جنود الله

> «الأيام» عدنان سالم بن عويد:

> قد من الله سبحانه وتعالى على مدينة حضرموت بالأمطار في الأشهر الثلاثة الماضية، وكان من المدن التي من الله عليها بالأمطار مدينة (القطن)، وكانت بها قرية صغيرة في نجدها تسمى (غصيص) إذ خرج أهل هذه القرية مستبشرين برحمة الله وفضله عليهم حين رأوا أن معظم ما يملكون من الأراضي قد غمرتها السيول، فهرعوا يحرثون الأرض بلا انقطاع ولا ملل، وهذا ما كانوا ينتظرونه منذ عام 1997م.

وحين مر الشهر الأول بعد الحراثة ونضج الحصاد وفرح أهله به، فجأة في طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال، إذ رأى أهل القرية ضوء الشمس قد حجب فأخذوا يطالعون وينظرون إلى السماء لا يدرون ما هذا الشيء الذي حجب ضوء الشمس، وما هي إلا لحظات أرسل الله جنوده على مزارع أهل القرية.. فإذا هي غوغاء من الجراد الذي لا يرحم ولا يتوقف عن الأكل بالليل والنهار.. يأكل الأخضر واليابس.

كان وصول هذا الطوفان من الجراد في يوم الأحد من الأسبوع الماضي في تمام الساعة الثالثة عصراً.. هجم على المحاصيل الزراعية فأكل كل ما كان يحلم فيه أهل القرية مند عشر سنوات لكن لم يقتصر هجومه على المحاصيل بل ملأ الجبال والأودية والطرقات، فأخذ الأهالي يكافحونه بكل وسائل المكافحة ولكن لا جدوى.

ومن العجيب أنه نزل بكثرة على أسطح المنازل، وربما كان هذا كله نتيجة الذنوب التي هي مرض القلوب والحسد والبغض المنتشرين بين الناس. كما أخبر الله سبحانه في كتابه ?{?وَمَا أََصَاَبَكُم من مُصِيَبةٍ فَِبمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفو عَن كَثِيرٍ?}?.

فأصبح لسان حال ملاك الأراضي الزراعية يقول ?{?عَسَى رَبُّنا أن يُبدِلَنَا خَيراً مِِنها إِنَّا إلى رَبِِّنا رَاغِبُونَ?}?

ونسأل الله العلي القدير بعفوه أن يكشف عن أهالي (غصيص) ضر ما أصبحوا أو أمسوا فيه.

وأن يعوضهم خيراً من ذلك، وما عليهم في مثل هذا المقام إلا أن يقولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، والحمد لله على كل حال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى