رغم القيود .. زي المرأة الإيرانية لا يزال عصريا

> طهران «الأيام» فرشيد مطهري:

>
28 عاما من عمر الثورة الايرانية التي أجبرت جميع النساء على ارتداء العباءة الطويلة الفضفاضة وغطاء الرأس لإخفاء تضاريس أجسادهن وشعرهن في الاماكن العامة.

لم تعرف رويا يوماً ذلك الاحساس البسيط الذي تحس به ملايين النساء في جميع أنحاء العالم: أن تخرج إلى الشارع مرتدية البنطلون الجينز والقميص التي شيرت وان تحس بأشعة الشمس أو نسمة الهواء تداعب شعرها وذراعيها.

لكن رويا مع ذلك وعلى غرار ملايين النساء الايرانيات تنفق الجزء الاعظم من ميزانيتها السنوية على الازياء الحديثة.

تقول رويا: “ النساء في إيران لهن وجهان: احدهما تظهر به في العلن والآخر في منزله.

فنحن خارج المنزل نبدو كخادمات وفي الداخل كأميرات”.

فالثوب الاسلامي للنساء في إيران هو الشادور ، ثوب طويل فضفاض يغطي الجسم كله عدا الوجه.

بيد أن الثوب الشائع هو المانتو وغطاء الرأس اللذان يسمح بهما قانون مكافحة الرذيلة في إيران.

وحاول رجال الدين في إيران على مدى السنوات الثماني والعشرين الماضية أن يفرضوا زيا إسلاميا موحدا للنساء بيد أن جهودهم ولاسيما في المدن الكبيرة لم تثمر كثيرا.

ومن حين لآخر تقوم الشرطة بحملات مطاردة “ للنساء اللاتي لا يرتدين الزي المناسب” حيث تقوم باحتجازهن لفترات وجيزة أو توقيع غرامات على المتجاوزات منهن .

وهذه الحملات التي تستهدف عامة ما تسميه الحكومة “الغزو الثقافي الغربي” ليس لها مفعول إلا على المدى القصير.

يقول سعيد وهو صاحب محل ملابس في طهران: “انك لن تستطيع أن تغير من طبيعة المرأة التي تحب أن تبدو أنيقة وجميلة ولا تستطيع قوة حتى لو كانت جيشا أن تغير من الطبيعة البشرية التي هي من صنع المولى عز وجل”.

وعلى غرار قسم كبير من أقرانه أصحاب محلات الملابس فقد تلقى سعيد عدة تحذيرات بعدم بيع ملابس أو أدوات “غير إسلامية” للنساء والا فإن محله سيغلق.

لكن هذه التحذيرات لا تلقى الا التجاهل حتي الآن من جانب سعيد وزملائه فبدون هذه الاشياء ستفلس المحال على أي حال.

وقال سعيد: “شقيقي يعمل في مدينة دوسلدورف الالمانية ولا يبيع نصف ما أبيعه أنا هنا شريطة ألا تفرض علينا الحكومة مزيدا من القيود”.

وأدرك جناح في السلطة الايرانية منذ وقت طويل انه ما من سبيل للتحكم بشكل فعال في أزياء النساء ومن ثم حاول دعم ما يسمى “الزي الوطني” الذي خطط له أن يبدو على شاكلة الزي الذي ترتديه المرأة في الهند وباكستان.

بيد أن الخطة لم تحقق نجاحا كبيرا وحتى في حالة اكتمالها فإن من المعتقد على نطاق واسع أن تمنى بالفشل في السوق.

وبينما تبدو المرأة الايرانية داخل البيت مثل نظيرتها الغربية تقريبا فإنه يمكن مقارنتها خارجه ببعض الاحياء في اوروبا التي يشكل المسلمون غالبية سكانها.

بيد أن المراة الايرانية تمكنت من تحويل القيود إلى نوع من الابداع بتحويل الزي الاسلامي إلى زي حديث.

فالمانتو - الذي يتعين أن يصل إلى الركبة - صار أكثر ضيقا وقصرا وفي الواقع تحول إلى سترة قصيرة ضيقة “تونيك” تبدو فوق البنطلون الجينز أو الاستريتش مثل تنورة قصيرة (ميني جيب).

والزي الجديد ليس مسايرا للموضة بدرجة أكبر فحسب بل أنه يكشف عن تضاريس الجسم أيضا.

وغطاء الرأس الذي من المفترض أن يغطي الشعر بأكمله صار يوضع في مؤخرة الرأس كاشفا عن أحدث تسريحات الشعر.

كذلك تنفق المرأة الايرانية مبالغ كبيرة على أدوات التجميل مثل احمر الشفاه وغيرها.

يقول نائب اصلاحي سابق في البرلمان: “لقد واجه النظام الاسلامي العديد من التحديات السياسية والاقتصادية على مدى العقود الثلاثة الماضية بيد أن كفاح المراة الايرانية الذي لا يعرف الكلل من اجل أن تبدو أنيقة رغم كل القيود يظل تحديدا التحدي الاكبر “. د ب أ

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى