> قالت القوات الأمريكية أمس الأربعاء انها احتجزت ثمانية إيرانيين الليلة الماضية وصادرت حقيبة مليئة بالنقود من الفندق الذي كانوا ينزلون به في وسط بغداد لكنها أطلقت سراحهم بعد مشاورات مع الحكومة العراقية.

وقال ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن المحتجزين كانوا ضمن وفد إيراني دعته وزارة الكهرباء العراقية لمناقشة بناء محطة جديدة لتوليد الكهرباء.

ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران ويصعد المسؤولون الامريكيون اتهاماتهم لطهران بتوريد قنابل وأسلحة أخرى لميليشيات عراقية لقتل الجنود الأمريكيين وهو اتهام تنفيه إيران.

وقال الجيش الأمريكي في بيان إن قواته أوقفت اربع سيارات مساء أمس الأول واحتجزت 15 شخصا هم الإيرانيون وحراسهم العراقيون وصادرت بندقية كلاشنيكوف ومسدسين من الحرس.

وسمح للإيرانيين بالعودة إلى فندقهم شيراتون عشتار لكن القوات تبعتهم بعد فترة وجيزة ودخلت غرفهم.

وقال البيان "صادرت قوات التحالف اثناء وجودها هناك جهاز كمبيوتر محمولا وأجهزة هاتف محمول وحقيبة مليئة بالنقود الإيرانية والأمريكية." وتابع البيان ان الرجال اقتيدوا بعد ذلك إلى منشأة عسكرية أمريكية لاستجوابهم.

وأضاف "الإيرانيون كانت معهم جوازات سفر. وتبين في وقت لاحق ان اثنين من الإيرانيين يحملان أوراقا دبلوماسية. واطلق سراح المواطنين الإيرانيين بعد مشاورات مع الحكومة في العراق."

وقال التلفزيون الإيراني الحكومي إن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت دبلوماسيا سويسريا في طهران يمثل المصالح الأمريكية لأن الولايات المتحدة ليس لديها سفارة هناك وابدت اعتراض إيران الشديد على اعتقال مواطنيها.

ونقل التلفزيون عن علي حسيني المتحدث باسم وزارة الخارجية قوله "ما فعله الأمريكيون في فندق شيراتون لا يمكن تفسيره."

وأظهر تسجيل فيديو لاحتجازهم القوات الأمريكية تقتاد عشرة رجال معصوبي الأعين ومكبلين من الفندق.

وتحدث الرئيس الأمريكي جورج بوش عن إيران بحدة في كلمة القاها أمس الأول قائلا إن لديها برامج تسلح تهدد الشرق الأوسط "بمحرقة نووية".

وتحتجز القوات الأمريكية منذ يناير كانون الثاني الماضي خمسة إيرانيين آخرين تقول انهم يقدمون الدعم للميليشيات.

ويقول الجيش إن الخمسة عملاء للحرس الثوري الإيراني لكن إيران تؤكد انهم دبلوماسيون وتطالب بإطلاق سراحهم.

ويقول عسكريون أمريكيون إن إيران تسعى للتأثير على مناقشات الحرب في واشنطن عن طريق زيادة دعمها لميليشيات شيعية قبيل تقرير عن الانجازات السياسية والعسكرية في العراق من المقرر ان يعرض على الكونجرس خلال أسبوعين.

وحدد السفير الأمريكي ريان كروكر رسميا الاتهامات الأمريكية بتدخل إيران في العراق خلال جولتين من المحادثات مع نظيره الإيراني في بغداد في مايو ايار ويوليو تموز.

واعتبرت المحادثات بين البلدين اللتين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ 30 عاما بمثابة انفراجة كبيرة وأدت إلى تشكيل لجنة تهدف إلى تحسين التعاون بين البلدين فيما يتعلق بأمن العراق.

(شارك في التغطية ادموند بلير من طهران) رويترز