد رمز، والخوف الحقيقي الذي جعل أكثر من مليون شخص ينزلون إلى الشوارع احتجاجا في شهري ابريل و يونيو الماضيين هو أن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان سيحاول الآن أن يسارع بتنفيذ بنود أجندة إسلامية سرية وانه لن يكون هناك هذه المرة مكابح رئاسية توقفه.

فقد روج اردوغان علانية لفكرة تجريم الزنا كما حاولت المجالس المحلية التي يهيمن عليها حزب العدالة والتنمية قصر تناول الكحول على أماكن معينة بيد انها اضطرت إلى التراجع.

ولا يعتقد معلقون في تركيا انه سيكون هناك أي اندفاع من قبل اردوغان لاستغلال حقيقة أن الجالس في القصر الرئاسي الآن حليف له.

وأيا كان ما سيفعله جول فإنه سيراقب عن كثب .

وأية اشارة إلى انه يحاول أن يقوض مبدأ فصل الدين عن الحياة العامة سيجابه بإدانة فورية من قبل الصحافة العلمانية والاهم من ذلك من قبل الجيش. د ب أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى