التلاعب في دوري العجائب

> «الأيام الرياضي» صادق وجيه الدين:

> ليس هناك خلاف على أن الدوري اليمني المحلي ضعيف من حيث المستوى الفني، والعشوائية في التنظيم، والبطء في الحركة كالسحلفاة،فهو يعاني من أشياء كثيرة، منها إفتقاده للتخطيط السليم، والانتظام في مواعيد البدء والانتهاء، الأمر الذي من شأنه الحيلولة دون وصول الفرق للجاهزية المطلوبة، قبل الدخول في منافسات البطولة فيكون من الطبيعي أن تظهر كل الفرق، من المتصدر إلى المتذيل، بمستوى يثير الدهشة، ويرغم الجماهير على مقاطعتها ، والنتيجة الحتمية تصب في غير مصلحة الكرة اليمنية، وتتسبب في «تقوقع» وعدم تطور الكرة اليمنية، ورقي مستويات المنتخبات الوطنية، لأن كل خبراء اللعبة في العالم يجمعون على أن منتخب كل بلد،يعكس الصورة الحقيقية لمستوى الدوري المحلي فيه.

دعونا من هذه البداية .. لأن موضوعنا يتمحور حول أن الدوري المحلي «اليمني» قد شهد عجائب وغرائب كثيرة, وهناك ظاهرة بدأت تهدد مستقبل الكرة اليمنية، وتنسف قواعد التنافس الشريف، وتتخلى عن مبادئ وقواعد الاخلاق الرياضية، مثلما حدث في الموسم الفائت، عندما سمعنا أموراً تشير إلى أن دورينا العجيب، قد شهد تلاعبات وتواطؤات فقد راعت بعض الفرق «العيش والملح» على مرأى ومسمع مسؤولي الاتحاد العام ولجنة المسابقات، حيث كان ينبغي إبداء الحذر من حدوث مثل هكذا أمور مخالفة لقواعد وقوانين اللعبة الأكثر شعبية.. لكن ما حدث أن لجنة المسابقات غضت الطرف عن ذلك وتسامحت -ضمنياً- مع لغة التواطؤ، من خلال عدم الرقابة والمحاسبة، وتحذير الفرق بالعقوبات القاسية، مما جعل بعض الفرق - وهي قليلة - تقوم بالتساهل في بعض المباريات بمجرد ضمان بقائها في دوري الأولى.

لست بحاجة إلى التكلف في إيجاد الدلائل، لأنها أمور واضحة ولا تُخفى على أحد، وقد سمعنا عن مهزلة عروس البحر الأحمر، وكيف تم التلاعب رغم أنف الجماهير، التي استنكرت ذلك مرددة عبارة «مبيوعة.. مبيوعة»وقرأنا ما أدلى به زميل انتصر لأمانة الكلمة ونزاهة المهنة، ولم أستغرب ذلك، لأن الشكوك قد أحاطت بالمباراة من قبل فترة غير قصيرة، كما أن زميلاً عزيزاً أثق به كان قد كلمني في صبيحة المباراة بأن لاعباً في الفريق الساحلي أخبره بأن المباراة ستنتهي بفوز الفريق(الضيف)،بحجة أن وراء ذلك توجيهات فوقية، علماً بأنه كانت هناك أكثر من مباراة حدثت فيها تلاعبات جهرية «عيني.. عينك» بدلائل الصور أو اللقطات التلفزيونية من مباراتين في الجولة الأخيرة، تم عرضها في البرنامج الأسبوعي «استوديو الرياضة»وقد استغربت كثيراً من الكلام الذي صدر من شخص رئيس لجنة المسابقات، عندما اعترف بأن هناك ظنوناً أقرب إلى اليقين، حول وجود خيانات في بعض المباريات وأن روائحها الكريهة قد أصابت أنوف الآلاف من عشاق الرياضة بـ «الزكام» وأن حكاماً شهدوا بذلك!!

غير أن صاحبنا برر موقف لجنته بعدم وجود أدلة صريحة وشهادات فصيحة، ونسي أو تناسى بأن الأدلة واجبه على لجنة المسابقات، وليس على المتفرج في المدرجات، وليت شعري هل الأدلة معدومة في وقت لعب فيه فريق مباراته الأخيرة بالتشكيلة الرديفة، وبغياب المدرب الأجنبي الذي فضل عدم المشاركة في إثم ووزر جريمة لا يغفرالله ذنوب مقترفيها الا بالاستبراء من الآدميين المظلومين؟! .. مع أن العقل يؤكد أن الفريق الذي تشك الجماهير في نواياه، وتتصدر تخذيراته صدور الصحف، عليه أن يلعب مباراة مصيرية، حتى يمكنه كسب ود واحترام المتابعين والمهتمين، والظفر بكأس الأخلاق الرياضية الرفيعة، وذهب التنافس الشريف، وأوسمة الأمانة والنزاهة.. وليس العكس!!

فعلى الاتحاد العام ولجنة مسابقاته النظر بعين الاعتبار لهذه القضية المهمة، وعدم إطلاق العنان لكل من هو صاحب نية سيئة ليفعل ما يشاء، وترك الحبل على الغارب علماً بأن عليه تحذير فرق الدرجة الثانية، والعمل على الرقابة للمباريات المهمة والحساسة في الجولات المتبقية .. وإلا فإن الباب مفتوح على مصراعيه لكل من أراد أن (يتجمل) في تصعيد الفريق «الفلاني» ويصنع معروف بقاء الفريق «العلاني»!

وبعيداً عن إرضاء البيت الأبيض أو الأمم المتحدة،فإني أؤكد بأن من حق فريقي الاتحاد والتلال التظلم والطعن في نتائج بعض المباريات، ولو استدعى الأمر إلى الوصول إلى الاتحاد الآسيوي ومن ثم الاتحاد الدولي عبر رئيسيهما الشيخ بن همام والسيد بلاتر,. وأنصحهما بالدعاء على من ساهم في تهبيطهما ولو بشطر كلمة.. لأن دعوة المظلوم لاترد..بل إن من حقهما المطالبة بتهبيط الفرق المتواطئة، مثلما حدث في ايطاليا..وبالمناسبة فإني أحيي كل من تناول في كتاباته هذه القضية السرطانية ، سَّيما وأننا في زمن أصبح فيه من يقول الحق شيطاناً ناطقاً في نظر الكثير من الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى